اليتيمـــــة { للشاعر رَوْقَلَة المنبجى } يصف حبيبته دعْد
لهفى على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ إلاَّ لِجَرِّ تلَهُفى دَعْـــــد
بيْضاءُ قدْ لبس الأديمُ بهاءَ الحُسْنِ فهو لجلْدِها جـــلدُ
ويَزِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَـرتْ ضافى الغَرائرِ فاحِِمٌ جَعِــدُ
الوجْهُ مثل الصُبْحِ مُبْيَضّ والشَعْرُ مثل الليلِ مُسْـــوَدُّ
ضِدَّانِ لمّا استجمعا حسُنا والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَـهُ الضِّـدُّ
وكأنها وسْنَى إذا نظـرتْ أو مُدْنفٌ لمَّا يفق بعْــــدُ
بِفُتورِ عيْنٍ ما بها َرمَــدٌ وَبِها تُداوَى الأعْيُنُ الرُّمْــدُ
وكأنما سُقِيَتْ ترائبُهـــا والنَّحْرُ مـاءَ الورْدِ والخــدُّ
والصَّدْرُ منهــا قدْ يُزَيِنُهُ نَهْدٌ كحقِّ العـــاجِ إذ يبْـدو
والمِعْصَمانِ فما يُرى لهما من نعْمَـةٍ وبضاضـةٍ زنْـدُ
ولهـا بنـانٌ لوْ أردْتَ له عقداً بكفِّكَ أمـــكن العقـد
وبِخصرها هَيَفٌ يُزَيِّنُــهُ فإذا تنوءُ يكادُ ينْقَـــــدُّ
ومشت على قدميْنِ خُصِّرَتا والتفَّتا فتكـــاملَ القَـــدُّ
ما عابها طولٌ ولا قِصَـرٌ فى خَلْقِها فقَوامُها قصْـــدُ
إنْ لم يكن وصْلٌ لَدَيْكِ لنـا يشْفى الصَّبابةَ فلْيَكُنْ وعْــدُ
قدْ كان أوْرَقَ وصْلُكُم زمنا فذَوَى الوِصالٌ وأوْرَقَ الصَّـدُّ
للــه أشْواقى إذا نزحت دارٌ بنا وطواكُمُ البُعْـــــدُ
إن تُتْهِمى فتِهامةٌ وطنـى أو تُنْجِدى يكُنْ الهوى نجْـــدُ
ولقد علِمْتِ بأننى رجُــلٌ فى الصَّــالِحاتِ أروحُ أو أغْدو
سلمٌ على الأدْنَى ومرْحَمَةٌ وعلى الحوادث ثابتٌ جَـــلدُ
مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفـافِ وقد غَفلَ الـــرَّقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ
ومُجانِبٌ فِعْلَ القبيـحِ وقد وصَلَ الحبيبُ وســاعَدَ السَّعْدُ
لِيَكُنْ لدَيْكِ لِســائلٍ فَرَجٌ أو لم يكن فليحْسٌــــن الرََّدٌّ
موبايل 01092255676 عبد القدوس عبد السلام العبد
ياليل ـ للشاعر على بن عبد الغنى الحصرى الضرير القيروانى
420هـ 488هـ
1ـ يا ليـلَ الصّبِّ متى غَدُهُ .. أقِيـامُ السَّاعَةِ مَوْعِـدُهُ
2ـ رَقَدَ السُّـمَّارُ فأَرَّقَــهُ .. أَسَـفٌ للبَيـنِ يُـرَدِّ دُهُ
3ـ فَبكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لــهُ .. مِما يَرْعـاهُ ويرصُــدُهُ
4ـ كَلفٌ بغـزالٍ ذي هَيـف .. خوْفُ الواشِينَ يُشَــرِّدُهُ
5ـ نَصبتْ عَينـايَ لهُ شَرَكاً .. في النَّـومِ فَعَزَّ تصَيُّـدُهُ
6ـ وكَفى عَجَبـاً أني قنَِصٌ .. للسِّرْبِ سَبَانـي أَغْيـَدُهُ
7ـ صنَمٌ للفِتنـةِ منتصـبٌ .. أَهْـواهُ ولا أَتعـبَّـــدُهُ
8ـ صاحٍ, والخَمْرُ جَنى فَمِهِ .. سَكْرانُ اللَّـحْظِ مُعَرْبـِدُهُ
9ـ يَنْضو مِن مُقلتهِ سَيْفـاً .. وكَأنَّ نعاساً يُغْمِـــدُهُ
10ـ فَيريقُ دَمَ العُشّـاقِ بهِ .. والوَيْلُ لمَنْ يَتـَقَـلـدُهُ
11ـ كَلاّ،لا ذَ نبَ لمَنْ قتلتْ .. عيناهُ ولم تقتــل يـدُهُ
12ـ يا منْ جَحَدَتْ عَيْناهُ دَمي .. وعلى خــد يْهِ توَردُهُ
13ـ خَدّاكَ قدِ اعْترَفا بدَمي .. فعلامَ جُفـونُـك تجْـحدُهُ
14ـ إنّي لأُعيذُ كَ من قَتلي .. وأظنك لا تتعـَمَّــــدُهُ
15ـ باللهِ هَبِ المشْتاقَ كرَىً .. فلَعَلَّ خَيالَكَ يُـسْـعِــدُهُ
16ـ ما ضَرَّكَ لو داوَيتَ ضَنى .. صَبٍّ يَهْواكَ وتُبْعِـــدُهُ
17ـ لم يُبـقِ هواكَ لهُ رَمَقاً .. فَلْيَبْكِ عليـهِ عُــوَّدُهُ
18ـ وغَداً يَقْضي أو بَعْدَ غَـدٍ .. هل من نظرٍ يتــزوَّدُهُ
19ـ يا أَهْلَ الشَّوْقِ لنا شَرَقٌ .. بالدمـع يَفيـضُ مُوَردُهُ
20ـ يَهْوى المُشْتاقُ لِقاءَكُـمُ .. وصُرُوفُ الدهرِ تُبـعِدُهُ
20ـ ما أَحْلى الوَصلَ وأَعْذَ بَهُ .. لولا الأيــامُ تُنَكِـدُهُ
21ـ بالبَيْنِ وبالهُجْرانِ، فيـا .. لِفُؤادى كيفَ تجــلُدُ هُ
ساحة النقاش