وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل السادس }محمود يذبح ابن جنكيزخان
أتم جلال الدين بناء القبة.وبَلَغَه أن جنكيز خان قد أرسل جيوشا عظيمة لقتاله بقيادة أحد أبنائه. فتجهز للقائهم، وسار بأربعين ألفا يتقدمهم جيْشُه الخاص الذى أتى به من الهند وسَمَّاهُ جيش الخلاص، وكان قد بقى منه زهاء ثلاثة آلاف، فلقىَ التتارَ فى سهل (مَرْو) حيث دارت بين الفريقين معركة من أهْوَل المعاركِ، ثبت فيها جَيْشُ الخلاص حتى بادَ مُعْظمُه واضطربت صُفوفُ المسلمين وَيئسَ جلالُ الدين من الانتصار، فصَمَّمَ على الشهادةِ. ثم نظر إلى محمـود فقال له: ها أنت قد رأيت التتار يامحمـود. فاثبت خلفى ولا تدعْ أحداً يأسِرك.. فتهلل وجه محمــود. وعدَّ ذلك فخراً عظيماً أن يثق خاله به. وجمع السلطانُ صُفوفه وأخذ يقاتل بنفسه والأمير محمـود من ورائه على جواده والسيف فى يمينه!!فلما رأى المسلمون ذلك، دبَّتْ فيهم الحَمِيَّةَ.فقاتلوا دون السلطان قتالا عنيفا مُسْتَميتين طالبين الشهاة.!! والتتار ظاهرون عليهم(منتصرون).وإذا بِصُفوف التتار قد فزعت واضطربت،وإذا بأصْواتٍ تُسْمعُ من خلفهم:[ الله أكبر الله أكبر نحنُ جُنْدُ الله! أيها المسلمون: قاتلوا المشركين! انصروا اللهَ ينصرْكم!] فتعجَّبَ المسلمون من أمْرهِم وظنَّ بعضُهم أنَّ هؤلاءِ ملائكةٌ بعثهم الله لتأييدِ المسلمين. فحملوا على التتار حملة صادقةً،وهم يصيحون:[الله أكبر] وماهى إلا لحظة حتى انهزمَ التتارُ،ولكنهم لم يجدوا مهربا إذ تَلَقَّاهُم المسلمون من أهل بُخارَى وسَمَرْقنْد وكانوا قد خرجوا من بلادهم خلف التتار، فكبَسوهم من خلْفِهم على غِرَّةٍ منهم. فأعمل الفريقان من المسلمين سيوفهم حتى أبادوهم عن بكْرَةِ أبيهم.!! وتصافح الفريقان من المسلمين على سهل مَرْو الذى امتلأ بِجُثثِ التتار!!!
فَرِحَ جلال الدين بِجيش بُخارَى وسمرقنْد،وأثنَى عليهم وقال:[إنكم جُنْدُ الله حقا.وما أنتم إلاَّ ملائكة بعثهم اللهُ من السماء لتأييدِ المسلمين.وإننا مَدِينون لكم بِحياتنا وانتصارنا].وأكرمهم وأجزل لهم العطاء. وعرض عليهم الانضمام إلى جيشه.فقبِلوا شاكرين ـ وأمَرَ السلطانُ بأسْرَى التتار فقُتِلوا جميعا.وكان فيهم قائدُهُم( ابن جنكيزخان ) فأمر به فأحْضِرَ إليه لِيَقْتُلَهُ بِنَفْسِهِ!! لكن محمــــوداً تقدَّمَ إلى خاله قائلاً:: ياخالى[ إنك لا تقتل إلا جنكيزخان نفسه.أما ابنه هذا فدعْهُ لِسَيْفى فإنه غيْر أهْلٍ لسيْفِك] فضحِك جلال الدين ومن معه وقال:[ صَدَقْتَ يا محمـــود.عليك به فاقتُلْه على ألا تزيد عن ثلاث ضربات!!]فتقدَّم محمـــود حتى دنا من ابن جنكيز خان فهزَّ سيْفه هزَّتين فى الهواء.ثم ضرب به عُنُقَ الأسير ضرْبَةً أطارت رأسه . فكبَّر الحاضرون فَرحين مُعْجَبين بِقُوَّةِ الأمير الصغير. والْتفَتَ إلى خاله:[لم أزدْ على ضَرْبَةٍ] فقام خاله وعانقه قائلاً:[بارك الله فيك يا بطل]!!
بَلغَ جنكيزخان النبأ!! فغضِبَ أشدَّ الغضبِ، وتوَعَّدَ بالمسير لقتال المسلمين وألاَّ يرْجِعَ حتى يقتلَ جلال الدين وولىَّ عهدِه.ويذبحَ المسلمين رجالهم ونساءهم وأطفالهم ذبْحَ الخِرافِ. لكنه لم يزلْ مشغولا بِحُروبٍ طويلةٍ فى بلاده مع قبائل التُّرْكِ. أكْرَهتْهُ أنْ يؤجلَ انتقامه من جلال الدين إلى حين...
كان جلال الدين يَعْلمُ أنَّ جنكيزخان آتٍ بجُموعه يوْما ما للانتقام منه. وأن انتقامه سيكون عظيما مَهُوْلاً.وألاَّ يطمئن إلى الانتصار الذى أحْرَزَهُ فى سهل(مرْو) وعليه أن يستعِدَّ لذلك اليوْم العَبُوس. وعلم جلال الدين من عُيونه ومُراسِليهِ أنَّ جنكيزخان لن يفرغَ قبْل ستة أشهر على الأقل..... ونظرَ جلال الدين إلى بلاده، فوجدها منهوكة القوَى، قدْ عمَّها الخراب والفقر والقحط ونضبتْ مَواردُها وكَسَدَتْ أسْواقُها بسبب غارات التتار وقيامهم بالسلب والنهب والتقتيل والترْويع والتخريب والتدمير. وبسبب الحكام الخوَنة المفْسدين من أعوان التتار.! فأيقن أن بلاده لن تمدَّه بما يحتاج إليه من مال وعتادٍ وخيْل وسلاح وغير ذلك من أسباب القوَّة.ليصدَّ جحافلَ التتار..ففعل ما سبق أن فعله أبوه حيثُ طلبَ العوْنَ والمَدَدَ من الخليفة العباسى فى بغداد ومن الأمراءِ فى مصر والشام. وعذرهم فى خذلان أبيه لما كانوا يواجهونه من هجمات الصليبيين،والاضطرابات الداخلية. مُوَضِّحا الخطرَ الدَّاهم للتتارعلى الإسلام والمسلمين. غير أن مسعاهُ قد باء بالخيبة، رغم ما لديهم من أسباب الثراءِ والنعمة. ولم يكن حظُّه منهم بأحسن من حظ أبيه.!! فعَزَمَ على قِتالِهم قبْل قِتال التتار.!! نِكاية بهم(عقاباً) وتأديباً لهم. وطمعا فى الحصول على خيرات بلادهم ليستعين بها فى جهاد التتار.!! ورأى أنْ يبدأ بالملك الأشرف..!!!!
فماذا بعد؟ نكمل إن شاء الله. عبد القدوس عبد السلام العبد ـــــ موبايل 01092255676
ساحة النقاش