قُطوفٌ من هامش السِّيرة { الفصل التاسع عشر } زُوَّار من السماء( 2 )

ثم قال للأول الذى شقَّ بطنى:زِنْهُ بعشرةٍ من أُمتهِ، فوَزَنونى بهم فَرَجَحْتُهُم. ثم قال: زِنْهُ بمائةٍ من أُمَّتِهِ فوَزنونى بهم فَرَجَحْتهم. ثم قال: زِنْهُ بألفٍ من أُمَّتِهِ، فَوَزَنونى بهم فَرَجَحْتُهُم. فقال: دَعُوْه، فَلَوْ وَزَنْتُموه بأُمتِهِ كُلَّها لرجَحَهُم. قال: ثم ضَمُونى إلى صُدُورهِم، وقَبَّلوا رأسى وما بين عَيْنَىَّ. ثم قالوا: يا حبيبُ! لا تُرَعْ!(تخاف) إنك لوْ تدْرى ما يُرادُ بك مِنَ الخَيْرِ لقَرَّتْ عَيْناكَ. قال فبينا(بينما) نحْنُ كذلك إذ أنا بالحَىِّ (بنى سعد) قدْ جاءوا بِحَذافِيرهِم(جميعا)، وإذا أُمى(حليمة ـ الظِّئرـ المرضعة) أمَامَ الحَىِّ تهْتِفُ بأعلى صَوْْتِها وتقول: يا ضعيفاه!!! فانكبوا علىَّ فقبَّلوا رَأسى وما بين عَيْنَىَّ، فقالوا: حبَّذا أنت من ضَعِيْف!!! ثم قالتْ ظِئرى( مُرْضعتى ): يا وَحِيداه!!! فانكبوا علىَّ فضمونى إلى صُدورهم وقَبَّلوا رأسى وما بين عيْنَىَّ، ثم قالوا: حبذا أنت من وَحِيْد!!! وما أنت بِوَحيد!!! إنَّ اللهَ معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض... ثم قالت ظِئرى(أُمى حليمة) يا يتيماه!!! اسْتُضْعِفْتَ من بين أصْحابك فُقُتِلْتَ لِضَعْفِك!!! فانكبوا علىََّ فضمونى إلى صُدورهم وقُبَّلوا رأسى وما بين عيْنىَّ وقالوا :: حَبَّذا أنت من يتيم!! ما أكْرَمَكَ على الله!! لو تعْلمُ ما يُراد بِكَ من الخيْر! فوصلوا بى إلى شفِيْر الوادى(حافَّة). فلما بَصُرتْ بى أُمى (ظِئرى حليمة)، قالت: يا بُنَىََّ ألا أراكَ حيَّا بعدُ !!! فجاءت حتى انكبت علىَّ وضمَّتْنِى إلى صَدْرها . فوالذى نفْسِى بيده إنى لَفِى حِجْرها وقدْ ضَمَّتْنِى إليها. وإنَّ يَدِى فى يَدِ بعضِهِم، فجعلْتُ ألْتَفِتُ إليْهم ، وظننتُ أن القوْمَ يُبْصِرونهم، فإذا هم لا يُبْصِرونهم . يقولُ بعْضُ القوْم: إنَّ هذا الغُلامَ قدْ أصابه لَمَمٌ( نَََوْع من الجُنون ) أو طائفٌ من الجِن،فانْطلِقوا به إلى كاهننا حتى يَنْظرَ إليه وَيُداويه. فقُلْتُ : يا هذا، ما بى شيء مما تذْكُر؛ إنَّ إرادتى سَليْمَة وفؤادى صحيح ليْسَ به قَلَبَة(ألم أو عِلَّة . مرض) فقال أبى( وهو زوج حليمة):ألا ترَوْنَ كلامَه كلامَ صَحِيح!! إنى لأرجوا ألاَّ يكون بابنى بأس. فاتفقوا على أن يذهبوا بى إلى الكاهن، فاحتملونى حتى ذهبوا بى إليه. فلما قَصُّوا عليه قِصَّتى قال: اسكُتوا حتى أسْمَعَ من الغُلام  فَإنه أعْلَمُ بأمره منكم. فسألنى فاقتصَصْتُ عليه أمْرى مابين أوَّلِهِ وآخِرهِ . فلما سمع قوْلى وَثبَ إلىَّ وضَمَّنِى إلى صَدْرهِ، ثم نادى بأعْلى صَوْته::يا للعرب!! يا للعرب!! اقْتُلوا هذا الغُلامَ واقتُلونى معه!!!!! فواللاتِ والعُزَّى لإن تركْتُموه وأدْرَكَ لَيُذِلَّنَّ دينكم ولَيُسَفِّهَنَّ عُقولكم وعُقولَ آبائكم، وَلَيُخلِفَنَّ أمْرَكُم وَلَيأتِيَنَّكُم بِدِينٍ لم تسْمَعُوا بِمِثْلِهِ قَط....فعَمِدَتْ أُمى(ظِئرى.حليمة) فانتزعتنى من حِجْرهِ وقالت:: لأنت اعْتهُ وأجَنُّ من ابنى هذا !!! فلوْ عَلِمْتُ أنَّ هذا يكون من قَوْلِكَ ما أتيتك به، فاطْلُبْ لنفسِكَ من يقْتُلُكَ فإنَّا غيْرُ قاتِلى هذا الغُلام. . .

ثم احتملونى فأدُّونى إلى أهْلى فأصْبَحْتُ مُفَزَّعا مما فُعِلَ بى ، وأصبح أثرُ الشَّقِّ ما بين صدْرى إلى منتهى عانتى(أسفل بطنى) كأنه الشِّراك... فذلك حقيقةُ قوْلى وبدء شأنى يا أخا بنى عامر )) فقال العامِرىّ:: أشهدُ بالله الذى لا إله غيره إنَّ أمْرَكَ حقٌّ...فأنبِئنى بأشياء أسْألك عنها.. فماذا سأل العامرىّ .ـ. نكمل إن شاء الله .

يا مَنْ إليْكَ تضَرُّعِى ورَجائى .................وإليْكَ أمْرُ الخَلْقِ فى العَلْياءِ 

يَسِّرْ بِفَضْلِكَ كُلَّ أمْرٍ مُعْسِـرٍ.................وامْحُ الذُّنوبَ بِرَحْمَةٍ ورضاءِ

عبد القدوس عبد السلام العبد .. موبايل  01092255676

المصدر: كتاب على هامش السيرة ( د / طه حسين )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

HAKIM

إنَّ اللهَ معك وملائكته والمؤمنين (والمؤمنون)
اقتصصت (قصصت)
مع الشكر والإعزاز

DR.HAKIM فى 8 فبراير 2012 شارك بالرد 0 ردود

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,705