authentication required



48
محمد سيف الدولة
21
إبريل
2012
08:12 PM


قام الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، بزيارة إلى المسجد الأقصى، مخترقا بذلك حالة الإجماع المصرى والعربى والإسلامى منذ عام 1948، التى منعت وحرمت زيارة فلسطين تحت أى ظرف قبل تحريرها من الاغتصاب الصهيونى.

ورغم نفى المفتى دخولها بتأشيرة إسرائيلية، وإنما برعاية ملكية أردنية، إلا أنه دخلها فى النهاية من بوابة معاهدة وادى عربة الشقيقة الصغرى لأختيها البائستين كامب ديفيد المصرية وأوسلو الفلسطينية، التى ارتكبت جميعها جريمة وخطيئة الاعتراف بشرعية الكيان الصهيونى والتنازل لليهود الصهاينة عن 78% من أرض فلسطين التاريخية.

ناهيك أن كل تبريرات جمعة، قد سقطت وانكشفت فورًا عندما قامت السلطات الإسرائيلية فى ذات توقيت الزيارة بمنع الشيخ عكرمة صبرى خطيب المسجد الأقصى من دخول القدس.. ناهيك عما صرحت به وكالات الأنباء العبرية من أن الزيارة تمت تحت حماية كاملة من الجيش الإسرائيلى لحماية الشيخ جمعة من المتطرفين الفلسطينيين وبتنسيق كامل مع السلطات الأردنية.

قبلها ببضعة أيام قامت عدة وفود من المسيحيين المصريين بزيارات دينية إلى كنيسة القيامة بالمخالفة لقرار الكنيسة القبطية بعدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها وكتفا بكتف مع الإخوة المسلمين، وتوعدت بعقاب المخالفين بالحرمان من سر التناول كأحد أسرار الكنيسة السبعة، ولكن كل هذا لم يمنع انطلاق عدة رحلات فى وقت متزامن من مطارات مختلفة فى مصر وإيطاليا وأمريكا إلى القدس، فى لغز كبير حول الجهة المريبة المنظمة لهذه الرحلات فى هذا التوقيت وفى تحد سافر للكنيسة.

 

لا يمكن أن تتزامن كل هذه الزيارات على سبيل الصدفة، كما أنه لا يمكن أن تكون زيارة المفتى قد تمت بمبادرة شخصية منه، كما ادعى، فشخص فى مكانة المفتى الرسمية لا يمكن أن يدخل (إسرائيل) إلا بعد استئذان المجلس العسكرى أو بتكليف منه مع تنسيق سياسى أمنى كامل بين الجهات الأمنية المصرية والإسرائيلية.

وهنا نصل إلى مربط الفرس، وهو الدوافع والأسباب التى دفعت الإدارة المصرية الحالية إلى مباركة بل ورعاية مبادرات للتطبيع المصرى الإسرائيلى عبر بوابة الزيارات الدينية، مبادرات لم تحدث حتى فى عهد مبارك.

التفسير الأقرب إلى المنطق أن وراء هذه المبادرات التطبيعية الجديدة رسائل إلى أولى الأمر فى أمريكا وإسرائيل، أن النظام القديم لا يزال هو الأصلح لهم ولمصالحهم، وأنه على استعداد لتقديم ما لا يمكن أن تقدمه لهم قوى الربيع العربى: سيقدم لهم تطبيع شعبى كامل مع إسرائيل يدعم وجودها وشرعيتها ويؤكد ويثبت مدى التزامه بالسلام معها رغم أنف كل الثورات العربية.

وربما كان الحافز على تقديم هذه الرسائل فى هذا التوقيت، هو ما استجد من تحركات إسلامية فى اتجاه تأسيس علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، والتى بدأت بالإعلان عن الالتزام الكامل بمعاهدات السلام، وانتهت بزيارة مبعوثيهم إلى واشنطن ودخول البيت الأبيض والالتقاء بأعضاء من مجلس الأمن القومى الأمريكى.

ومنها أيضًا ما صدر من تصريحات إسرائيلية على لسان قيادات مثل بن اليعازر من أن الإسرائيليين قد يضطرون فى النهاية إلى الجلوس مع الإخوان.

بما يعنى أن الورقة التى كان نظام مبارك وأقرانه يلعبون بها من أنهم الوحيدون الملتزمون بالسلام مع إسرائيل والاعتراف بها قد أوشكت على الاحتراق، حيث إن الجميع يعلنون استعدادهم لتبنى ذات النهج والتوجه.

فكان لابد على رجال النظام القديم، الإسراع فى بذل مزيد من التنازلات فى اتجاه التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، وهم يعلمون أن التيار الإسلامى لن يستطيع أن يجاريهم فيها بل سيشن عليها حملة شعواء، وهو ما حدث بالفعل حيث أدانت كل القوى الوطنية والإسلامية بشدة زيارة المفتى وطالبت بإقالته فورا، مما سيخفض بالضرورة من أسهمهم لدى الأمريكان لصالح النظام القديم الذى لم يسقط بعد.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

366,754