1
محمود سلطان
05
يونيو
2012
08:00 PM


بعد الإطاحة بمبارك يوم الجمعة 11 فبراير 2011، كان أمام الرأى العام "شرعيتان": الشرعية الثورية والشرعية القانونية.. وكان على النخبة النشطة التى صنعت الثورة، أن تختار بينهما.. فيما ترك لها الوقت إلى ما قبل كتابة الإعلان الدستورى والاستفتاء عليه فى مارس قبل الماضى.

هذه المسافة الزمنية ما بين 11 فبراير وإلى ما قبل 19 مارس 2011، كانت الفرصة لاختيار "الشرعية الثورية" وما يترتب عليها من استحقاقات على رأسها "المجلس الرئاسى".. وقانون العزل والمحاكمات الثورية.. إلا أن الفرصة "فاتت" واختار الثوار طريق "القانون".

ولما كانت المنظومة القانونية والتشريعية السائدة، هى من صنع "مبارك".. فإن اللعبة السياسية كلها ـ بعد ذلك ـ انتظمت وفق القواعد التى وضعها مبارك.. وبرضا كل قوى الثورة.

وهذه واحدة من أكبر أخطاء الثوار.. فالكلام الآن عن "المجلس الرئاسى".. هو كلام الفرص الضائعة، فيما يظل اقتراحًا خارجًا عن القانون.. ولا سند دستورى له، وإعادة إنتاجه الآن، يعكس إما ضحالة "الخيال" عند صناع السياسة.. وإما "الغيبوبة" التى ضربت النشطاء على النحو الذى يجعلهم يتصرفون بافتراض وجود "فوضى" لا "دولة".. وبافتراض وجود فراغ فى الشرعية التى تأسست بعد ثورة 25 يناير ووجود دستور مؤقت وخارطة طريق اكتسبت مركزًا قانونيًا ملزمًا للجميع.

والمثير للانتباه أن الكلام عن "المجلس الرئاسى".. صدر من الكتلة "العدمية" التى اختارت "المقاطعة" نكاية فى مرشح "الحرية والعدالة".. حتى لو كانت المقاطعة، هى "الأسفلت" الذى يعيد الطريق لمرشح "الفلول" إلى القصر الرئاسى.. والحماس له يصدر بدافع فرض ثلاثة مرشحين فشلوا فى الجولة الأولى، على المرشح الفائز بالمركز الأول، باعتبار أنهم حصدوا مجتمعين أعلى الأصوات من محمد مرسى!!

وهو منطق أقرب إلى "الدجل" منه إلى "الحق".. إذ لا يوجد فى الدنيا، انتخابات رئاسية، تمنح للفاشلين فيها "جائزة" بتعيينهم فى مناصب سياسية رفيعة.. وذلك بقوة الضغط والابتزاز وعلى هذا النحو الذى نراه أمامنا الآن.

لم يبق إلا الاقتراح "العاقل".. بتشكيل "فريق رئاسى" يقترحه مرشح "الثورة" محمد مرسى.. يشمل عددًا من النواب.. ويتم تسميتهم بـ"التوافق" مع القوى والتيارات الأخرى، ويدخل به كمشروع سياسى لإدارة البلاد حال فوزه بالمقعد الرئاسى.

غير أنه من الأهمية بمكان.. أن نؤكد أنه ليس بالضرورة أن يشكل "الفريق" من المرشحين الذين خرجوا من السباق واحتلوا المركز الثالث والرابع.. لا يمكن بحال أن نقتنع بما يدعيه البعض بأنه "حق" منحه لهم "الصندوق".. لأنه ادعاء ـ وكما قلت آنفًا ـ من قبيل "الدجل".. فالصندوق يعطى الشرعية للرئيس "الفائز" وينزع الشرعية عن المرشح "الفاشل".. ومصر كبيرة وغنية وثرية بالكوادر والكفاءات التى تفوق بكثير فى إمكانياتهم وقدراتهم ومواهبهم.. مواهب مرشحى "الصدفة".

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,414