# وطـــــنـــــي الــــجـــريـــحُ

 

يـــا أيُّــهـا الــوطَـنُ الـجَـريحُ الـدّامـي

قُــلْ لـيْ مَـتى تُـشْفى مِـنَ الأسـقامِ !!

 

قـــدْ أثـخـنتكَ الـحـادثاتُ و أغْـمَـدتْ

فـــي قـلـبـكَ الـمـكـلومِ كُـــلَّ حُــسـامِ

 

و تَـنـاهَشتكَ الـضـارياتُ و أنــتَ فـي

دَرْكِ الــشّــقــاءِ مُــصَــفّــدُ الأقـــــدامِ

 

و عــلــيـكَ ألــــفُ عــبــاءةٍ مــغـزولـةٍ

بـــيـــدٍ تُـــــواري ســـــوءَةَ الـــظُّــلاَّمِ

 

تـتـزاحَمُ الآهــاتُ فـي صـدري و فـي

جُمَليْ ، و في صُحُفي ، و في أقلامي

 

و تــثــورُ ثـــورةَ صَـيـحـةٍ لا تـنـتـهي

مَـــدًّا ، تُـــلازٍمُ صَـحـوتـي و مـنـامـي

 

و تُــمـزّقُ الـصَّـمـتَ الـمـريـبَ لِـوهْـلةٍ

و تــعــودُ حــامِـلـةً صــــدى أنـغـامـي

 

أَ إلــــيَّ يــرجـعُ صــوتـيَ الــثـوريُّ أمْ

وقْـرُ الـخضوعِ طغى على الأحلامِ ؟!

 

أمْ أنّـــــهــــا جَـــدَلِـــيَّـــةٌ عـــربـــيّـــةٌ

(عــبـريّـةُ) الـتّـشـريـعِ و الأحــكـامِ ؟!

 

رَسَـمتْ خـطوطَ السَّابِحاتِ و أطْلَقتْ

فــــــي أُفْــقِــنــا عَــبَـثِـيَّـةَ الأوهـــــامِ

 

فـتـزاحَـمـتْ غـيـمـاتُـها مِــــنْ فـوقِـنـا

و تــســاقَــطـتْ ألــــمًـــا عـــلـــى آلامِ

 

و تــمــزّقــتْ أمــزاقُــنــا و تــنــاثـرتْ

فـاسْـتَـقْـسَـمُوا الأشْـــطــارَ بــــالأزلامِ

 

عـصفتْ بـنا ريـحُ الـطُّغاةِ و أصـبحتْ

(فَــرِّقْ تَـسُـدْ) مِـنْـهاجَ كُــلِّ (حـرامي)

 

حــتّـامَ يـــا زَمَـــنَ الـنُّـكوصِ جِـبـاهُنا

تَـحْـنـى ، و تَـقـتُـلنا يَـــدُ الإجـــرامِ ؟!

 

سـكنتْ ضـلوعي نـهدةٌ و اسـتوطنتْ

صـدري ، و فَـتَّتْ مُـهجتي و عـظامي

 

و تـقـهـقرتْ خـطـواتُ أَقْــدامِ الـمُـنى

رُغْـمًـا ، و ســارَ إلــى الــورا إقـدامـي

 

لا تـسـأليني يــا ابْـنـتَ الـمـاضي فـقَدْ

حــــارَ الــفــؤادُ ، و خـانَـنـي إلـهـامـي

 

أنـــا صَـمْـتُكِ الــلا يـسـتشيطُ لِـسـانُهُ

غـضـبًـا ، و رَجْـــعُ أنـيـنـكِ الـمـتـنامي

 

أنــا أنــتِ يــا كُــلَّ الـعُروبةِ فـاحبسي

عــنّــي الـعـتـابَ ، و عـاتـبـي أيّــامـي

 

و تَــدَثّــري بــردائــكِ الـمـقـدودِ مِـــنْ

جـسدي ، و نـامي تـحتَ ظِلِّ حُطامي

 

فــإذا اسْـتَـفقتِ مِــنَ الـمـنامِ فـسائلي

أيــــنَ اخْـتـفـيـتُ ، أراذِلَ الْـحـكّـامِ !!

 

و إذا وجــــدتِ إجــابــةً عَــنِّــي فـــلا

تــبـكـي ، و لــكــنْ وسِّـــدي أيـتـامـي

 

و لْـتـهتفي مـثـلَ الـحُـشودِ بــلا حـيـا

نــفـنـى ، و تـحـيـا (شِــلَّـةُ) الإعـــدامِ

 

# عــبـد الـحـكـيم الـمـرادي / الـيـمن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 71 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

99,870