حاصر الإهمال بحيرة إدكو، وتدهور الإنتاج السمكي بها حتي انخفض من 11 ألف طن عام 2001 إلي أقل من 6 آلاف طن عام 2010 وذلك بعد ان شهدت عشرات المئات من حالات التعدي علي المسطح المائي الحر بها بالإضافة إلي الإهمال الجسيم في تطهير البحيرة من الحشائش والبوص وارتفاع معدلات التلوث والصيد الجائر للزريعة.
ولم تتوقف مشكلات البحيرة عند هذا الحد بل ظهرت علي السطح مشكلة خطيرة تهدد بالاجهاز علي البحيرة وتتمثل في قيام شركة محطة إنتاج الكهرباء بأبوقير بعمل خط كهربائي يصل بين محافظتي الإسكندرية وكفر الشيخ مرورا ببحيرة إدكو.
وعن مشكلات البحيرة يكشف د. علي محمد علي ـ رئيس ائتلاف القوي الوطنية بإدكو ـ عن شروع الشركة في إنشاء ابراج حديدية ضخمة لحمل اسلاك الضغط العالي عليها فضلا عن إنشاء طرق ترابية للربط بين الأبراج وبعضها دون إجراء دراسة لتقييم الأثر البيئي للمشروع والموافقة عليها، ويؤكد ان المشروع يهدد بعزل مساحات كبيرة من البحيرة وردم اجزاء منها وتقليل الحركة الدورانية للمياه بما يمنع تجددها فضلا عن التأثير السلبي للمجال الكهرومغناطيسي المتولد عن مرور الاسلاك بالبحيرة بما يؤثر سلبا علي إنتاجيتها من الأسماك.
اما أحمد السيد ممثل الصيادين عن بحيرة إدكو فيشير إلي مشكلات التعديات علي المسطح المائي بالبحيرة إما بالتجفيف واستقطاع مساحات وتحويلها إلي مزارع خاصة بالإضافة إلي الانتشار الكثيف للحشائش والبوص والذي بات يغطي أكثر من 50% من مساحتها وتراكم المخلفات النباتية في قاع البحيرة، مما ترتب عليه انخفض مستوي الغاطس بها ويطالب بضرورة توفير الحفارات والكراكات البرمائية اللازمة لتطهير البحيرة.
كما يشير إلي الصيد الجائر للزريعة عند البوغاز بما يحرم البحيرة من الزريعة السمكية التي تعتبر المصدر الوحيد لتغذية البحيرة بالأسماك ويؤكد انه علي الرغم من كون البحيرة تعتمد في الاساس علي مياه الصرف الزراعي التي تتغذي عليها من مصارف مثل مصرف إدكو وكوم بلاج وباب زمزم وطرد برسيق إلا ان البحيرة تعد من اقل البحيرات الشمالية نسبة في التلوث نتيجة عدم وجود صرف صناعي مباشر عليها، الأمر الذي يحتم ضرورة تنميتها.
كما يؤكد السير ضرورة تحسين احوال الصيادين بإدكو الذين يتجاوز عددهم 6 آلاف صياد يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد.
علي الجانب الآخر، قدم كل من الدكتور حاتم صلاح الدين والدكتور عبدالسلام أبوقحف عميدي كليتي الطب البيطري والتجارة بدمنهور دراسة علمية لتنمية بحيرة إدكو وتعظيم إنتاجها.
ويوضح ان بحيرة إدكو تعاني نقصا في كمية الزريعة السمكية الطبيعية بها نتيجة للصيد الجائر طوال السنوات الماضية، وعليه فإن المشروع يتضمن إنشاء مفرخ سمكي علي مساحة 25 فدانا من البحيرة يتم تطهيرها وتعميقها إلي عمق 1.5 إلي مترين وعمل 500 هابة لأمهات وذكور البلطي النيلي النقي مع إنشاء 5 غرف للعاملين بالمفرخ منها غرفة لتخزين الاعلاف.
ويشير إلي ان المفرخ ستبلغ إنتاجيته 50 مليون زريعة سنويا وتبلغ تكلفته التقديرية مليون جنيه، ويكشف عميد كلية الطب بالبستان عن سابقة اعداد الهيئة العامة للثروة السمكية لمشروع تطوير البحيرة في مدة 15 عاما ولكن تأكد عند اعداد الدراسة العلمية انه يمكن تخفيض المدة الزمنية إلي 7 سنوات فقط عن طريق الاستخدام الامثل للكراكات بواقع 10 ساعات يوميا وانجاز العديد من المشروعات بالتوازي.
وأكد ضرورة البدء فورا في عمليات التطهير والتي ستتطلب 8 معدات تشمل كراكة قاطعة و حفارين برمائيين قدرة 125 حصانا ومعدات قص ولنشات بتكلفة إجمالية قدرها 29 مليونا و700 ألف جنيه وذلك لتطهير البحيرة من الحشائش والبوص وازالة الرواسب المتراكمة بالقاع.
كما يطالب بالتصدي للصيد الجائر بتفعيل دور شرطة المسطحات المائية وإعلان بحيرة إدكو محمية طبيعية لا يسمح بأي نشاط فيها من صيد أو غيره إلا بترخيص مسبق.
ويضيف ان مشروع تطوير البحيرة يمكن تمويله بالاشتراك بين المحافظة والهيئة العامة للثروة السمكية ويحتاج إلي إدارة مستقلة للإشراف والمتابعة والتقييم الفني بصورة دورية طبقا لبرنامج عمل يتم اعتماده من جميع الجهات القائمة علي التطوير.