سجال الشوق لمكة و الحج
...................................
لبِّيكَ ربَّي من عميقِ فؤادي
لبيكَ بالتُّوحيدِ و الإفرادِ
تَهفُو إلى البيتِ المُعَظَّمِ مُهجَتِي
و اخَال رُوحِي فَارَقَتْ اغمَادِي
و جَوَارِحِي يا رَبُّ تَعلَمُ شَوقَهَا
يَجتَاحُ مثل السِّيلِ عُمقَ الوَادِي
نَاوٍ و زَادِي لا يُبَلِّغُ نَأوِيَاً
و رَوَاحِلِي نَفَقَتْ أسَىً بِبِلادِي
و انَا و لا يَخفَاكَ حَالِي مُضنِيٌ
ابكِي فَتَبكِي حَضرَةٌ و بَوادِي
و على مُعَانَاتِي و حُرقَةِ مَوطِنِي
فَالوَجدُ فَزَّ و ما هَنِئتُ رُقَادِي
و الشُّوقُ حَلَّقَ فوق مكَّةَ طِيفُهُ
و ألرُّكنُ و الحَرَمُ الشَّريفُ يُنادِي
مَولايَ كمْ نَاحَ الفُؤَادُ مُنَاجِيَاً
و جَوَارِحِي كالعَندَلِيبِ الشَّادِي
و أنَا مُكَبَّلُ إنْ اقَلْ يَدنُ اللقَا
زٱدَ الحنينُ و اُحكِمَتْ اصفَادِي
و الدَّربُ سهلٌ إن اعنتَ مُوَفِّقَأً
و وعيرُ في إملاقةِ الإجهادِ
إنْ لمْ أكُنْ بينَ الحَجِيجِ مُلَبِّيَاً
فَلَقَد تَنَاجَى خَافِقِي و مِدَادِي
إنْ لمْ اطُفْ و اقِفْ و أرمِي جَمرَةً
فَعَسَى إلهِي أنْ انالَ مُرَادِي
يا فَالقَ الإصبَأحِ من ظُلَمِ الدُّجَى
عجِّل بِوَصلٍ بعد طُولِ بِعَادِ
و اكشفْ عنِ اليَمَنِ العَظِيمَةِ كَربَهَأ
بيِّضْ لِوَجْهِي و اجْتَلِي لِسَوَادِي
سعيد العزعزي
اليمن