(مجلة كل الخواطر) شِقَّىّ الرحى .........بقلم الكاتبة \ نادية صبح

شِقَّىّ الرحى .........بقلم نادية صبح
كان يمكن ان انسحب من حياتك بهدوء ، لكن كيف اتخلص من دماء تختلط بحبك ؟؟؟؟؟؟
لو كنت لى زوج وفقط ، كان يمكن ان استبدل العقد بعقد وجدران الدار بجدران اخرى ......
لكن مابيننا ليس مجرد بيت يأوى زوجين ، بل ان ما بيننا عقد عشق لا استطيع منه فكاك ......
أعلم انك بينى وبينها كحبات حنطة بين شِقى رحى تسحق حبك لى ......
اعلم أن لشبابها الغض سطوةً ، وان كلماتها تغريك بحياة جديدة وبدايات لها سحرها .......
لكننى الرفيقة التى ماخذلتك يوماً.....انا الحب الاول ...أنا الايام والسنوات التى جمعتنا فيها الضحكات والدمعات .....
وانا التى شاركتك نزق الشباب وجنون الصبا .......
وانا أول احلامك التى ملكتها لتصبح الحقيقة الأروع بحياتك ليكتمل الحلم بثمرات اينعت على اشجار غرسنا ، ما اجمل ثمرات حبنا التى ارتسم على محيا كل منهم بعضاً منك وبعضاً منى ، لتصبح الثمرات رجالاً سيكون لهم يوماً ما حقولهم .......
أنا الغرس القديم الذى رويته بايام عمرك وشبابك لتأوى اليه فى خريف العمر ........
كيف الفكاك من ذكريات نحتتها سنوات طوال ؟؟؟؟
كيف الفكاك من عيون لا ترى إلاك ؟؟؟؟؟؟
فالرجال انت .....والحب أنت .....والبيت أنت .......والأُنس والأُلفة ورفع الكُلفة انت .....
أعذركُ واعذرها .......
اعذُركَ حينما تحاول ان تتمسك بهوج ايام تنفلت من بين اصابعك ......
اعذرك عندما تجد نفسك ايقونة الأمنيات حتى لمن شهدوا الدنيا بعد عمر من عمرنا .......
أعذرك عندما تنظر خلفك فتجد طريق طويل مشيناه سوياً ، وطريق اقصر تبقى لتأمل فيه تغيير الصُحبة التى ماعادت كما ترجو .....
لكنك نسيت ان هذا الطريق مشيناه معاً ، كم تعثرتَ فيه ولم تجد الا يدىّ الممدودة دائماً لتقيلك من عثراتك .......
ونسيت أن النور فى مفرقى قد زارك قبلى بحكم السنين .......
ونسيت انك صرح عمرى الذى بنيته بلبنات مخلوطة بصبرى ودموعى .........
ونسيت ان العمر ليس شريطاً نستعيد سماعه متى اردنا .........
ونسيت أننا لسنا بمفردنا فى الحكاية التى ماعاد يُغريك سماعها .......
واعذرها ........ان احببتك بصدق .......فمن منا لا يحب الفضائل والكمال البشرى الذى انت عنوانه ......
ولكن ما لا اعذركما فيه ، انكما لم تريا فى الصورة غيركما برغم انها مزدحمة بالتفاصيل والشخوص .......
اعتب عليكما انكما لم تريا فيها قلب سيمزقه الأسى ، ووجوه بريئة ستلهبها دموع الفقد والضياع .......
اعتب عليك قدرتك فى إختزال عمر طويل فى عبارة (كان ...... وانتهى ) !!!!!
لكننى ما اعتدت الهزيمة من قبل ، خاصة فى معركة العمر كله ......
انت معركتى ونصرى.....
انت درة التاج التى لن توضع الا على جبهتى ........
انت ذخيرة عمرى ولن ابددها هباء .......
منحتك سابقاً كل شيء ....الشباب ....الصبر ....الذرية .....البيت الآمن ......الحب الذى لن يمنحه لك سواى .....
وانا مقاتلة شرسة ، لن اضع سلاحى ، فدونه الموت !!!!!!!
ساحارب بسلاح الصبر والتغافل ولن ترى نزيف قلبى لأننى ساخفيه داخل صدرى .....
ولن ترى دموعى ، سابتلعها لترى فقط ابتسامة الرضى وتجاهل ما يمزقنى اشلاء .......
ولكننى لست على يقين من تعافى قلبى من جراحه .....
فكيف انسى وهجاً اشعل كلماتك لها ....وكيف انسى ألقاً زين عيناك بمرآها .......
لكننى ساحتضن قلبى الذى مزقه الغدر والألم وسأخفى دموعى وراء إبتساماتى وضحكاتى ، وساطرب سماعك باشواقى إليك ، وأُثنى على وفائك لعهدى ......... 
سأتجاهل وأتغافل حتى تُذهلك براءة جهلى ، وسأترك لك الباب دوماً مفتوحاً ........
أعلم ان رحلتك خارج الدار قاربت على الانتهاء وانك بصدد العودة ....
ستجدنى كما كنت دوماً ......فى انتظارك .......