وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ) قطز يَرَى النبىَّ والشيخُ يُعَبِّرُ الرُّؤيا

أخذ الحَلاَّقُ قطز يترَدَّدُ على بيْتِ الشيخ عزالدين ابن عبد السلام. فوَصَلَ بينه بين أنْصاره ينقُلُ الأخْبارَ ويتلقى الأوامرَ. وتوَطَّدت العلاقة الحميمة بينه وبين الشيخ،فقصَّ عليه حديث المُنَجِّم، الذى تنبَّأ له قبْل أنْ يولد بأنه سيَصِيرُ مَلِكاً عظيما يَمْلِكُ بلاداً عظيمة ويهْزمُ التتارَ هزيمة فاصِلة.فقال، الشيخُ عزالدين ابن عبد السلام: (إنها تخَرُّصاتٌ ـ تُخْطِئُ وتُصِيب ـ وقد نهَى الشَّرْعُ والدِّينُ عن التنْجيم! فلا يعْلمُ الغَيْبَ إلاَّ الله).ثم أرْدَفَ الشيْخُ حين رأى تغَيُّرَ وَجْهِ قطز:هذا قضاءُ الشرْع يابُنَى. وما ينْطِقُ عن الهَوَى.إنْ هُوَ إلاَّ وحْىٌ يوحَى.وما أُريدُ أن أقطعَ أمَلَكَ يا قطز،وقد قُلْتُ لك إنها تخَرُّصاتٌ تُخطِئُ وتُصيب.وما يدْريكَ لعَلَّهَا تُصِيْبُ فيك، فطِبْ نفْسًا يابُنًى. وَدَعَا لَهُ بالكرامةِ والخيْر...... وجاء قطز فى يوْم إلى الشيْخ مُتهَلِلَ الوجْهِ طيِّبَ النَّفْس.عليْهِ أثرُ الاغْتِسَال، والطِيْبُ ينْفَحُ من رأسِهِ وثِيابه. فسألهُ الشيخ عزالدين ابن عبد السلام مُلاطِفا:(ما هذا يا قطز.هلْ تزوَّجْتَ البارحة؟)فتبسَّمَ الشابُّ وقال:لا يا مَوْلاى.لقد أقْسمْتُ ألاَّ أتزوَّجَ إلاَّ بابنة خالى جُلْنار!. ولكنى رَأيْتُ[ النبى ـ ص ] البارحة فى المنام. فأخبرت سيدى ابن الزعيم. فأمَرَنِى بالاغتِسال والتطيُبِ فجِئْتُ كما ترى! فقال الشيخ :خيْرا صنعْتَ، وبخيْر أشار عليك سيَّدُك. فحدَّثُنى عن رُؤْياكَ.فقال قطز:{{ أرقْتُ البارحَة ونابنى ضِيقٌ شديد،فقمْتُ فتوَضأتُ،وصَليْتُ النَّفْلَ وأوْترْتُ.ودَعَوْتُ اللهَ. ثم عدْتُ إلى فِراشِى، فغَلَبَتْنِى عيْناى(بالنَّوْم) ورَأيْتُ كأنى ضلَلْتُ طريقى فى بَرِّيَّة(صحراء) قفْراء. فجلستُ على صخْرة أبْكِى، وبينما أنا كذلك،إذا بِكَوْكَبَةٍ من الفِرْسان قدْ أقْبَلتْ يتقدمُها رَجُلٌ أبْيضُ جميلُ الوَجْهِ، على رأسِهِ جُمَّةٌ( مُجْتَمَع شَعْر الناصِية ـ شَعْر مُقَدَّم الرأس ) تضْربُ فى أُذُنيْهِ. فلما رَآنى أشار لأصْحابه، فوَقفوا ، وترجَّل(نزل عن فرَسِهِ) . وَدَنا مِنِّى فأنْهَضَنِى بقوَّةٍ! وضربَ على صَدْرى، وقال لى:[[ قم يا محمــــود فَخُذْ هذا الطريقَ إلى مصـــــر فستمْلِكُها وتهزمُ التتارَ]] فعجِبتُ من مَعْرِفَتِهِ اسْمِى . وأردتُ أنْ أسْأله: من هو؟ فما أمْهلنى أن رَكِبَ جَوادَهُ. فانْطلق. فصحْتُ بأعلى صَوْتى:::( مَنْ أنت ) فالتفتَ أحد أصْحابه وهم ينطلقون فى أثره:::[ وَيْلك . هذا محمـــــــــــدٌ رســــــــــــولُ اللــــــــــــــــــــهِ(ص)!!!!! وانتبهتُ من نوْمى وأنا أحسُّ برْدَ أنامِلِهِ( أطْراف الأصابع ) فى صَدْرى . فما ملكت نفسى من الفرَح أن انطلقت إلى سيِّدِى ابن الزعيم، فحدَّثْته بما رأيتُ فى منامى ففرح وبشَّرَنى وأمَرَنِى بالاغتسال فطيَّبَنى بيده، وقال لى: اذهب إلى مَوْلانا الشيْخ عز الدين ابن عبد السلام فاقصُصْ رؤياكَ عليه، وانْظرْ ماذا يقول لك فى تعْبيرها..ـ.. تعجَّب الشيخُ من الرُّؤْيا . ثم قال::( مازلت تفكِّرُ فى المُلْكِ وهزْم التتار يا قطز، حتى أتاكَ النبىُّ ( ص ) فبشَّرَكَ بهما) وإنها لرؤيا عظيمة فإن تكن صِدْقا فستملك مصــــرَ حقا وتهزم التتارَ.. فإنَّ النبى ( ص ) يقول :[ من رآنى فقد رآنى حقاً فإنَّ الشيْطانَ لا يتمثَّلُ بى ] فجعل الشاب يُقبِّلُ رأسَ الشيخ ويلثمُ ظهر يده وهو يقول : بشَّرَكَ الله يا سَيِّدِى. فقال الشيْخ مُمَاِزحًا( مُداعِبا ):ما بشارتى إذا تحققت رُؤياكَ وصِرْتَ ملكا على مصـــر؟ فأجاب قطز: لو كُنْتَ يا سَيِّدِى تُحِبُّ الدُّنْيا لسُقْتُ إليْك بدْر الذهب والفضة!! ولكنى سأرْجِعُ إلى رأيِكَ فى كلِّ شئون مُلْكِى. فأقيمُ الشَّرْعَ وأنشُرُ العدْلَ. وأُحْيى ما أمات الناسُ من سُنَنِ الجهادِ. فهذه بشـــارتُك عندى!! ففرح الشيْخُ من حُسْنِ جوابه واسْتنارَ وجْهُهُ كأنه القمر!!! وقال: إنك لصادق القوْل وصالحُ العمل يا قطز.ـ.وإنك لجديرٌ بأن تكون ملك المسلمين. ثم رفع الشيخ يَدَيْهِ إلى السماء. وقال:[[ اللهم حقق رُؤيا عبدك قطز كما حققتها من قبلُ لعبدك ونبيك يوسف الصِّدِيق عليه وعلى آبائه السلام.]] ولم يكد الشيخُ يؤمن على دُعائه حتى رأى البُكاءَ فى عينى قطز. فظنَّه أوَّلَ الأمْر يبكى من الفرح.لكن قطزاً لم يلبث أن انْخَرَطَ فى البُكاء ويزْفَرُ بشِدَّةٍ تكادُ تشُقُّ صدْره وتقْصِمُ أضلاعَه!!. فدنا الشيخ منه وسأله عما يُبْكيه، فأجاب بصوْتٍ يُخالِطُهُ النشيج::( لقد علمتُ يقيناً ياموْلاى الشيخ أنَّ الله سيستجيبُ دُعاءك لى، فذكرتُ حبيبتى جُلْنار، وعزَّ علىَّ أنى لن أراها أبدا فودَدْتُ لو دعوْتَ الله لى أيْضا أن ألقاها فأتزوَّجَ بها.ـ.فرَقَّ له الشيخُ وبدتْ على ثغْرهِ بسْمَةٌ خفيفة!.ـ.ثم عاد فرفع يديه إلى السماءِ وقال:[ اللهم إنَّ فى صَدْر هذا العبدِ الصَّالِح مُضْغة تهفو إلى إلْفِها فى غيْر معْصِيَةٍ لك، فأتْمِمْ عليه نعْمتك واجمع شمْله بأمَتِكَ التى يُحِبُّها على سُنَّة نبيِّكَ محمــــــــدٍ صـــلى اللـــــــــــــهُ عليهِ وسلَّم.ـ.وما أتمَّ الشيخ دعْوَته حتى جف دمْع الشاب وسكن لاعِجُ قلْبِهِ وطفِقَ يُتمْتِمُ::{{ الحمــد للـــــــه ســألقاها وأتزوَّجُــــها}} فقال الشيخ: إنْشـــاءَ اللـــــــــــه!. فماذا بعْد؟؟؟نكمل إن شاء الله..

عبد القدوس عبد السلام العبد   موبايل   0192255676

المصدر: كتاب وا إسلاماه للأستاذ ( على أحمد باكثسر )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1934 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,664