قٌطوفٌ من هامش السيرة { الفصل السابع } الملكُ تُبَّع.اسم ولقب

خرج الملك( تُبّع ـ اسم ولقب لكل من حكم اليمن قديما ) من اليمن غازيا فى جيشٍ لم تعرف الأرض مثله عددا وعُدَّة. وبأسا وشِدَّة. فاحتل البلاد. وأذلَّ العباد. وأذعن( خضع) له ـ الحجاز. والشام.ومصر.وإفريقية ـ وأمعن فى المغرب حتى مرّ بعمود هِرَقْل ووصل إلى ساحل البحر المحيط غربا ـ فلما ملَك مغرِب الأرض ـ عاد أدراجه قاصدا الشرق.فهزم الجيوشَ ودكّ العُروشَ وأسر الملوك واسترق السادة.وهو ينتقل من نصرٍ إلى نصر فتُغْريه الحربُ بالحربِ.حتى انتهى إلى أقصى الشرق ووطِئ ساحل البحر المحيط الذى تخرج منه نجومُ الليل إذا كان المساء وشمسُ النهارِ إذا كان الصّباح.فانقلب راجعا إلى اليمن.وكان يتمنى لو أتيح له أن يطأ موْجَ البحر بهذا الجيش كما وطِئ به أكنافَ الأرض.ـ.وفى طريقِ عوْدتِهِ مرّ بمدينة(يثرب) تلك المدينة الصغيرة التى كان قد جعل ابنه أميرا عليها ليشرَف منها على بلاد العرب.فلم يخرج ابنه لاستقباله أو لقائه من قريبٍ أو بعيد.ولم يرَ من حوله استبشارا بمقدمه، ولا إكبارا لمنزله. وإنما رأى حُصونا مغلقة قام عليها جندٌ يتأهبون للقتال.ثم علِمَ أن القوم من( الأوس والخزرج ) قد قتلوا ابنه غيلة (اغتالوه) وأبَوْ أن يتسلّطَ عليهم أحدٌ غير تُبّع. أو أن يسودَ فيهم من ليس منهم ـ فكان الملك تُبَّع شديد اللوْعةِ والحُزن لفقد ابنه الذى كان يراه زينة لملكه وقد اغتاله نفرٌ من(الأوس والخزرج) ـ ضاربين المثل لغيْرهم فى الثورة والتمرُّد. ومع ذلك فقد كان الملك معجبا بشجاعتهم لأنهم لم يرهبوا بأسه ولم يخافوا بطشه. وثبتوا كراما ولم يطلبوا عفوه. غير أنه أقسم لَيُدمِّرنَّ يثربَ وليُسوِّينَّها بالأرض هدما وتحريقا ولَيجْعلنَّ حدائقها من نخيلٍ وشجر صحراء جرداء.

فأمر كتائبه بالزحف لإبادتها.كما أباد دولا عُظْمى وأفناها ـ لكنّ كتائبه لم تَكدْ تتقدّم حتى تأخرت ولم تَكَدْ تهجم حتى ارتدتْ. وإذا هؤلاء النفر من الأوس والخزرج أشدّ بأسا مما كان يظن.رغم أنهم عند مقدمه أول مرة رأوا فيه رجُلا منهم. فلما رأوا بَغْىَ ابنه وظلمه ثاروا للعزة وغضبوا للكرامة. فقتلوا ابنه الطاغية ـ فازداد إعجابا بهم، ثم اشتدّ فى حربهم ولم ينل منهم. وأرسلوا إلى الملك أن حرب الليل ويل وأنهم يضيفون عدوهم فى الليل ويقاتلونه فى النهار. فقال الملك إن قومنا لكرام. وأوقف الحرب ليلا، ظلت الحرب تشتدُّ ما أضاءت الشمس ـ وتتوقف ما أظلم الليل. حتى ملَّ الملك من طول الحرب، ولم ينل من القوم.

أبلغه جُنْدُهُ أن شيخين من الحىِّ المخالف للأوس والخزرج يطلبان لقاء الملك. فلما دخلا عليه لم يركعا ولم يسجدا، وإنما هى تحية فيها الإكبار والإجلال وفيها عزة واثقة وفيها شىء من التواضع والخشوع، فلما أُذن لهما بالكلام قال أحدهما: لم نأتك سفيرين ولا نحمل رسالة فلو عرف القوم لحالوا بيننا وبينك. وقد جئنا ناصحين. فإنك إن حاربت يثرب ما بقى من عمرك فلن تجد إلى قهرها سبيلا!!!!!! واسأل نفسك..ويرجح بعض العلماء أن ذا القرنين هو جد الملك تُبع اليمنى المذكور فى القرآن الكريم وقد ورد مثل ذلك عن الألوسى وبعض من نقلوا عنه وكلمة * ذو * موجودة فى تراث اليمن مثل ( ذو نواس . وسيف بن ذى يزن ) وكلمة الأذواء موجودة فى أسماء بعض أهل اليمن مثل ( ذو رُعيْن ـ ذو الشناتر ) وسيأتى ذكر ذلك عند الحديث عن أبناء الملك تُيَّع( وفى هذا كلام )

نكمل إن شاء الله . عبد القدوس عبد السلام.موبايل 01092255676

المصدر: كتاب على هامش السيرة ( د / طه حسين )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,657