عتابٌ وجواب ..
سرقوكَ مِنَّا ثُلَّةُ الشُّعراءِ
وهجرتَ قَسْراً مَحْفِلَ العلماءِ
ونكثت عهداً أنْ نظلَّ سويَّةً
نبني حضارة مجدنا بإباءِ
ونَجِدَّ سَيْراً في الطريقِ فلا رَدى
نخشى بهذي اللُّجَّةِ البَهْماءِ
سرقوك منَّا صرت تخطو خطوهم
وتهيمُ في وادٍ من الظَّلماءِ
وحفظتَ أشعاراً وأسماءً لهم
من بعد حِفْظِكَ سِيرةَ النُّبلاءِ
وطويتَ في صُحُفِ الكتابِ قصائداً
من بعدِ نشرِ العلمِ في الأجواءِ
مدحوك بالقول العسولِ فصدَّكم
عن شهد نِحْلةِ شرعنا الغرَّاءِ
أسفي على عمرٍ مضى قضَّيْتَهُ
في دوحةِ الأخيارِ والحُنَفاءِ
قالَ الَّذي قدْ قالَ ثمَّ تمالأتْ
في لَوْمِنا حَشدٌ مِنَ الجهلاءِ
يا سيِّدي مهلاً فقد أوجعتني
في لومك المَشْبُوبِ بالبَلواءِ
ما كنتُ يوماً عن طريقي راغباً
أو تائها بمتاهةِ الغرباءِ
ما كنت يوماً منكراً فضل الَّذي
قد خصَّنا بمزيَّةِ العُقلاءِ
يا سيدي والعلمُ بحرُ سماحةٍ
متنوِّعٌ كتنوُّعِ الخضراءِ
ومن العلومِ تفرَّعَ الشِّعرُ الذي
بجناحهِ حلَّقتُ للجوزاءِ
فنسجتُ علمَ الأوَّلينَ وفضلَهُمْ
في حُلَّةِ الفُصحاءِ والبلغاءِ
وقضيتُ بالحقِّ المبينِ وحكمةٍ
جَلًّتْ فصرتُ بزمرةِ الحُكماءِ
ونصرتُ أهل الحقِّ تلك قضيَّةٌ
جلَّيتُها بشهادةِ الكُبَراءِ
إنِّي على نهج الأوائلِ سائرٌ
مُسْتهدياً بمنارةِ النُّجباءِ
الشعرُ إن أحسنتَ صَوْنَ جلالهٍ
ستسودُ حتماً سُدَّةَ العُظماءِ
بقلمي: رفيق سليمان جعيلة السليماني