( الفصل الرابع) من الفتنة الكبرى ـ استشهاد ذى النورين          صباح الجمعة 18/12/35هـ وكان عمره 82 عاماً 

 صعد الرسول (ص) جبل أحد يوما , ومعه الصديق أبو بكر والفاروق عمر وذو النورين عثمان فاهتز الجبل فقال الرسول (ص) : اثبت أحد فإن عليك نبياوصديقاوشهيدين.                                                                                                                                             

               الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

كانت وفود جماعات الفتنة التى أشعلها بن سبأ على قلب رجل واحد فى عزل عثمان أوقتله.وكانت قلوبهم شتى فيمن يأتى بعده.وكان عثمان يعلم أن رحى الفتنة دائرة فى الأمصار.

(1) الكوفيون يريدون طلحة بن عبيد الله فذهبوا إليه وعرضوا أمرهم (وفى هذا كلام)  

(2)البصريون يريدون الزبير بن العوام فذهبوا إليه وعرضوا أمرهم( وفى هذا كلام )     

(3)المصريون يريدون علياً فذهبوا إليه وعرضوا أمرهم فصاح فيهم الإمامُ علىٌّ وطردهم وقال: لقد علم الصالحون أنكم ملعونون على لسان محمدٍ ( ص )وكذلك قال طلحة والزبيرـ  وكانت جماعات السبئية قد زورت وزيفت رسائل مُلفقة ادعت وصولها إليهم من طلحة والزبير والإمام علىّ . على طريقة قصة الغلام والكتاب والبعير ـ فالكذب والتزوير والتزييف والتلفيق منهج ثابت ومشترك فى فكر الجماعات فى كل زمان!!! { قلْ:صدق الله. تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!}ـ ثم استقر الرأى على عزل الولاة ـ وجعل محمد بن أبى بكر على مصر وكُتِبَ له عهدٌ بذلك. وخرج محمد ومن معه يريدون مصر . كما انصرفت جميع الوفود إلى أمصارها ، ثم عادت الوفود جميعا فى وقت واحد(بعد ثلاثة أيام) لتدخل المدينة بليل وتحاصر بيت عثمان كما أسلفنا. مدعية قصة الغلام والكتاب والبعير ـ فيقول الصحابى الجليل محمد بن مسلمة : هذا أمرٌ أُبْرِم بليل.لكن أصحاب الفتنة خيَّروا ذا النورين عثمان بين العزل أو القتل فقال : لا أخْلعُ قميصا ألبَسَنِيهُ اللهُ (يقصد الخلافة) {وكان الرسول الكريم(ص)قد بشَّر عثمانَ بالجنة شهيداً على بلْوَى وأمره ألاَّ يخلعَ القميصَ الذى ألبَسَهُ اللهُ} وقد عَرَََضَ الصحابة الكرام على سيدنا عثمان أن يدافعوا عنه هم وأبناؤهم وأن يرسلوا إلى معاوية يطلبون جيش الشام للدفاع عنه ـ فقال:لا أُريد أن أكون سببا فى إراقة دماء المسلمين فى مدينة رسول الله وفضَّلَ أن يكون شهيداً! وحين حاول بعضُ غِلْمانه الدفاع عنه قال : مَن أغمد سيفه فهو حر ! { فقد أتاه الرسول ـ ص ـ فى منامه فى الليلة التى سبقت استشهاده وخيره : إن شئتَ دعوتُ اللــــه أن يكشف عنك ما أنت فيه. وإن شئتَ أفطرتَ معنا غداً . فأجاب : بل أفطرُ معكم يا رسول اللـــــه ـ وأصبح صائماً } وينتهى الأمر إلى قتل سيدنا عثمان  الذى تستحيى منه الملائكة من أهل السماء ويستحيى منه النبى محمد من أهل الأرض. عثمان صاحب الفضل واليد البيضاء فى الإسلام صاحب القافلة وبئر رومة وجيش العسرة بعد الحصر(الحصار) والتجويع والتعطيش والمنع من الصلاة فى مسجد رسول الله(ص) وإحراق باب بيته ـ شهيداً على بلوَى مبشَّراً بالجنة ـ ولا عجب إنها الجماعات الدينية خوارج كل زمان كلاب أهل النار ـ { وقد عجَّل السبئية بجريمتهم قبل وصول جيش القعقاع من الكوفة لنجدة ذى النورين }[ فقد دخل عليه عُتل فظ غليظ القلب من بنى سدوس يقال له الموت الأسود(قد يكون هو بن سبأ متنكراً) فخنقه  قبل أن يضربه بالسيف فاتقاه عثمان بيده فقطعها . فقال عثمان : أما واللــــه إنها لأول كف خطَّت المفصَّل . وذلك أن عثمان كان من كتبة الوحى وهو أول من كتب المصحف من إملاء الرسول ( ص).[ ويقول مُجْرم بنى سدوس : لقد أرسلته (تركته) حين وجدت أن روحه تنتفض بين جنبيه كأنها الشيطان ولم أجد ألْين من خنقه. وذلك لأن عثمان لم يقاوم.وقد اختلفت الروايات حول حقيقة من هو المُلقب بالموت الأسود!!وقد يكون هو بن سبأ متنكراً ] ـ ومن بعدُ تناولته سيوفُ وحِرابُ من كُتب عليهم الشقاء فى الدنيا والآخرة  . فمنهم من يضربه بالشوكة (قضيب من الحديد) النافذة فى عُنقه ومنهم من يطعنه بأخرى نافذة فى جنبه   ـ وقد سال دمه على المصحف على قوله تعالى: { فسيكفيكهم اللــــه وهو السميع العليم } وحين حاولت نائلة بنت الفارض الكلبية ( زوجة عثمان ) الدفاع عنه  ضربها رجل اسمه سودان بن حمران المرادى فقطع أصابعها ( ويشهد ميدان رابعة 2013م على ذلك الفكر والتاريخ الدموى)] ـ  وبعد مقتل أمير المؤمنين عثمان يظل الغافقى بن حرب اليمنى الأصل ( زعيم وفد مصر )أميرا على المدينة خمسة أيام { بعد أن قتل عثمان وقطعت أصابع زوجته (نائلة بنت الفارض الكلبية وكانت نصرانية حين تزوجها عثمان ثم أسلمت على يديه) ووطئوا أضلاعه بعد موته ووضعوا جسده على التراب بعد سحبه وقبل انصرافهم نهبوا بيت عثمان ونهبوا بيت مال المسلمين  فالجماعات الدينية تضم صنوفا من المرتزقة  ـ على طريقة القتلة فى كرداسة وغيرها ـ } فقاتله ظالم وخاذله معذور{ ففتنة بن سبأ كادت تأكل الأخضر واليابس وكل ذات جمجمة }  ــ وقد تناولت الألسنة محمد بن أبى بكر فى قتل ذى النورين { بسبب قصة الغلام والكتاب والبعير} كما تناولت الإمامَ علياً وطلحة والزبير ـ وهذا كله من تلفيق السبئية وأصحاب الفتنة ، فقد زوروا توقيع الإمام علىّ وزيفوا خاتمة على رسالة ادعوا وصولها إليهم، وكذلك فعلوا مع طلحة والزبير. لكن المحققين يؤكدون أنه لم يشترك فى دم عثمان أحد من قريش. لا بالفعل ولا بالقول ـ وكان محمد بن أبى بكر قد دخل غاضبا على ذى النورين بعد قصة الكتاب والغلام والبعير وأمسك بلحيته وقال: أمرت بقتلى يا نعثل( ونعثل كان يهوديا كثيف اللحية بالمدينة)فقال عثمان: والله ما أنا بنعثل. اترك لحيتى يابن أخى فوالله إن أباك كان يُجلها وما أمسك بها إلا ليُقبلها والله ما أمرت بقتلك ولا بشىء من ذلك.فبكى محمد بن أبى بكر وخرج نادما!(وفى هذا كلام).

[ قاتل اللـــه جماعات الفتنة ] وقد قال علىٌّ كرَّم الله وجهه: ليس بعد المصيبة برسول اللـــه(ص) { موت رسول الله } جائح للنفوس وقاصم للظهور من مقتل عثمان . وإن قتلة عثمان قد ثلموا فى الإسلام ثُلْمة { قطع أو شق } لا تُسدُّ إلى يوم القيامة وقال القائل :

 من غُصَّ داوَى بشرب الماء غصته.....فكيف يصنع من قد غُصَّ بالماء

من العجيب أن نفوس القرشيين لم تتطلع إلى الخلافة أثناء ولاية أبى بكر وعمر وعثمان. لكن النفوس تطلعت إليها مع ولاية الإمام على.  

ومنذ أن بويع الإمام علّىّ بالخلافة إلى أن قتل لم يصفُ له فيها يوم { وكان أمر الله قدراً  مقدوراً } وظل الإمام على ممتنعا عن البيعة خمسة أيام والغافقى بن حرب أميرا على المدينة ـ وأتى الكوفيون الزبير ــ والبصريون طلحة(وفى هذا كلام) ـ فامتنعا. وهرب مروان بن الحكم وبنو أمية . ولحقوا بالشام ومعهم قميص عثمان وأصابع زوجته ( نائلة بنت الفارض الكلبية) فاثاروا الشعور وهيَّجوا الأفكار ـ ونصبوا القميص على منبر دمشق ــ وقام الناس يطلبون القوْد ( القصاص )                اجتمع كثير من المهاجرين والأنصار ـ وأتوْا عليا يبايعون فأبى لأنه قدَّر المستقبل حق قدره ـ وعلم أنه يستقبل فتنة ثائرةً لا مردَّ لها ـ وقال التمسوا غيرى ومن اخترتم رضيته ـ فناشدوه الله والدين ـ وألحّوا عليه فأبى ـ فخوَّفوه الله فى مراقبة الإسلام ـ حتى غلبوه فى ذلك فقال :: قد أجبتكم ورأى المهاجرون والأنصار أن هذا الأمر لايتم الا بمبايعة الزبير وطلحة ـ فذهب إليهما جماعة وأتوا بهما ـ فبايعاه ـ { قال قومٌ كرهاً ( تقية أى خوْفا أو اتقاء ما يكرهون)} وقال قومٌ اشترطا عليه إقامة الحدود ـ يريدون القود ( القصاص ) من قتلة عثمان .. ثم قام الناس فبايعوه ـ وتخلف عن بيعته جمع كبير من اكابر الصحابة فى المدينة [ ولم يكن ذلك خلافاً دينياً كما يزعم البعض، ولكنه كان خلافاً ســـياســـياً!!! وهذه هى الســــياســــة أم الخبائث !!!] .......... فماذا بعد ..ومتى نفهم ؟ ومتى نتعلم ؟...فى الفصل التالى نكمل بأمر الله ــ عبد القدوس عبد السلام العبد  ـ موبايل  01092255676

المصدر: كتاب حُماة الإسلام (مصطفى بك نجيب) الفتنة الكبرى(طه حسين ) البداية والنهاية ( لابن كثير )إضافات عبد القدوس عبد السلام العبد
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 574 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2010 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Ahaahm

ادام الله عليك الصحة والعافية ..

HAKIM

موضوع متقن جيد العرض جدا. جزاك الله خيرا ، وإلى المزيد

DR.HAKIM فى 31 ديسمبر 2010

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,652