قصيدة في طلب العلم والجد في طلبه
تسائلني الأفكار أن أتكلما
تقول لماذا كرم الله آدما
وفضله بين الخلائق ياتُرى
وفي الارض خلق فاقُ آدَمَ ربما
فقلتُ له ياعقل مادمت عاقلاً
ففيك بفضل الله صار مكرما
وفيك عصى ياعقل ءادَمَ رَبَهُ
وفيك أطاع الله حين تعلما
فدونك يحيا الناس دون بصيرة
ودونك يبقى العاطشون بغير ما
تعلم فما بالجهل ترقى وإنما
بعلمك قد تسمو وترقى إلى السما
هو العلم فاحفظه تعش أبداً به
سليماً مُعافا بل عزيزاً مكرما
فلا الموت قد يفنيك إن كنت ميتًا
ولا العيش قد يبليك إن كنت مُعدِما
تطوفُ على الألباب في كل ساعةٍ
وحرفك كالحاج الذي طاف محرما
وحِبرُكَ إن حَجَّ الحِجا ماءُ زمزمٍ
فمن يستقي منه رواه من الظَمَّأَ
هو العلم فاطلبه وإن شط دربه
وإن كان في الأفاق كن أنت سُلما
تَزَوَّدْهُ وأنهل عذبه وزلالهُ
وإلا سقاك الجهل مُراً وعلقما
هُوَ العلم طب للعقول وبلسم
وليس لداء الجهل كالعلم بلسما
وهل يستوي الضِدانُ صُبْحٌ مُبَلَجٌ
وليل بهيمٌ حالكُ اللونِ مُظلِما
ولايستوي الثوبان ثوب بِلونِهِ
بياض وثوب أسود اللون قاتما
وشتان بين العلم والجهل مِثْلَمَا
نرى الفرق مابين الأرضين والسما
وبُنيان أهل العلم تبقى شوامخا
وما قد بناه الجهل رسمًا مُهدما
فكن مورداً للعلم يُرجى وروده
وإلا فكن بالجهل حوضا مُحطما
وحُث الخُطأ بالسير للعلم حافيًا
فدائبك محمود وسعيك مُكْرما
وسّرْ دون نعلٍ فوق شوك قتادهِ
ففيه تجد للشوك طباً ومرهما
يَرَاعكَ راعٍ للسطور يسُوقُها
فكن راعياً للحرف أوفى واكرما
وراعٍ رعى عِيرا وراعٍ يذودها
وراعي يراعٍ يغرس الحرف للنما
فأيهما يبقى إذا غاب نجمه
أراعي يراعٍ باقيُ الذكر ام هُما
وليس يُشان المرء مادام راعيا
إذا كان للعلم المبين تعلما
ولكنه في العار مادام راعيًا
مُفارق علم في الدياجيرِ والعمى
ونحن بعصرٍ أصبح العلم عملة
تُداول بين العارفين ودرهما
فخذه إذاما شئت ان تحيا سيدا
ودعه إذاما شئت ان تبقى خادما
سلامي لذي علمٍ وحلمٍ وفطنةٍ
سلامًا صِفاحا طالما كان مُسلِما
ومن كان ذا جهلٍ سلامي تحيةً
لإن يميني لا تصافح مجرما
واختم قولي بالذي علم الورى
على من عليه الله صلى وسلما
الخميس/8يونيو/2023 بقلم قناص القوافي الدبعي