فراج إسماعيل
05
مايو
2012
07:38 PM


لا أدعى أننى أفهم شيئًا مما جرى فى العباسية وأمام وزارة الدفاع. وأزعم أن أحدًا لم يفهم ما جرى. إذا كان المعتصمون والمتظاهرون يريدون إنهاء حكم العسكر ونحن بالفعل الآن على أبواب نهاية الفترة الانتقالية، فلماذا الإصرار على غزو وزارة الدفاع وقد نقلت الكاميرات الفضائية يوم الجمعة تلك المحاولات المستميتة لانتزاع الحواجز السلكية.

لا أستطيع ولا يستطيع غيرى معرفة هوية وجوه الغزاة ولمن ينتسبون. هناك من قال إنهم عملاء المجلس العسكرى لإيجاد مبرر لفرض الأحكام العرفية وتأجيل الانتخابات وربما للقيام بانقلاب توقعته فى أحد مقالاتى ولا زلت أتوقعه.

هل هم من القوى الثورية الليبرالية أم من التيار الإسلامى أم منهما معاً. إذا كانوا كذلك فما الهدف من غزو وزارة الدفاع، وهل يعتقدون أن الجيش يمكن أن يسمح لهم بغزو القيادة العامة للقوات المسلحة بما فيها من غرف عمليات وأسرار عليا وما تختزنه من هيبة الدولة والعسكرية المصرية؟!

ما الفرق أن يسقط حكم العسكر اليوم أو يغادر طبيعيًا يوم 30 يونيه أو قبل ذلك بقليل؟!.. هل هو صراع على السلطة واستعراض للقوة يهدف إلى حرق المراحل؟!

أتحدى أى محلل أن يجيب أو يؤكد شيئًا. فلا أحد يصدق أن جيشًا نظاميًا قويًا مدججًا بوسائل عصرية يمكنه أن ينهزم بسهولة ويسلم قيادته ويتشتت أمام الذين رأيناهم يرقصون فوق الحواجز. ولا أحد يستطيع تفسير تأخير اتخاذ قرار فرض حظر التجول وعدم المبادرة به ابتداءً من ليلة الخميس.

لقد حقق الحظر غرضه سريعًا فتفرق المتظاهرون والمعتصمون.. فلماذا لم تتم المبادرة به قبل أن يبدأ الزحف، ولماذا لم يتم فرضه عندما قام الشبيحة فى العباسية وشارع الخليفة المأمون بضرب المتظاهرين والمعتصمين بالأسلحة الآلية، بل وقاموا بذبح بعضهم؟!

مَن هم هؤلاء الشبيحة؟.. من الراقصون فوق حواجز وزارة الدفاع؟. منطقة العباسية أصبحت خاوية بعد ساعتين فقط من بدء الحظر. قوات الجيش فرضت خلال هذا الزمن القصير سيطرتها حتى منطقة الدمرداش، فلماذا كانت تمتنع وتترك الشرر يتطاير وتتسع رقعته حتى كاد يحرق مصر كلها.

هل نحن على أبواب انتهاء الفترة الانتقالية أم على أبواب أحكام عرفية واعتقالات واسعة وعسكرة طويلة؟!