22
جمال سلطان
04
يونيو
2012
08:22 PM


اندهش الناس أمس من سلوك الإعلامية لميس الحديدى عندما ناشدت المجلس العسكرى ألا يسلم السلطة للرئيس المنتخَب شرعيًا من الشعب المصرى إذا كان هو المرشح محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، ومرشح قُوى التغيير والثورة، بما يعنى أنها تدوس على إرادة الشعب المصرى بحذائها إذا خالفت طموح الفلول فى اغتصاب رأس السلطة، لميس حصرت طلبها فى حالة فوز مرسى، أما إذا فاز "شفيق" فإنها سترقص فى ممرات السى بى سى وتوزع المشروبات على حسابها، والحقيقة أنى اندهشت من دهشة الكثيرين ممن سمعوا هذا الكلام الهيستيرى، ويبدو أن المصريين ينسَوْن سريعًا؛ فلميس الحديدى هى من أسرة كان رِهانها الأساسى والوحيد هو مبارك ومشروع التوريث، لميس كانت المرأة المدلَّلة فى تليفزيون مبارك وأنس الفقى، وكانت تأمر وتنهى أكبر رأس فى التليفزيون وفق النفوذ الخطير الذى كانت تمثله، كما كان زوجها عمرو أديب أحد أبرز المدافعين، بل المقاتلين عن نظام حسنى مبارك، ومشهورة هى كلماته عن أنه إذا أتت الديمقراطية بحزب إسلامى أو بالإخوان المسلمين فإنه يفضل أن "تولع" البلد وإللى فيها وتولع الديمقراطية نفسها، وأنه إذا سقط نظام مبارك فسوف يهاجر إلى كندا، وظلت لميس وزوجها عمرو حتى آخر يوم فى حكم مبارك قبل سقوطه، وهما يحاولان الدفاع عنه بكل سبيل ويضللان الناس فى برامجهما الفضائحية، لميس وعمرو ربما كانا نموذجين طافحين فى الولاء العلنى لنظام مبارك، والارتباط بمشروعه والشعور بمشاعر "الثأر" تجاه الثورة المصرية التى قضت على طموحهما، وأنهت منظومة الفساد والقمع، وعندما كانت الثورة فى فورانها وقوة دفعها الهائلة لم يجرؤا على أن يكشفا عن وجهيْهما بصراحة، بل حاولا التوددَ إلى روح الثورة وشعاراتها، وكلما بدأ موج الثورة يهدأ تظهر الوجوه الحقيقية وتخرج مخبوءات النفوس صراحة، وقد اجتمع "فلول الإعلام" فى بعض القنوات الجديدة التى تم صناعتها بأموال رموز عصر مبارك المترع بالفساد ونهب ثروات مصر، وإذا كانت لميس وعمرو وخيرى رمضان وأشباههم من الخلايا الصريحة والحية، فإن هناك رموزًا أخرى تعتبر من "الخلايا النائمة" للفلول فى الإعلام الخاص، وسوف تظهر جميعها خلال العشرة أيام المقبلة بوجه أكثر وضوحًا، كلما اقتربت معركة الحسم على منصِب رئيس الجمهورية، فهناك صحفيون كِبَار يعملون فى قنوات الفلول تم شراؤهم بأموال طائلة، يعرِفون جيدًا أنها من "ميراث الفساد والنهب الحرام"، سيدشنون خلال أيام قليلة حربًا شعواءَ ضد قوى الثورة والتيار الإسلامى بشكل خاص، وسوف يعلنون ولاءَهم الكامل والصريح لمرشح الفلول أحمد شفيق؛ لأنه أملهم الأخير فى إعادة إنتاج الدولة البوليسية العسكرية الأمنية التى يقدمون لها "الكود" باسم "الدولة المدنية"، وشتَّان بين الدولة المدنية التى تقوم على الشفافية والديمقراطية والعدالة والحريات العامة وسيادة القانون وتداوُل السلطة سلميًا، وبين دولة مبارك وشفيق "المدنية"، التى لا تعرف المدنية إلا مرادفًا كاملاً لعسكرة الدولة وجعْل بِيَادات الشرطة فوق رأس القانون، وتقطع أى لسان يحاول وقف مسلسل الفساد العام ونهب البلاد، وصناعة نخبة مزيَّفة صغيرة من إعلاميين ومثقفين وفنانين، يتحوَّلون إلى وردة مزوَّرة فى جيب الفرعون الصغير، يتجمَّل بها فى المنتديات، ويسوق أكاذيبها ونفاقها فى تمجيد شخصه وأسرته وأفضاله الكبيرة على البلاد والعباد، مقابل أن يُمَكّن لتلك النخبة المزيفة والمجرمة من جزء من "كعكة" الثروة الحرام.

تابِعُوا قنوات الفلول خلال الأيام المقبلة، بل الساعات المقبلة، وستجدون الوجوه تتكشف بوضوح أكثر وبعنف وعصبية أكثر، وكلما شعر الفلول بأن مرشحهم يقترب من الغرق سيزدادون عنفًا وشراسة وجنونًا؛ لأنهم يعرفون يقينًا أنهم سيغرقون معه.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,784