((أحـــــــبــــــة قـــــلــــبــــي))
مجـاراة لـقـصيدة الـشـاعر الـكبير
« أبـــــو مــديــن الـتـلـمـساني »
”مـتى يا عُرَيبَ الحي عيني تراكمُ
وأسـمـعُ مــن تـلكَ الـديار نـداكمُ“
* * *
إلامَ.... وهـذا الـقلبُ يهوى لِقَاكُمُ؟
ويـشتاقُ كـي يحظى بنيلِ رِضَاكُمُ
أحـبةُ قـلبي مـسني الـهجرُ والنوى
وأزهـقني صَـدِّي.... بـلاني جفاكم
نــذرتُ حـيـاتي أن أظــل بـقربكم
وأحـيـا كـريمًا فـي جـنابِ حِـمَاكُمُ
فـفارقني قـومي ، وأرهقني الهوى
ومـزّقني عشقي.... سقاني هواكُمُ
”سـقاني بكأسِ الحبِ صِرْفًا معتقًا
ويــا لـيـته لـمـا سـقاني سـقاكُمُ!“
أخـلايَّ.... مـا يـغني البكاءُ مُفَارِقًا
إذا مـا ارتـوى من سلسبيلِ نَدَاكُمُ؟
مـعـيـنًا بــذكـرِ الــلّـهِ وِرْدًا مـرتـلًا
بـحـضرةِ صـوفـيٍّ مـحبٍ شـداكُمُ
تـرانـيـمُ مـشـتاقٍ يــذوبُ صـبـابةً
يـئـنُ احـتـراقًا ثــم يـفـنى فـناكُمُ
فـناءً عـن الـدنيا ، وإسـرافِ أهـلهَا
وعـن كـلِ شـيءٍ يـعتريها سـواكُمُ
ألا كـيف يـسلو مَنْ هجرتم أحبتي
إذا لـم تـزوروا مَـنْ هـواهُ دَعَـاكُمُ؟
وكيفَ يطيبُ العيشُ مِنْ غيرِ خُلّةٍ
ومـا مِـنْ مُقِيمٍ في الفؤادِ عداكُمُ؟
سـئـمتُ حـيـاةً لـستُ فـيها أراكـم
وأشـدو مـعاكم أو أرى مَـنْ يـراكُمُ
سلاطينُ نجدٍ هل علمتم صبابتي؟
صـبـابـةَ مـشـتـاقٍ سـبـاهُ حـلاكُـمُ
أهـيـمُ بـكم وجـدًا وأنـسابُ لـوعةً
وأرقـصُ نـشوانًا.... سلائي غلاكُمُ
أحـــنُ إلـيـكـم مـــرةً بــعـدَ مــرةٍ
وأَشْـتَمُ مِـنْ عـرفِ الصباحِ شذاكُمُ
وأسألُ عنكم في الدياجي نجومها
وفـي قـلبيَّ الـملتاعُ يـبقى بـهاكُمُ
أأحـيـا شـريـدًا فـي الـديارِ مـعذبًا
وفي قربكم أُنْسِي.... دوائي لِقاكُمُ
وأمـضـي بــلا زادٍ يُـنِـيرُ بـصيرتي
وأنـتـم ضـيا دربـي وزادي هـداكُمُ
عـليكم سـلامُ الـلّهِ صـبحًا ومـغربًا
وأزكــى صـلاةُ الـلّهِ تـترى مـداكُمُ
صـلاةً بِعَدِّ القطرِ والنبتِ والحصى
ومـا شـاء مِـنْ شـيءٍ بملْءِ سماكُمُ
عـــبــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــادي.