لحظاتٌ ثلجية ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فِي شِتاءٍ، وَالْجَوُّ بَرْدٌ كَبِيرُ؛***قُلْتُ: مَاذا لَوْ فِي الطَّرِيقِ أَسِيرُ؟!
بَعْدَ حِينٍ رَكِبْتُ سَيَّارَتِي .. لَا *** أَبْتَغِي وِجْهَةً أَرَاهَا تُثِيرُ
شَارِعاً ثُمَّ شَارِعاً سِرْتُ دَهْراً، *** بِالتَّأَنِّي، وَالْغَيْمُ وَسْمٌ بَشِيرُ
وَفِئَاتُ الْمُشَاةِ فِي ثَوْبِ فَصْلٍ***مِنْ عِنَادٍ، وَالصَّحْوُ فِيهِ قَصِيرُ
أَخَذَتْنِي الْوُجُوهُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ،***شَدَّ قَلْبِي كَبِيرُهَا وَالصَّغِيرُ
هَكَذا حَتَّى هَزَّنِي هَمْسُ حَالٍ *** رَائِقٍ وَالْهُدُوءُ فِيهِ أَمِيرُ
فَإِذَا الثّلْجُ بِالْبَيَاضِ تَرَامَى *** رَاغِباً، وَالْأَنْسَاقُ مِنْهُ تَطِيرُ
نُدَفٌ هَشَّةٌ تُرَفْرِفُ وَقْتاً*** ثُمَّ تَهْوِي وَفِي الْبِطَاحِ الْمَصِيرُ
وَتَوَالَى النُّزُولُ دُونَ انْقِطَاعٍ***وَالْحُبَيْبَاتُ بِالسَّلَامِ تُشِيرُ
رَوْعَةٌ، ذَاتُ مُتْعَةٍ، بِبَهَاءٍ *** نَادِرٍ، وَالْعُبُورُ فِيهَا مُثِيرُ
ذَكَّرَتْنِي بِالْأَمْسِ حَتَّى تَهَادَى***طَيْفُ نَفْسِي وَالصَّحْبُ حَوْلِي نَفِيرُ
حِينَهَا كُنَّا بِالشَّبَابِ جَمَالاً *** فِي جَمَالٍ، وَالْحُبُّ فِينَا خَرِيرُ
كَانَ ثَلْجُ الشِّتَاءِ عَهْدَ لِقَاءٍ *** بِقُلُوبٍ فِيهَا الْعَطَاءُ الْكَثِيرُ
كَانَ ثَلْجُ الشِّتَاءِ وَقْتَ إِخَاءٍ *** بِمَعَانِيهِ يَسْتَعِينُ الْفَقِيرُ
كَانَ ثَلْجُ الشِّتَاءِ ظَرْفَ حُبُورٍ*** وَسُرُورٍ وَالنَّاسُ دِفْءٌ غَزِيرُ
فَلْيَكُنْ ثَلْجُنَا امْتِدَادَ تُرَاثٍ*** مِنْ تَآخٍ فِيهِ الْكَمَالُ الْكَبِيرُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : بومدين جلالي