د. حلمى محمد القاعود   |  08-02-2012 14:24

قام السيد: سلفا كير رئيس جنوب السودان المنشق عن دولة السودان عضو الجامعة العربية فى يوم 20/12/2011م بأول زيارة رسمية ومعلنة إلى الكيان النازى اليهودى الغاصب فى فلسطين المحتلة، وخاطب الغزاة اليهود فى حفل علنى بحضور رئيس الكيان شمعون بيريز قائلا: «لقد وقفتم إلى جانبنا طوال الوقت، ولولا الدعم الذى قدمتموه لنا لما قامت لنا قائمة». وجاء كلامه تعليقا على قول الأخير: "إن علاقة بلاده بقادة انفصال الجنوب بدأت فى أثناء حكومة ليفى اشكول (النصف الثانى من الستينيات) عندما كان بيريز نائبا لوزير الدفاع. والتقى لأول مرة بممثلى الجنوب فى اجتماع تم ترتيبه فى باريس، واتفق فيه على تقديم مساعدات كبيرة فى مجالات البنية التحتية والزراعة"، أضاف بيريز: "أن بلاده لا تزال تقدم لجنوب السودان ما يحتاجه من مساعدات فى شتى المجالات".

زيارة سلفا كير للكيان الصهيونى تؤكد على حقيقة المؤامرة التى تقودها الدول الاستعمارية والكيان الصهيونى لتقسيم البلاد العربية وتفتيتها اعتمادًا على النزعات الطائفية والعرقية والقبلية وغيرها، لتأمين وجود الكيان الصهيونى وحمايته، وجعل القيادة فى المنطقة بيمينه، وذلك للهيمنة الإستراتيجية على مقدراتها ونهب ثرواتها وحرمانها من الحرية والكرامة والشرف والتقدم، وهو ما تحقق إلى حد ما فى العراق ولبنان واليمن والصومال؛ فضلا عن السودان، وفى طريقه إلى التحقق فى بقية الدول العربية، وفى القلب منها مصر!

لقد تحقق انفصال جنوب السودان فى يوليو 2011م؛ بعد قرابة خمسين عامًا من التمرد المسلح والدعم الاستعمارى الصهيونى الدءوب المستمر للمتمردين، تمويلا وتدريبا عسكريا وإداريا، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية والدبلوماسية والسياسية.. وفى خلال العمل من أجل الانفصال كانت تتردد مقولات عن التمييز والاضطهاد واستبعاد المتمردين من المناصب والوظائف العليا وتطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، وأسلمة النصارى والوثنيين، وهى الدعاوى ذاتها تقريبًا التى يرددها المتمردون الطائفيون فى مصر مذ تولى رئيس الكنيسة الحالى قيادة الطائفة الأرثوذكسية عام 1971م ، وتطبيقه أفكار جماعة الأمة القبطية الإرهابية فى الواقع العملى بفصل الطائفة معنويًا ونفسيًا عن المحيط الاجتماعى الحاضن، وبث ثقافة الاستشهاد من أجل تحرير مصر من الغزاة المسلمين، واستخدام اللغة الهيروغليفية بوصفها لغة قومية بدلا من اللغة العربية (لغة المحتلين)، وصناعة إعلام محلى وخارجى يشارك فيه الشيوعيون واليساريون والعلمانيون المصريون، يتبنى ادعاءات التمرد الطائفى عن طريق الرشاوى المقنعة، وسلطة النظام البائد الفاسد الذى كان يطارد الإسلام ويضطهد المسلمين ويقدمهم لمحاكمات عسكرية واستثنائية وقد نجح فى ذلك نجاحًا ملموسًا.

الأمر المهم فى هذا السياق هو إنكار الإعلام الرسمى والإعلام الطائفى أو ما أسميه الإعلام الصربى، فكرة أن قادة التمرد يفكرون فى تقسيم مصر أو تحريرها من المسلمين، ويرى أن تلك الفكرة ساذجة ومن يرددونها محكومون بنظرية المؤامرة الموهومة.

ولكن واقع التمرد الطائفى أو حركته وخاصة بعد نجاح ثورة يناير فى خلع الطاغية وأعوانه الكبار، وتقديمهم للمحاكمة؛ تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التمرد يعمل من أجل غاياته الشيطانية بتقسيم مصر أو تحريرها من الإسلام؛ سواء بتغيير الإسلام على طريقته أو طرد المسلمين كما يحلم وفقًا للتجربة الأندلسية، أو التجربة اليهودية فى فلسطين، أو التجربة الصربية فى البوسنة والهرسك، أو التجربة السودانية الجنوبية!

لقد شجعت التجربة السودانية الجنوبية قادة التمرد الطائفى فى مصر على إعلان ما يسمى الدولة القبطية فى واشنطن، وطلب الحماية الدولية من الأمم المتحدة للنصارى فى مصر، ثم تعددت رسائل الغزل من جانب التمرد الطائفى إلى الكيان الصهيونى.. والأخطر هو ارتفاع نغمة التحدى للسلطة والشعب من جانب المتمردين فى الداخل مثلما حدث فى صول وأطفيح والمقطم وإمبابة والمريناب وماسبيرو وقتل جنود الجيش المصرى والاستيلاء على مدرعة عسكرية ودهس المتظاهرين بها بعد قتل الجندى سائقها ضربا بطريقة بشعة.. وسبق ذلك التهديد السافر بقتل المسئولين والإعلان أن مصر بلدهم وحدهم..

  
    تعليقات حول الموضوع

بيدي لا بيد عمرو

د. هيكل | 09-02-2012 15:01

 غض الغرب الصليبي طرفه عن حكومة السودان الإسلامية- شيئا ما- وكان بإمكانه إجهاض مشروعها بالكلية كما فعل في الجزائر وأفغانستان، والآن يعتلي الإسلاميون الحكم في مصر وربما يسكت الغرب عنهم كذلك حتى يقع التقسيم على أيديهم كما وقع من قبل على أيدي إخوانهم في السودان، فتظل الأمة تلعنهم أبد الدهر، وتكفر بما جاء به الإسلاميون يوم أن حكموا بالإسلام!! فالله المستعان





السودان هو نصف مصر ومصر والسودان هما قلب العرب والإسلام

كمال تمراز | 09-02-2012 14:23

 السودان هو نصف مصر ومصر والسودان هما قلب العرب والإسلام ويوجد حديث عن بعض السلف الصالح في كنز العمال "ينصر الإسلام في آخر الزمان برعاة الإبل من السودان" وثبت حديثآ أن أكبر عدد رعاة إبل في العالم في السودان ودارفور تحديدآ وأللهم أعد لنا هذه الأيام يوم كان السلطان علي بن دينار هو الذي يجهز كسوة الكعبة المشرفة وقبلة المسلمي الأوائل ونرجوا إحياء التكامل الإقتصادي بين مصر والسودان ودمتم محيين للسنن الفضيلة





جميع المشروعات العمرانية الكبرى في السودان من عمل الحكومة المصرية قبل نكبة عام اثنين وخمسين

نعوم شقير | 09-02-2012 11:18

 دولة وادي النيل (مصر والسودان) والتي دمرها الزعيم الهالك جمال عبد الناصر ، قامت هذه الدولة على أيدي أمراء وجيش مصر في عهد أسرة محمد علي وُبذلت الدماء لفتح بلاد جنوب السودان المتخلفة ، ومد خطوط السكك الحديدية وإنشاء مشروعات الري المختلفة من سدود وقناطر وجسور ، الى جانب الطرق والكباري، وارتباط الشعبين المصري والسوداني ، كل ذلك قضى عليه عبد الناصر في لحظات ليحقق حلم الغرب في فصل السودان عن مصر واتاحة الفرص لتدمير السودان





أكرر التحذير

مشفق | 09-02-2012 11:08

 كتبت من قبل وأكرر....أفيقوا ايها المسلمون قبل ان تصبحوا لاجئين في مصر





لماذا لانبدأ ؟

said | 09-02-2012 07:32

 لماذا لانبدأ عملياً فى الدعوة الجادة لكل المخلصين من هذه الأمة للتخطيط بعيد المدى ، وفى جميع المجالات لصد هذه الهجمة الشرسة ، فهذا التخطيط هو عين الجهاد فى سبيل الله فى الوقت الراهن .





يضاف الى الدول التى فى طور التفتيت ( ليبيا )

ولا ننسى دور شنودة فى ملف النيل لارتباط أثيوبيا بالكنيسة الارثوزكسية | 09-02-2012 01:57

 ولذلك يهرع اليه وزير الرى ، ورئيس الوزراء فى مقر رئاسته بالعباسية عندما تثار قضية النيل ، وبهذا يكتمل مثلث الشر ، اسرائيل ، أمريكا ومعها الاتحاد الأوروبى ، ثم قيادة الكنيسة الأرثوزوكسية .





كل هذا صحيح

ام مصريه | 08-02-2012 18:06

 وما العمل هم يختطون ونحن نتلاقى ولا نفعل شيئ ونرى البلاد من حولنا تقسم وتخرب ونحن فى ثبات عميق كئن الامر لايعنينا سلفاكير قالها بصراحه ووضوح لولا الدعم الذى قدمتموة لنا ما قامت لنا قائمه ورد عليه مسؤل اسرائيلى انهم يدعمونهم من الستينات هل نفوق ولا لسه مستنين اكتر من كده كوارث متىيكون لنا خطه مواجهه لختطهم تتصدى لهم ولختطهم الدنيئه فهم فعلا النازيون الجدد





""قوم تستعجلون"....

د منعم | 08-02-2012 17:45

 مهم جدا ان تحذر و تكشف المؤامرات....و لكن ...من لنا ليخطط بصبر و دهاء ليقابل صبر هؤلاء و دهائهم؟؟؟ خمسون سنة او قريب من هذا ، و هي مدة قريبة من الزمن الذي بين تخطيط هرتزل و قيام اسرائيل؟ فهل فينا من يخطط للمدى البعيد.... ام اننا دائما ""قوم تستعجلون".... شكرا للدكتور الكبير.





جمال عبد الناصر زعيم من ورق

رشاد عبده | 08-02-2012 17:25

 فى ضوء مقال استاذنا الفاضل لقد ترك ناصر السودان لاسرائيل تلعب وتخطط فى جنوبه لفصله عن شماله وهو من ترك هيلاسلاسى امبرطور اثيوبيا مدعوما من الكيان الصهيونى ليفتك بالثورة الاسلامية الارترية وهو من ترك اسرائيل جارتنا العدو المبين حتى يعلى من زعامته وارسل قواتنا لتحارب عدو مجهول لتفقد مصراكثر من 80 الف جندى ولينفق ثلاثة الاف جنيه من رصيدنا الاحتياطى من الذهب على اليمنيين حتى يكونوا بجانبه بعد تورطه فيها وكذلك صولاته وجولاته فى امريكا اللانينة وفى اطراف افريقيا بعيدا عن حبيبة قلبه اسرائيل





جمال عبد الناصر قائد الانفصال

رشاد عبده | 08-02-2012 16:39

 بداية المخطط الصهيونى الصليبى بفصل السودان عن مصر وذلك منذ ان قاموا بتأييد بطل الهزائم فى صراعه مع محمد نجيب حتى يعتلى عرش مصر وذلك بعزله وتحديد اقامته الذى كان يمثل رمز وحدة مصر والسودان وعزمه على انتهاج طريق الديمقراطية 0 -علينا ان نتذكر موقف مصطفى النحاس الزعيم الوطنى العظيم الذى قال تقطع يدى ولاتنفصل السودان عن مصر - ايضا موقف الوطنى العظيم انورالسادات الذى سعى بكل قوة لاحداث تكامل مع السودان وحتى يصلح خطيئة ناصر المهزوم

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,683