محمود سلطان | 27-02-2012 19:42

جدل "الحرية" و"الشريعة".. وأيهما مقدم على الآخر.. أثار قدرًا من "اللبس"، وشغل البعض وصرفهم عن "أصل" الموضوع.

كلام أبو الفتوح والعوا.. بشأن ترتيب الأولوية فى هذا الشأن.. كان محض "اجتهاد سياسى"، ولا يجوز نقله إلى "الحيز الدينى" إذ بلغت الجرأة ببعض المتحمسين للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، أن يحكم بـ"الزندقة" على الرجلين.. واتهامى بأنى لست "مؤمنًا" بشمولية الإسلام، بما فيها صونه لـ"الحريات".

الكلام عن مقعد الرئاسة.. هو كلام "فى السياسة".. وليس درسًا "فى الفقه".. هذا الوعى بالخط الفاصل بين "الخلاف السياسى" و"الاجتهاد الدينى".. من مقتضيات تأمين "الحريات" وصونها من مطاردات "التكفيريين" ونزقهم فى التعاطى مع ملفات الشأن العام.

"الشريعة" أكبر من أن توظف "سياسيًا".. ومن أن تدخل بورصة "المزايدات" على المسلمين المصريين.. إذ يُخشى أن تُمسى "ورقة" تتلاعب بها "الانتهازية السياسية".. فالكلام عنها قد يستهدف استعطاف الرأى العام و"تقليب" ضميره ونشل "صوته" ثم يُفاجأ ـ بعد أن ينال صاحب النصيب مراده ـ بأنه كان ضحية عملية "نصب سياسى" كبيرة.

من جهة أخرى.. فإن "التوقيع" على بياض لأى مرشح يرفع "راية" الشريعة.. يعنى تفويضه بأن يفعل فى شعبه ما يشاء طالما ظل معلقًا على جدار مكتبه شعار "الشريعة أولا".. وباسم الأخيرة قد يصادر الحريات ويتوسع فى بناء المعتقلات والسجون، ويجلد شعبه ويعتدى على ماله وأعراضه وحرماته.. ولن يعدم أية "تخريجة شرعية" أو "شراء" مفتى متزلف.. "يشرعن" لقسوته وانتهاكاته ضد شعبه.

وأنا ـ على المستوى الشخصى ـ لن أقبل أن يحكمنى "رئيس" يصادر حريتى وينتهك حرماتى وخصوصيتى ويطلق علىّ عساكره وشرطته ومخبريه ويحصى علىّ أنفاسى ويتنصت على هاتفى.. وينظم لى حفلات تعذيب ليلية فى مقار أجهزته الأمنية.. باسم الشريعة.

الانحياز "المطلق" لمرشح، لمجرد أنه وعد بتطبيق الشريعة، رغم أنه قد يكون انحيازًا بريئًا ومدفوعًا بحب شرع الله تعالى.. إلا أنه قد يفضى إلى استبدال "طاغية" برئيس أسوأ منه.. لأنه ـ والحال كذلك ـ سيحكمنا بـ"اسم الإله".. بمعنى أنه سيتحول بمضى الوقت إلى "الرئيس المقدس" المعصوم من الخطأ والمؤيد بـ"الشريعة".. فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. كل من عارضه فهو "زنديق" أو فاسق أو خارج عن الملة أو الجماعة ويحل دمه وقتله.

تطبيق الشريعة.. هى مناط أى نظام حكم إسلامى لا شك.. ولكن ما هى "شهادة الضمان" التى تحول دون جرأة الرئيس الذى نحسبه صادقًا.. فى أن ينتحل "صفات" الله تعالى.. ويعيدنا إلى ظلمات المسيحية السياسية التى حكمت أوروبا باسم "الآباء ـ الآلهة"؟!

ولذا فإننا ـ وقبل كل شىء ـ ينبغى أن نتحدث عن "صلاحيات الرئيس" وعن الكاتالوج "الدستور" الذى يحدد له هذه الصلاحيات.. وعن المؤسسات المنتخبة التى تراقب أداءه.. وتحول دون تغوله وتوحشه واعتدائه على شعبه وعلى حقوقه على المؤسسات التشريعية الرقابية.

إنه الكلام الذى قد نتفق ونختلف بشأنه.. ولكن تظل حريتنا فى إبداء رأينا فيه مصانة ومكفولة.. طالما فهمنا بأننا نتساجل داخل حدود "السياسة".. وليس "الدين".. واعتقد أنه من صالح أى مرشح إسلامى وكمال قال يوم أمس الأول الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.. أن يتصرف باعتباره "مرشحًا" مدنيًا.. وليس "واعظًا" فى مسجد.. فرق كبير.. ولكنه هام جدًا.

[email protected]

 

 

يعنى تفويضه بأن

 

اشتراكك في خدمة أخبار المصريون العاجلة على الموبايل يصلك بالأحداث على مدار الساعة

لمشتركي فودافون : أرسل حرفي mo إلى 9999 ـ الاشتراك 30 قرشا لليوم
لمشتركي اتصالات : أرسل mes إلى 1666 ـ الاشتراك 47 قرشا لكل يومين (23.5 قرشا لليوم)

 

 

اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

مقعد الرئاسة 2

حارث عياد | 27-02-2012 22:31

واخطر ما في الشيخ حازم انى لم المس فيه اي تقدير للدستور فلكم تمنيت ان يجيب بقوله انى رجل محدود الصلاحيات محدود المدة يحدد قواعد عملى الدستور وهناك قانون يحكمنى ويحكم اي مواطن واي سائح غريب وكل امر وخطة يخضع لدراسة اهل التخصص فهو يتكلم دائما كانه رجل مطلق الصلاحيات لا يحده قانون وهذه كارثة ، وبخصوص مسألة الحد الفاصل بين الدين والسياسة لم ارى كلمة عبقرية مثل كلمة الشيخ الشعرواى " اتمنى ان يصل الدين الى اهل السياسة ولا يصل اهل الدين الى السياسة"

 

 

شكر و تقدير و تصحيح

حملة حازم ابو اسماعبل رئيسا بميلانو - ايطاليا | 27-02-2012 22:18

الشكر:لذكر قول الشيخ أبوإسماعيل أن يتصرف باعتباره "مرشحًا" مدنيًاوليس واعظًافى مسجد.مع كامل التقديرالتصحيح:بالنسبه للحريات عند ابواسماعيل فهي مطلقه فعلى سبيل المثال لا الحصر فهو ضد الكماين في الشارع المصري ويعتبرهااهانة لكرامة الشعب العظيم وايضاذكر قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما تسور(تسلق) بيتا على اشخاص كانوا يشربون خمرا وقالوا له احنا ارتكبنا اثما(الخمره)وانت ثلاثه(التجسس وعدم الاستئذان والتسور) فتركهم ومشى وهي دليل على الحريه المطلقه في شرع الاسلام.وتطبيق الشرع بحد الاستطاعه وليس مره واحده

 

 

مقعد الرئيس 1

حارث عياد | 27-02-2012 22:18

عند بداية ظهور الشيخ حازم كمرشح رئاسي محتمل وسماعي تصريحاته المبكرة قلت ان الرجل لا يصلح "لأى منصب سياسي " وليس فقط " منصب الرئاسة " وقلت كذلك ان د.العوا هو " الانسب للمنصب اذا قورن بالرجلين" مع تقديري لخبرة السيد عمرو موسى وحيرتى بينه وبين العواوتمنيت لو ترشح نبيل العربي فهو رجل يصلح بمعنى الكلمة

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,221