ليالي البرد القارسة:
في السجال المقيّد على بحر الطويل..يُروى للإمام عليّ كرّم الله وجهه أبيات جميلة فاتحتها البيت الآتي:
صُن النفسَ و احملها على ما يزينها
تعشْ سالماً و القول فيك جميلّ
فكتبت أبياتي سجالاً و معارضاً شعريةً للأبيات الماضية على بحر الطويل،و حرف الروي اللام المضمومة..فقلت فيها:
تدوم ليالي بردنا و تطولُ
و ينهكنا قرّ الفضا و يصولُ
تغلغلَ وخزُ الصقع في كلّ خلجةٍ
يجمّد أطرافاً لنا و يزيل
و نرسم أحلاماً تبدّت بعيدةً
نواسي مآسينا ضحىً فتعولُ
و كيف نصوغ الأمنيات سعيدةً؟!
و نجمة آمالٍ تشعُّ...خجولُ..!
أيا بردُ..! قد ضاقت مواجعنا بنا
فهل لوداع البائسين سبيلُ؟!
ألمّت بنا الآلام من كلّ وجهةٍ
و سود البلايا في الأنام نزيلُ
فلا يطرق الأسماعَ إلا تأوّهٌ
و بوحُ تباريح الجروح ضليلُ
ننام قريرَ العين فوق أسرّةٍ..
و جفن عيون الشاردين كليلُ!
فلا شيء إلا حصوةٌ كمخدّةٍ
و لا همس إلا في الخواء ثقيلُ
عدمْنا صهيل الغوث في كلّ مربعٍ
و لا يخدش السمعَ الثقيل عويلُ
فكم من فتاةٍ قد تيبّس كفّها..!
و ذاك من الجوع المرير عليلُ..!
فلا تُكثِرَنْ من لغو قيلٍ و قيلةٍ
فأنت ملاذٌ للشقاء ظليلُ
محمود أمين آغا...٢٠٢٣/١/١٨