تِلكَ الصَّبِيَّةُ قَد سَمَتْ بِصَفَائِهَا
فَتَمَلَّكَتْ حُسناً قُلُوبَ النَّاسِ
كَمْ دَوَّخَتْنِي شَاعِراً مُتَمَرِّساً
بِجَمَالِهَا الأَخَّاذِ كَالوَسْوَاسِ
وَمَكَثْتُ فِي أَنوَارِهَا مُتَعَطِّشاً
وَجْداً يَفِيضُ بِحُسنِهِ إِحسَاسِي
كَمْ غَارَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِيعِ خَرِيفُنَا
مُتَعَجِّباً مِنْ قَدِّهَا الميَّاسِ
سُرَّت بِيَ الدُّنيَا كَذَا نَسَمَاتُهَا
عَبَقَتْ مُعَطَّرَةً كَنَفْحِ الآسِ
لَوْ رُحتُ أَكتُبُ مِنْ مَعِينِ خَيَالِهَا
شِعراً عَلاهُ الحُسْنُ بالكُرَّاسِ
هَذِي العُيُونُ الكُحلُ رُمْتُ بِوَصفِهَا
حَورَاءَ طَابَ بِهَا مُنَى الجُلَّاسِ
لَو أَثْمَلَتْ قَلْبِي وَفَيْضَ مَشَاعِرِي
بِصَفَاءِ حُبٍّ عَاطِرِ الأَنفَاسِ
لَوَهَبْتُهَا رُوحِي وَكُلَّ تَحِيَّتِي
مَتْبُوعَةً بِالتِّبْرِ وَالأَلمَاسِ
بقلمي: أحمد شريف