جمال سلطان | 21-02-2012 19:51
الثورة الشعبية المصرية الرائعة التى فاجأت العالم كله، وليس نظام مبارك وحده، فى 25 يناير 2011 كانت تكتسب الإعجاب بها والانبهار بها من عدة نواح، ولكن ظاهرتين فيها بالأساس كانتا عصب هذه الروعة التى أذهلت العالم، الأولى هى ضخامة الحشود البشرية المشاركة فى الثورة، عندما نقول مليونية فقد كانت مليونية حقيقية، يشارك فيها أحيانًا خمسة ملايين أو أكثر، طوفان بشرى فى الشوارع والميادين عندما تلتقطه عدسات التصوير من مستويات مرتفعة أو طائرات تفاجأ بما يشبه مجرى نهر ضخم يتحرك فى الشوارع من رؤوس البشر وأجسادهم، هذا مشهد أزعم أن العالم لم يره من عشرات السنين، والظاهرة الثانية التى مثلت عنصر الإبهار الكبير فى تلك الثورة هى أخلاقياتها، لم يكن المتظاهرون الذين خرجوا يتحدون رصاص شرطة مبارك وزبانيته يحملون سلاحًا ولا حتى عصا ولا موس حلاقة، خرجوا يتحدون الطاغية ونظامه بقوة أخلاق الثورة ومطلبها العادل ونبل الحراك الشعبى، وكانت اللافتات والشعارات على عنفها وحرقتها لا تحمل أية بذاءات، كانت تحمل لغة قوية ولكن مترفعة، وأحيانًا كانت مترعة بالسخرية الجميلة "والقفشات" التى اشتهر بها الشعب المصرى ، فتجلت كورود وأزهار تزين الميادين والمظاهرات وتضفى عليها المزيد من الوهج والندى والبهجة والأمل، ولذلك كسبت الثورة تعاطف الشعب كله وكسبت تعاطف العالم معها وانتصرت فى النهاية على دكتاتور صلب وعنيد ويملك ترسانة من مؤسسات القمع والهيمنة.
أقول ذلك لكى أذكر كل من يحاول الانتساب إلى الثورة الآن وهو يستخدم لغة وأسلوبًا يتناقض مع ما أصلناه فى ثورتنا وحرصنا عليه وكان هو ميزة الثورة وأهم أسلحتها ومصادر قوتها، قوة الأخلاق، لا يمكن أن يكون من أبناء تلك الثورة من يستخدم الكلام البذىء والسفالة والشتائم والحركات الوضيعة بالأصابع ضد الآخرين، أيًا كانوا، سواء كانوا مخالفين له فى أحزاب وتيارات أو كانوا فى المجلس العسكرى أو الشرطة أو أى مؤسسة رسمية، ذلك انحدار بالثورة لا يمكن تبريره تحت أى ظرف أو حجة، بل إن هذا السلوك يمثل إهانة للثورة وأخلاقها ومحاولة لإطفاء وهجها وحرمانها من أهم عناصر الإبهار فيها، وبالتالى فمن يمارس مثل هذا الانحطاط فى لغته السياسية أو الاحتجاجية فهو عدو حقيقى للثورة وخطر على مسيرتها، ويكفى أن ننظر الآن إلى تزايد الكتل الجماهيرية التى تنفض عن الثورة أو تتخذ موقفًا سلبيًا منها، بسبب مثل هذه السلوكيات الصبيانية وغير المسؤولة، وبدون شك يكون السقوط مضاعفًا عندما يأتى من أشخاص يفترض أنهم أصبحوا فى موقع المسؤولية، كأعضاء البرلمان، فلا يصح أن يتحول البرلمان إلى ساحة مزايدات على شريحة من "المهاويس" فى الشارع ويتبارى بعض الشباب حديثى العهد بالسياسة فى نفاق المجموعات المتطرفة والصاخبة فى الشارع على حساب كرامة برلمان مصر وكرامة ثورتها أيضًا، هذا الانحطاط الأخلاقى المتسارع، والذى يبدو أنه ليس له قرار يتوقف عنده، ينبغى وقفه بحسم، وقديمًا قالت العرب: من أمن العقوبة أساء الأدب.
اشتراكك في خدمة أخبار المصريون العاجلة على الموبايل يصلك بالأحداث على مدار الساعة
لمشتركي فودافون : أرسل حرفي mo إلى 9999 ـ الاشتراك 30 قرشا لليوم
لمشتركي اتصالات : أرسل mes إلى 1666 ـ الاشتراك 47 قرشا لكل يومين (23.5 قرشا لليوم)
اضف تعليقك
الاسم :
عنوان التعليق:
التعليق:
أرسل التعليق
تعليقات حول الموضوع
هذه نتيجة الانتخابات بالقائمة ونتيجة عدم القبض على الخونة الكبار..ساويرس--حمزة--البرادعى
هانى | 22-02-2012 13:10
لقد دخل هذا المسخ مجلس الشعب ممتطيا ظهر حمار القائمة..ونرجو عدم تكرارها باذن الله..كما ان هذا الجحش الصغير هو نتيجة ترك الجاسوس الاسرائيلى كاره مصر ساويرس والمخلول الحاقد بلا سبب مخلول حمزة والجاسوس الامريكى الخواجة البرادعى.زترك كل هؤلاء بلا محاسبة مع ان اى تحقيق بسيط معهم سوف يؤدى قانونا الى سجنهم..
أصبت كبد الحقيقة
Toya UK | 22-02-2012 10:40
نعم إنها سوء خلق والعياز باللة. الثورة كانت راقية وكانت أيامها حلم جميل رغم زهور الشباب اللذين إستشهدوا. أما إلان فقد فؤجنا ببعض 'الثوار' وقد أنهالو على أسماعنا بألفاظ تشوة الثورة وتخدش الحياء. وعند البحث تجد أنها تأتى من فئة واحدة وهى العلمانيين وهم لم يعرفوا الإسلام عن حق وإذا عرفوة فلن يتفوهوا بمثل تلك العبارات الفجة. أين مكارم الأخلاق التى علمنا إياها رسولنا الكريم صلى اللة علية وسلم.
اولئك هم المرجفون في مصر ويحسبون كل صيحة عليهم هم العدو والعدو منهم وعملاء العدو وجيوبهم مليئه بدولارات العدو
ابو العتاهيه | 22-02-2012 07:08
لقد قال الامام علي كرم الله وجهه ربي نجني من الاصدقاء فإن اكثرهم اعداء اما اعدائي فأنا كفيل بهم هؤلاء يلبسون ثياب الوطن وهم اشد اعدائه
مشكلة العصر دائما الصراع الفكرى بين الاب والابن
ابو يوسف المصرى | 22-02-2012 06:45
لاشك يااستاذ جمال ان المرحلة الانتقالية غريبة ومستفزة وخاصة بعد ترشح او النية لكل من شفيق وعمر موسى وسليمان- وطريقة ادارة المجلس العسكرى ونظرتة للشباب كما فى العنوان-صحيح ان مصر تحتاج الى خبرة جيدة للادارة ولكن على سبيل المثال ماهو المانع من ان يكون مدير الامن عقيد بالداخلية بدلا من لواءكما عمل الجيش بعد 67 -عندما تستقر الاوضاع جيدا لابد من محاصرة جميع الفلول المفسدين فى مصر لافتقادهم للوطنية واستبدالها بالمصلحة المطلقة.ارتعاش الادارة من الخوف لعصيان مجموعة المؤسس
آليات تدمير الثوره بعد نجاحها المفاجأ للعالم ومخابرات تعمل لهدم ثوره مصر الحضاريه من الصديق الي العدو بعد خلع الطاغوت البارك علي العرش حسني المخلوع وزوجته الأفعي سوزان ثابت وأولاده المجرمين وعائلتهم اللصوصيه ونطام المخلوع الاجرامي الارهابي
عاصم جاد | 22-02-2012 03:40
لقد صدم العالم بثوره شعب مصر الحضاريه . ولكن التخطيط لفشلها هو بمن جاء بالمجرم عصام شرف الفلولي عمر سليمان ليمثل دور الثورجي الطيب المغلوب علي أمره وهو مجرم خبيث استعانوا به لاداره الثوره المضاده وتقويه شوكه الفلول والبلطجيه ومعه العيسوي الذي قوي شوكه مجرمي العدالي بالداخليه عصام شرف عضو لجنه السياسات مجرم محترف يستعملونه في الأزمات وخير دليل هو ادارته لنقابه المهندسين عند تجميد نشاطها لفوز التيار الاسلامي بمقاعد النقابه لابد من محاكمته علي جرائمه هذا الممثل الخبيث
الإتجاه نحو العمل والإنتاج ووضع خطط التنميه الإقتصاديه الجاده وغير العشوائيه ووضع برامج التصنيع وتعمير الأرض والبدء فى توويج البنات والأولاد ...
كل هذا وأكثر سيضع مصر على الطريق نحو الإستقرار -- وعندى الكثير ولكن يجب ألا نغضب من الكلمه الحره !!!!! | 22-02-2012 02:32
خ . أ
لا أتفق مع زياد العليمي في إسلوب كلامه.و أرفضه و لكني أتفق علي ما قاله شيخنا الغزالي رحمه الله
Amany | 22-02-2012 01:34
إنما يتجرأ على الحاكم ويستباح, يوم يتجرأ هو نفسه على الأمة ويستبيحها ويسقط هيبتها وينتهك حرمتها . ــ الشيخ محمد الغزالي " الإسلام والاستبداد السياسي "
من امن العقوبه اساء الادب اوجزت والله
ام مصريه | 21-02-2012 21:54
هذا هوا الحل يا استاذ جمال بارك الله فيك تساهل المسؤلين فى مقاضاه من اسمو انفسهم ثوار ذادهم حده فى الشتائم وقله الادب والتطاول على الرموز ولو لم نفعل القوانين الرادعه وبشده سوف تزيد هذه الظاهره وتنتشر بين الناس الا من رحم ربى انا سمعت من نواره نجم تشتم شعب مصر باكمله وتقول المصرين و الطلاينه اكثر الشعوب قله ادب واقول لها ولامثالها كل اناء بما فيه ينضح ايناء العسل ينضح بما فيه والعكس بلعكس يا مؤدبه
إلى أخى الحبيب الفاضل "الطيب" محمد مسلم
سمير كمال - كندا | 21-02-2012 21:20
ما هذا الدعاء الرائع الذى تفضلت به علىَّ بالأمس?! ... يا أخى الحبيب بارك الله فيك ورزقك مثله وجعل أبا عبيدة وعمر وما يستجد بإذن الله قرة عين لك ولأمهم فى الدنيا والآخرة ... عندما قلت فى تعليقك بالأمس أن من لم يشترك فى خدمة رسائل المصريون فهو (بتاع كلام وخلاص), قلت فى نفسى, أنا من هؤلاء حتى وإن كنت فى كندا وحتى إن كنت لا أحمل محمولاً من مصر, ولم أنم ليلتى حتى أزحت هذا التقصير المعيب عن نفسى وكان هذا بفضل كلمتك الطيبة القلبية البالغة الأثر ... بارك الله لك ولا حرمنى أبداً من إخوتك وحبك فى الله
هؤلاء هم اختيار المنفلت ساويرس وتربية المتآمر ممدوح حمزة
سمير كمال - كندا | 21-02-2012 20:59
يقول المثل, إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .. عضوا مجلس الشعب عن حزب الكتلة زياد العليمى وابو حامد ومعهم من خارج المجلس نوارة نجم هم بعض أهل البيت الذى يرأسه المنفلت الكاره لأهل الحق ساويرس ويديره معنوياً الموتور المتآمر ممدوح حمزة الذى فضحه الله على رؤوس الأشهاد بعد انكشاف حجم المؤامرات والدسائس التى يدبرها بليل لتدمير مظاهر الحياة على أرض مصر التى آوته وعلمته وجعلته مليونيراً كبيراً .. على العموم كل هؤلاء هم الزبد الذى يظهر على سطح الماء والذى وعدنا ربنا بأنه سيذهب جفاء
عندما يفيض الفيضان فيحمل الخيرللناس فى نفس اللحظة يحمل الزبد والخبث الى يذهب جفاء
محمد مسلم | 21-02-2012 20:47
واما ماينفع الناس فيمكث فى الارض هذه آية كونية نبهنا اليها ربنا عز وجل ,وانا ارى ان ماكتبت عنهم اليوم يااستاذ جمال هم خبث من الخبث وزبد من الزبد سرعان مايذهب عنا-ان شاء الله تعالى-كلنا حنق على المجلس العسكرى الذى لعب الشيطان برأسه عام كامل -لااحد ينكر ذلك-لكن لاأحد ايضا يقول بالتعرض بالشتائم لقادة المجلس العسكرى وبالخصوص عندما يكون المتعرض عضو برلمان الثورة او بالتعرض لفضيلة الشيخ محمد حسان فهذه شئنا ام ابينا اسمها قلة أدب وقلة تربية وعدم احترام لرموز الوطن
ساحة النقاش