وا إسْلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الثلاثون } الخاتمة.محمود ابن ممدود(قطز) فى مقعد صدق عند مَليكٍ مقتدِر
شكراً لكم قرَّبْتُمونى من زَوْجتى جــــــلنار.. قالها الملك المظفر وهو يُعالِجُ سَكَراتِ الموْتِ..ثم قال: تعالَ يا بيبرس.فاقترب بيبرس من السلطان.فنظر إليه كمن ينظر نظرة الوداع فقال::[أتسْتحِلُّ دَمِى يا بيبرس] فقال بيبرس والدموع فى عينيه: كلا ياصديقى وإنما خشِيتُ أن تقتُلنى فاتَّقيْتُ ذلك!!! فقال السلطان: الحمد للــــــــــهِ إذ لم تسْتحِل دمى.!. وإنما شطَّ بِكَ الظَّنُّ.!.قاتِلْ أعْداءَ الإسْلام يا بيبرس. هذه وصِيَّتى لك، ويغْفِرُ اللـــــــــــه لك خطيئتكَ!!!! وصَرَفَ السلطان نظرَهُ عن بيبرس إلى الســـــماءِ وتنهَدَ من أعْماق قلبه كأنما انتزعها من روحِهِ انتِزاعا:::[[ وا حبيبتــــاه وا إسْـــــلاماه]] وخفقَ رأسُـــهُ خفْقة لفظ على أثرهـــــا روحَـــــهُ فحَمَلهُ مماليكُهُ إلى حيْثُ دَفَنــــــــوه مبكيـــــــاً عليـــه. وحزن الناسُ فى مصـــــر على السلطان المظفر قطز فبكوه بعيونهم وقلوبهم!!! ثم خشوا بأس بيبرس فكفَّتْ عيونهم عن بُكاء المُظفر قُطز وظلَّتْ قلوبهم تبكيـــــــــه!ـ! أما الشيــــــــخ عز الدين ابن عبد السلام فقد بكى تلميــــــذه وانْتحَبَ وكان مما قاله فيــــه:[رحم اللــــــه شبابه.لوعاش لجَدَّدَ شباب الإسلام] واختار بيبرس لنفسه لقب الملك القاهر فخوَّفوه شؤمَ لقبهِ فعدل عنه وتلقبَ بالملك الظاهر!!!!!
وحاول بيبرس أن يرْضِىَ الناسَ فأبطلَ ما عليهم من ضرائب لِبَيْتِ المال. وما أبْطلَ ما عليهم من ضرائب لنفسه وأمرائه ومماليكه!ـ! غير أنه والحقُ يُقال: قاتل أعداء الإسلام من الصليبيين والتتار حتى أذلَّهم.. ونهض بمصر وأعْلى كلمتها. حتى جعلها فى عهده امبراطورية عظيمة باذِخة(غنية)
وذات يوم جلس الملك الظاهر بيبرس يُقلِّبُ أوْراق الملك الراحل المظفر قطز فعثر على كتابٍ هــــــــذا نصُّه!.!.! ـ إلى ولدى الأعز الأجل الملك المظفر قطز:
تلقيْتُ كتابك جواب التهنئة باعتلائك عرش مصر، تذكر فيه عزمك على الرجوع إلى اسمك الأول، الذى سماك به أبوك الأمير ممدود وإشهاره، ثم عدولك عن ذلك خشية أن ينتقضَ عليك المماليك إذا علموا بأصلك، وتستشيرنى فى ذلك، فالرأى عندى ما رأيتَ، وليس العبرة بالأسماء ولكن بالخلال والأعمال، والله يعلم أنك محمــــــود ابن ممدود ابن أخت السلطان جلال الدين ابن خوارزم شاه. وإن التى تحت عصمتك هى ابنة خالك جلال الدين، فحسبك هذا من ربك، والناس يعلمون أنك مملوك علت به همته وكفايته وصلاحه، حتى صار من أعظم ملوك المسلمين وأعدلهم، وحسبك هذا من الناس...
والسلام منى، ومن خادمك الأمين الحاج على الفراش، عليك وعلى شيخنا الإمام عز الدين ابن عبد السلام... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من خادمك المطيع ـ ابن الزعيم
فلما قرأ الملك الظاهر بيبرس هذا الكتابَ تدحرجت دمعتان كبيرتان على خديه حتى توارتا فى لحيته.. وجعل يقول بصوتٍ لا يسمعه غيرُه:[[ رحمة الله عليك يا صديقى قطز!.! لشدما أتعبنى اقتفاءُ أثرك.ـ.وما أرانى بعد الجهد الطويل أبْلُغ بعضَ ما بلغت.]] عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 01092255676
ساحة النقاش