محمود سلطان
08
يونيو
2012
07:52 PM


البعض يرى أن أبو الفتوح وحمدين صبحى قد يشكلان "تيارًا ثالثًا" فى مواجهة الخريطة الجديدة التى كشفت عنها الانتخابات الرئاسية بعودة الصراع بين القوتين التقليديتين: الإخوان "محمد مرسي" والحزب الوطني "أحمد شفيق".

والحال أن هذا الاعتقاد، ربما يكون قد تأسس تحت تأثير ميكنة الدِّعاية اليسارية، والتى عادة ما تحتفي بـ"الفاشلين"، طالما كان آتيًا من داخل الرحِم اليسار الناصري.. هكذا علَّمتنا التجربة : الاحتفاء بعبد الناصر .. "الجنرال" الذى خرج مهزومًا عسكريًّا فى حرب يونيو 1967.. وحمدين صباحى "الصحفي" الذى أجهض فرصة التوافق على مرشح للثورة فى مواجهة مرشح نظام مبارك.. ثم خروجه مهزومًا أمام مرشح الفلول فى انتخابات 23 ـ 24 مايو 2012.

ولئن كان أبو الفتوح مؤسسًا لـ"تيار" حقيقي، يعكس صورة الميدان فى الثمانية عشر يومًا التى سبقت سقوط مبارك.. وهو تيار عريض ومتنوّع ومتعدد ويحتضن ألوان الطيف الوطني كافة.. ويمكن تلخيصه اصطلاحيًّا بأنه يمثل "يمين الوسط".. الذى يحمل ذات الجينات الوراثية للتيار الأساسى المصري، الذى يميل إلى التوسط والاعتدال.. فإنه فى المقابل يمثل حازم صلاح أبو إسماعيل تيارًا آخر "اليمين المحافظ"، متفلتًا أيضًا من التأطير التنظيمى المُحكَم، داخل الحالة الإسلامية، ينتشر بأوزان متباينة متخللاً المِعمار السلفى والإخوانى، ويتميز بنزعة تمرُّد غير مسبوقة على "الولاية الأخلاقية" للسلطات الدينية فى الأولى.. وعلى "الإلزام التنظيمي" فى الثانية.. وهى ظاهرة جديدة تحمل البِشارة بتيار إسلامى جديد، غالبيته اكتسب منظومة قيم جديدة مستقاة من خبرات الثورة ومليونيات ميدان التحرير.

أبو الفتوح، وأبو إسماعيل.. يأتيان بدون تاريخ من الاختبارات التاريخية على ذات القدر الذى جاء به "صباحي".. فالأول "منشق" عن الإخوان، وهى تجرِبة جماعية وليست "ذاتية"، والثانى جاء بتجربة "عائلية" اجتازت اختبارات "نضالية" بنجاح، وتركت سمعة طيبة فى الضمير الوطنى المصري.. أما صباحي فهو صاحب تجربة "حزبية " و"صحافية" فاشلة.. وليس عليه إجماع داخل حزب الكرامة.. فيما تعسَّف وبقسوة فى تعيين "فقراء" الصحفيين فى "الكرامة"، ولم يقيد منها فى نقابة الصحفيين إلا أقل من عشرة صحفيين.. وهى التجربة التى تناقض خطابَه الدعائى الذى اعتمد على استدرار تعاطف فقراء المصريين.

صباحى لا يمثل تيارًا.. وإنما يمثل "الصوت العقابي" أو "الصوت الهارب" من الإسلاميين (مرسى وأبو الفتوح والعوا) ومن النظام القديم (موسى وشفيق).. فهو محض "حصَّالة" الأصوات التى لم تَرَ أمامها إلا هذه "القسمة" القديمة : "إسلاميون ووطني".. وهى ظاهرة "طارئة" ستختفى تمامًا بعد أن يُسدل الستار على انتخابات الرئاسة.

وفى تقديرى أن الكلام عن "التيار الثالث" الذى يمثله "أبو الفتوح" و"صباحي"، وقدرتهما على "الحشد" فى مواجهة "تعسف" السلطة المنتخَبة لاحقًا.. فيه قدر كبير من المبالغة.. بدليل أن الثلاثة ـ إذا أضفنا إليهما خالد على ـ عجزوا عن حشد الجماهير إلا بالاستقواء بالمساجد يوم الثلاثاء الماضى (5 يونيو).. وهو الحدث الذى أعاد الاعتبار للمساجد، التى صنعت الثورة بعد أن اختطفها منها المزايدون ومرشحو الصدفة.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,500