إلى "الطواغيت" الجدد !



101
محمود سلطان
04
مايو
2012
07:55 PM


البعض يحذر من "اقتحام" وزارة الدفاع.. واللواء مختار الملا وجه تحذيرًا مغلفًا بشعار "الكلاشينكوف" من الاقتراب من "عَرِين" جنرالات "العسكرى"!، وبعض القوى الوطنية طالبت بالتوجه إلى التحرير بدلاً من "الدفاع" حَقنًا للدماء!!

الكلام والتحذيرات تواترت وكأن قوات "كوماندوز" خاصة تقترب من "العرين".. وأن اقتحامه بات قدرًا مقدورًا!

مَن سيقتحم وزارة الدفاع؟، ومَن قال إن الشباب الثائر ينتوى اقتحامها ؟!، ولا نعرف مَن يقف وراء إشاعة مثل كل هذه الأكاذيب!

المسألة لم تتجاوز التظاهر بالقرب من وزارة الدفاع، أو ميدان العباسية.. والتظاهر السلمى حق مكفول وفى أى مكان، وعلى الدولة أن تحافظ على أمن المتظاهرين وسلامتهم، وليس من حقها أن تستبيح أرواحهم بمجرد أنهم اختاروا المنطقة المحيطة بـ"عرين" جنرالات العسكرى مكانًا لتظاهرهم.

من حق أى مواطن مِصرى أن يحتج أو يتظاهر وفى أى مكان يختاره، ولا توجد فى مصر ـ بعد الثورة ـ مؤسسة "مقدسة" أو ذات "سيادة" أو فى منزلة أكبر وأعلى من الشعب ذاته.. ولم يعد فى مصر طبقات مهنية "ولاد ناس" وأخرى "ولاد كلب"!

التذرُّع بأكاذيب "اقتحام" وزارة الدفاع لاستباحة دماء المصريين، مسألة بالغة الخطورة، وكلام المحسوبين على القوى الوطنية، بـ"تخطئة" التظاهر أمام "الدفاع" وحَث الشباب على تغيير وجهتهم نحو "التحرير" حقنًا للدماء.. هو خطاب تبريرى.. ويشرعن لاصطياد "العصافير" المصرية، من قبل القناصة والبلطجية.. ويعطى للسلاح "الميرى" حق تحويل المناطق القريبة من وزارة الدفاع إلى "مَيدان رماية".

حاول اللواء مختار الملا إخافة الناس وتهديدهم.. وفى لغة حاملة لذات "جينات" نظام مبارك الأمنى، يعوزها الوعى بما أصاب المشاعر العامة من تحولات جعلت المصريين أكثر "صلابة" و"مثابرة" وجسارة فى مواجهة آلات القمع الرسمية مهما كانت وحشيتها.

مصر كلها وطن للمصريين، وليست "عزبًا" أو "أبعديات" مقسَّمة على أصحاب النفوذ والسلطة والسيادة والحصانة.. ليس هناك "خطوط حمراء" إلا الدم المصرى.. فليتظاهرِ المصريون فى أى مكان يرونه رمزًا للطرف الذى يحتجون ضده.. طالما ظلت سلمية وذات فحوى ومضمون مشروع.. عصر "الخطوط الحمراء".. والطبقات الاجتماعية والمهنية الاستعلائية، قد ولَّى إلى غير رجعة.. ولن يسمح المصريون بأن يُستباحوا فى أموالهم ودمائهم وأعراضهم باسم الحفاظ على "هيبة الدولة".. فالأخيرة لا شرعية لها إذا تأسست على استرخاص أرواح المصريين.. وقتل الشباب المتظاهر إهانة للدولة وليس "هيبة" لها.

لقد خرج المصريون من "ظلمات مبارك" إلى "تنوير الثورة".. ومن "قبور" أمن الدولة إلى رحاب الوطن .. ولن تخيفهم تهديدات "الطواغيت الجدد".. وكل مَن سيرفع السلاح ضدهم أو يطلق الرَّصاص على أبنائهم ـ حتى لو كانوا بالقرب من مقار ذوى "الياقات المِيرى" ـ سيقطع المصريون يده.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,503