1
محمود سلطان
12
مايو
2012
08:22 PM


وجود عمرو موسى وأحمد شفيق، هو الخطر الأكبر على الثورة، وليس من الحصافة، الرهان على أنهما "فلول"؛ لننام قريرى العين مطمئنين على نتائج الانتخابات الرئاسية؛ فالرجلان يخوضان السباق الرئاسى، بشبكة واسعة مما يعتبر "ضمانات" قد تثير القلق فعلاً.. من بينها، خبرات الجهاز الإدارى بالدولة.. وذلك بالنسبة لـ "موسى" مضافًا إليها خبرات المؤسسة العسكرية بالنسبة لـ "شفيق".

ثمة رِهانات أخرى تتعلق بالمشاعر العامة البعيدة عن مجتمع النخبة، وفى بيئة اجتماعية وأمنية تم هندستها، على النحو الذى يحمل الرأى العام على تمنى عودة "مبارك" أو أحد "خَدَمه".. فضلاً عن أن الرجلين تمتد أصولهما السياسية إلى "الفلول".. فيما تظل جماعات المصالح الكبيرة، التى ارتبطت بنظام حكم الرئيس السابق، طليقة اليد، ولها سلطات واسعة فى عدد من الأجهزة الإدارية والاقتصادية والأمنية.. وتواترت الأخبار التى تفيد باجتماعات ولقاءات تجمع قيادات سابقة بالوطنى، تحت رعاية جهات سيادية رسمية، للترتيب والتحضير، لحملات دِعاية منظمة ومدروسة، لتوجيه الرأى العام، نحو اختيار أحد المرشحين: شفيق أو موسى!

ولا شك أن ثمة اعتبارات أخرى، تتعلق بملفات داخلية وأخرى خارجية، قد تفضى فى محصِّلتها النهائية، إلى الحذر، من اصطفاف "رسمى" فى الداخل.. ودعم "عرفى" من الخارج، لصنع رأى عام يستسلم، للصورة التى من المتوقع رسمها، بشأن "قوة" موسى و شفيق.. إذ ثمة ملفات، يُعتقد أن الحكام الانتقاليين يرون فى الأول والثانى، الأكثر تفهمًا حيال تسويتها مع المؤسسة العسكرية، وذلك من جهة وملفات أخرى تتعلق بـ"تهدئة" مخاوف القوى الغربية من رئيس "مجهول" النيات، يكون قادمًا من خارج مؤسسة الدولة، وخارج المدرسة "الاستذلالية" التى أرساها مبارك وعائلته على مدى أربعة عقود مضت.. وذلك من جهة أخرى.

بالتأكيد ستكون الانتخابات نزيهة إلى حد لا يقارَن بمرحلة ما قبل الثورة.. ولا يتوقع تزويرها.. وربما يكون صانعو القرار فى مصر الآن، مطلعين على المشهد بكامل تفاصيله، وذلك خلافًا، للقوى المشغولة، بهامش "المتن" الأساسى، داخل مجتمع الطبقات المخملية فى القاهرة "العاصمة" القديمة.. أو ضواحيها "الأسطورية" التى أسستها القوى الاقتصادية الطفيلية التى استفادت من الفساد المالى والإدارى والأمنى فى عهد الرئيس المخلوع.

هناك كتل تأثرت كثيرًا، بالصورة التى رسمتها الفترة الانتقالية، للوضع الأمنى والاقتصادى فى البلاد.. وتعتقد أن مصر تحتاج إلى واحد "فاهم" و"قوى".. وهى النظرة "الساذجة" التى يراهن عليها الخائفون من رئيس جديد، قادم من قوى الثورة.. ويعتقدون أن "الأرياف" البعيدة عن "صخب" القاهرة لا زالت متعلقة برجل دولة.. يُشعرهم بالأمان، كما كان فى عهد الرئيس السابق.. وهو رهان لم يُختبر بعد، غير أنه وارد ومحتمل وينبغى مواجهته، وبشكل عاجل، وذلك قبل أن تصدمنا النتائج بما لم يخطر على قلب القوى التى صنعت الثورة.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,436