متعك الله بالصحة وراحة البال وأبعد عنك كل من ينفث فى عُقد الحبال وأنبت لحم بدنك من كل رزق حلال ـ وتلك الأيام نداولها بين الناس فلا تأس على ما فات ولا تنس ما هو آت والله حسبنا فى كل المُلمات ـ كنانة عبد القدوس عبد السلام
وما الطيرُ إلا نائحٌ يشتكى الضنى ** وآخرُ من فرط السعادة صدَّاح ـــــ
وما العيشُ إلا دمعة وابتســــــامة ** وما الدهر إلا أمسيات وأصباح ــــ
تمرست بالدنيا فكل الذى بهــــــا ** جراح وأفراح وخسران وأرباح ـــ
قطوف من هامش السيرة { الفصل الأول } باسم الله نستفتح ـ حفر زمزم ــ الذهب ــ
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. أبوه من مكة. وأمه سلمى بنت عمرو النجارية الخزرجية من يثرب. مات عنه أبوه فنشأ عند أخواله فى يثرب حتى قارب الشباب فأقبل عمه المطلب فانتزعه من يثرب حيث الحياة السهلة من زراعة وصناعة. وحيث اليهودية تجاور الوثنية. إلى مكة حيث التجارة والأرض التى تُجدب فلا تبتسم لها السماء إلاّ قليلا وحيث رحلات التجارة صيفا وشتاءً. وحيث تجتمع فيها وُفود الحجيج فتمنح مكة الزعامة والريادة.وتنتشر الأصنام حول الكعبة. وحين وصل مع عمه المطلب ظن الناس أن المطلبَ اشترى عبدا. فظنوه كذلك فسُمِّى بذلك. لكن المطلب أخبرهم أنه بن أخيه.
نشأ عبد المطلب فى مكة كما ينشأ شبابها.وتزوج بزوجته الأولى(سمراء)من بنى عامر وأنجب(الحارثَ) أول أبنائه. وبعد وفاة عمه المطلب صارت إليه ( ِرفادة الحاج ) ـ من طعام وماء ـ فكان يجمع الماءَ للحجيج فى أحواض فيجد فى ذلك جهدا وعُسْرا.
وذات ليلة أتاه آتٍ وهو نائم. فقال له: احفر( طيْبة). قال: وما طَيْبة؟ فانصرف عنه الهاتف.فأفاق فى ذعر وعجب وقد استعصى عليه النوم. وفى الليلة الثانية أتاه الهاتف وقال: احفر( بَرَّة) فقال: وما برَّة؟ فانصرف الهاتف.وأفاق عبد المطلب وجِلا مذعورا ـ وفى الليلة الثالثة يأتيه الطائف الهاتف فيقول له: احفر( المضنونة) فيقول: وما المضنونة؟ فينصرف عنه الطيف الهاتف. ثم تشير عليه زوجته سمراء بتقديم الذبائح والقرابين. وفى الليله الرابعة يأتيه الهاتف فيقول: احفر (زمزم) فيقول: وما زمزم؟ فيجيب الطيف الهاتف :{ لا تُنْزح ولا تُذَ م ـ تسقى الحجيج الأعظم ـ وهى بين الفرث والدم ـ عند نقرة الغراب الأعصم } فيقول عبد المطلب: الآن قد وعيت. الآن قد وعيت. فينصرف الطَّيف الهاتف وهو يقول: لله أنتم أيها الناس. لا يكفيكم الوحى ولا تفقهون إلا سجع الكُهَّان.
وفى الصباح تُقْبِل عليه زوجته سمراءُ قائلةً: أيهما أحبُّ إلىّ إشراق وجهك أم إشراق الشمس؟ فيردُّ عليها: لقد طابت الحياةُ ياسمراء. إن هذا الطائفَ طائفُ خير وسعد يأتى بالنعمة والغَيْث. إنه يأمرنى أن أحتفرَ فى فناء المسجدِ بئرا. فلأفْعَلنَّ منذُ اليوم ـ: هَلُمَّ يا حارث خُذْ مِعْوَلا ومِكْتَلا ومسْحاةً واتبع أباك.وأخذ يُرَدِدُ.ـ.
لاهُمَّ قدْ لَبَّيْتُ مَنْ دَعانِـى...................وجِئْتُ سَعْىَ المُسْرعِ العَجْلانِ
ثَبْتَ اليَقِيْنِ صـادِقَ الإيمانِ..................يَتْبَعُنى الحـــارثُ غَيْرَ وانِ
جَذْلانَ لمْ يَحْفَلْ بِمـا يُعانِى..................لاهُمَّ فَلْتَصْدُقْ لنا الأمـــانِى
وبدأ عبدُ المطّلب فى الحفر وابنه الحارث ينقل التراب إلى خارج المسجد واستمرّ ذلك حتى كادت الشمس تحرق الأرض . فهجع كل شىءٍ إلاّ عبدَ المطلب وولدَه ـ ثم فجأةً يدعو ابنه فى صوتٍ ملؤه الدهشة والحيْرة والرضاوالإشفاق : هَلُمَّ يا حارث اُنظر هل ترى ماءً ؟ كلاّ ياأبتِ !!! إنما أرى ذهباً وسلاحا .. فى الفصل التالى نكمل إن شاء الله .
لطــــــــــــــــائف
1ـ يهدف هذا الموْقع إلى تحقيق التواصل بين الأجيال كى يتفوق التلميذ على أستاذه , فهذه سُنة صنع الحضارة , ولولا ذلك لكنا إلى اليوم نستر العورة بورقة التوت.وحتى لا يتحول الناسُ إلى ضفادع مفقوءة العيون لا تستطيع تصويب الاتجاه قبل القفز ولا أثناءه , فتنتهى إلى هلاك مُحدق سمعاً وطاعة , فالحضارة سمعٌ وفهم وإضافة سطر فى كتاب رحلة البشرية. أما دُعاة السمع والطاعة فهولاء يجعلون من الناس قُطعاناً لا تدرى أيقودها الراعى إلى المرعى أم يقودها إلى المذبح ?!!!
2ـ وقد يأتى من أدمن الخمر بأحقر الفعال وأخبث الخصال دون قصد أو نية , لكن من أدمن السياسة يفعل أكثر من ذلك بكل سوء النية وخبث الطوية , فيتاجر بدينة من أجل أن يملأ بطنه الذى لا يشبع وجيبه الذى لا يقنع , وأن يروى غلة غروره وهو ينسى أن أنفه المغرور هو أول ما ينخر فيه الدود , فهذه هى السياسة أم الخبائث أصل كل بلاء عرفه الإنسان حتى قبل إنسان الحضارة .
3ـ وإن من أدمن الخمر قد يبيع وطنه وأهله , لكن من أدمن السياسة يبيع دينه قبل أن يبيع الأهل والوطن ولو بغير ثمن سِوى أن يقبض الريح !!!
عبد القدوس عبد السلام على العبد ـ موبايل 01092255676 ويتم التعديل إلى 0109 فى جميع الفصول ـ 0472712574
إبيانة مركز مطوبس محافظة كفر الشيخ
ساحة النقاش