أشكو لتاريخِ العروبِةِ محنةً

مادامَ يندبُ حظها القدرُ

 

صِرنا نُبَاع ونُشترَى وتراثُنا

فخمٌ يتيهُ بسرِهِ البشرُ

 

الجهلُ قوّضَ صرحَنا وحياتَنا

والحقدُ ألهبَ جمرَهُ الغجرُ

 

زحفَ الذباب علَى رفاتِ فخارِنا

نهشَ الفضيلةَ ؛ لم يعُد يذَرُ

 

فمهانةٌ وتواطؤٌ وتشتُّتُ

ماعادَ إلا الموتُ والكدَرُ

 

ضاقَ السبيلُ بخطونا وتبدلَ الْـ

أمرُ الذي ما كانَ يستترُ

 

صِرنا نفاياتٍ تنَاهى سمُّها

صِرنا لقاعِ القاعِ ننحـدرُ

 

صِرنا غثاءً ليسَ يُخشى بأسُنَا

ومصيرُنا الشكوَى أوِ الضجَـرُ

 

حبلُ القلوبِ بربِنا عصفتْ بهِ

رِيحُ الخنَا والعارُ والخوَرُ

 

كنا بتاريخِ الحضارةِ فرقدا

يزهو بنورِ زمانِنا القمرُ

 

كنا نسود الأرض نقهر بيدها

حتى يُزاحِمَ ريفَها الحضرُ

 

تنمو بساتينُ المحبةِ فوقَـها

وتُرَى علَى أغصانِها الثمـرُ

 

رُفِعتْ بنودُ العدلِ فوق ربوعِها

فالحقُّ مثلُ الغيثِ منهمِرُ

 

كانتْ تهابُ جيوشَنا أعداؤنا

مهما بغَوْا في الأرضِ أو غدرُوا

 

كانَ العراقُ يفيضُ مجدًا شامخًا

والمسجد الأقصى لَـهُ عبرُوا

 

والعلمُ في اليمنِ السعيدِ منارةٌ

ورحابُ مِصرَ حفيظُها السوَرُ

 

مَن ذا الذي قتلَ الكرامةَ عامدًا

وأرادَنا نعرَى وننكسِـرُ

 

العلمُ في أرضِ الشتاتِ مشردٌ

والقلبُ فينا ظالمٌ أشرُ

 

غزتِ الخيانةُ أرضَنا وقلوبَنا

والكلُّ شيَّبَ قلبَهُ الحذرُ

 

ودمشقُنا صارتْ تكابدُ كربها

وعروبتي أزرَى بها الخدرُ

 

يا ربِّ لطفًـا ، إنّ هذي أمةٌ

ناموا ، ولا نهضوا ولا عثرُوا 

 

بقلم الشاعر السيد العبد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 133 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2023 بواسطة Yasmenmostafa

عدد زيارات الموقع

99,676