وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل السادس عشر } هزيمة الصليب واختفاء الفارس

أقْبَلت طلائع الجيش المصـــرى، فنَدَبَ الصالحُ إسماعيل جُيوشه للقتال ووضع جيْشَ الصليبِ عن مَيْمَنتِهِ، وعساكِرَ حِمْص وحَلَب عن ميسرته، وجيشَ دمشق فى القلب، وكان هو على قِيادته!!!ولما تواجَهَ الجمْعان لم يشُك الصالحُ إسماعيل وحلفاؤه الفِرنْج أنَّ النصْر سيكون لهم لكثرتهم، وقِلَّةِ جيش مصــــر بعد انهزام الناصر داود.ـ.ورأى المصـــريون أنهم تأخروا وأضاعوا الفُرْصة بعد انهزام الناصر داود.فضعف رجاؤهم فى النصر.ـ. لكنهم ثبتوا ليُشاغِلوا عدُوَّهم رَيْثما يأتيهم المَدَدُ.ـ.والتحم القتال وكادَ المصـــريون ينهزمون..وإذا بِصَوْتٍ يرْتفع من صُفوف الشاميين بين القلبِ والميْسَرةِ!!: يا اهْل الشام حَىْ على النصر حَىْ على الشَّرفِ. فما شكَّ عساكرُ الشام أنه يُحَرِّضُهم على قتال المصــــريين فتحمسوا له! وإذا بالصوْتِ يرْتفعُ ثانيا!: يا أهْل الشام اتقوا اللهَ فى أنْفُسِكُم.لا تُعَرَّضوها لِغَضَبِ الله.ـ.إنَّ أهل مصــــر إنما جاءوا لِيُقاتلوا أعداءكم الصليبيين.وأنتم تُقاتلون إخوانكم المسلمين! فقاتلوا جميعا أعداء الله وأعْداءَ الشام ومصــــر. قاتلوا الصليبيين.ـ.ولم يكد قظـز يُتِمُّ كلمته حتى مَرَقَ(انْطلق) من صفوفِ الشاميين وتبِعَتْهُ جماعتُه إلى صفوفِ المصــــريين!!! فما لَبِثَ الشـــــاميون أن تسللوا من صُفوفهم فى القلبِ والميْسَرةِ وانحازوا إلى المصـــريين،حتى لم يبقَ مع الصالح إسماعيل إلاَّ شِرْذِمة قليلة من حُثالة جيشه!!!وقد ظنَّ المصــريون أول الأمْرِ أنها خُدْعةٌ يُرادُ بها تطويقَهم. فتقهقروا قليلا ريثما يتبيَّنون حقيقة الأمْر..لكن قطـُـــــــزا أدْرَكَ ما ساوَرَ المصـــريين من الشك فتدارَكَ الموْقِفَ إذ دفع جواده إلى ميْسَرَتهم تلقاء الصـــليبيين وأشار للشـــــامِيين فتبِعوه فأخذ يقاتلُ الفِرنْجَ..!..وعندئذٍ تحقق المصريون مِنَ الأمْر، فجمعوا صفوفهم، وتقدَّموا جنبا إلى جنب مع إخْوانهم الشاميين فأوْقعوا بالفِرنْـــــج وقتلوا عددا كبيرا..!..وانهزم جيش الملك الصالح عماد الدين إســـماعيل،ولحِق مع من بقِىَ حيَّا من رجاله بدمشق..وعاد المصــــريون إلى بلادهم مُنْتصِريين.وساقوا اسـْـرى الفرنج معهم..وتفرَّقَ إخْوانهم الشــــــاميون فمنهم من سار معهم إلى مصـــــر ومنهم من لحِقَ بغزَّة التابعةِ لمصـــر ومنهم من لحِقَ بالكرك عند الناصر داود!!!أما قُطُـــز فقد التمَسَه المصريون (بحثوا عنه) عقِب انتهاءِ المعركةِ ليحتفلوا به ويعرفوا له فضلَ ما صنع كما فعلوا بغيْره من إخوانهم الشــــاميين. لكنهم لم يجدوه، فظنوا أنه قتل.. فبحثوا عنه فى القتلى فلم يقفوا له على اثر!! وقد سألوا الشاميين عنه، فلم يعرفْهُ منهم أحدٌ!! حتى النفر الذين انحازوا معه فى البداية قالوا: لا نعْرفه!! وقد صدقوا!! لأن الشيخ ابن الزعيم قال لهم:[ إنكم ستسمعون رجُلا من أنصارنا المخلصين يصْرُخُ داعيا للانحياز فاتبعوه] ولم يُسَمِ لهم ذلك الرجل( لم يذكُر اسمه ).!.

واخْتلفَتْ آراء القوْم فيه! فمِنْ قائل:إنه روح من أرْواح المجاهدين الأولين. ومِنْ قائل:إنه روح صلاح الدين الأيوبى.إلا أولئك النفر الذين بعثهم ابن الزعيم.لكنهم كتموا اتفاقهم مع ابن الزعيم عن الناس جميعا. لئلا يصل خبرُهُ إلى الملك الصالح إسماعيل..فيبطش بصاحبهم.فتركوا القوْمَ يهيمون ما شاءوا فى أوْدِيَةِ الظنون! ـ أما قطز فقد أخذ يطْوى الأرضَ طيا حتى وصل إلى الكركِ. فقصد قصر الملك الناصر داود، فبشَّره بانهزام الصالح إسماعيل وأحْلافه الفِرنج.فأكْرمه الناصر داود وأجزلَ له العطاء، وهول لا يعْلمُ عنه شيئا!! إلا أنه أحد الشــاميين الذين انحازوا إلى المصــريين. فبعثوه بشيرا بالنصر ـ وأخيرا انطلق قطـــز إلى دمشق ليستأذن سيده ابن الزعيم فى التوَجُّهِ إلى مصــــر!!!وفرح ابن الزعيم برُجوع قطـز سالِما، وأثنى عليه. فعرض عليه قطز ميْله إلى الرحيل إلى مصــــر، ليلْتحِقَ بخدمة الملك الصــــالح نجم الدن أيُّوب. لعله يستطيعُ أن يقومَ بعمل يُرْضِى الله ويخدُمُ الإسلامَ تحت راية شيْخِهِ عز الدين ابن عبد السلام. وطلب منه أن يرسل معه من يبيعُهُ لسلطان مصــــر فينتظم فى سلك مماليكه!!! فلم يصْعُبْ على ابن الزعيم أنْ يفهم مُرادَهُ ـ فقد تذكَّرَ رؤياهُ العظيمة، ودعْوَة الشيخ ابن عبد السلام له بتحقيق الحلم وجمع الشَّمْل بالحبيبة بنت الخال جلنار(جهــــــــــــاد)..فودَّعَه ابن الزعيم بدموعه، وسيَّر معه خادمه الحاج على الفراش لِيُرافِقه فى الطريق ويبيعه فى مصــــــر للملك الصالح نجم الدين أيوب، وليس لِغَيْره!! وأنْ يُقَدِّمَ ثمنه هديَّة لصديقه الشيخ عز الدين ابن عبد السلام.ـ. وألْقَى قطز نظرته الأخيرة على قصر المرحوم الشيخ غانم المقدسى وتذكَّر ذِكْرياته مع جلنار.ـ. كما ألقى نظرته الأخيرة على قصر ابن الزعيم وبيت الشيخ ابن عبد السلام... ونظرة على دمشق كلها ، ثم أخذ يردد :: ما أقصـــــاك علينا يا دمشق.. وما أدناك منا يا مصــــــــر!! فماذا بعد؟؟؟؟ نكمل أن شاء الله

عبد القدوس عبد السلام العبد ـ  موبايل ـ 0192255676

المصدر: كتاب وا إسلاماه للأستاذ ( على أحمد باكثير ). إضافات عبد القدوس عبد السلام
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 269 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,673