جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بيتنا القديم
يجلس القرفصاء تحت شجرة الكافور
التي رواها جدي بعرقه .. ورعاها أبي بجهده
وكنت ألعب تحت ظلها
وانحت على جذعها أحلامي
فيقص بيتنا علينا تاريخ من مرّوا من هنا
وعندما يسكت ...
نتلهف على إنتزاع باقي الحديث من حلقه
نريد ان نحفظه عن ظهر قلب
فتبخر أمي أحرفه
وتدهنها بزيت الزيتون
وتضعها تحت السماء المكشوفة أعلى الدرج
وتدسها بعد ذلك في الغرف الغامضة ...!!
.............................
بيتنا القديم
عندما يقص علينا الحكايات
ينظر في أعيننا واحد ..واحد
يسعده أن يرى التلهف والإندهاش وهما يحتويانا
يبطيء نغمة الحكي..
كلما وجد اللهفة في أعيننا ليزيدنا لهفة
ويسرع كلما رأى الإندهاش ... ليبهرنا أكثر
لكن ..نجد نبرته تزداد في حدتها
اذا ما غالبنا النعاس ...ليوقظنا
هو حكاء ماهر ..خبير بقراءة الوجوه
ويعطي الأسرار بعد طيها لأبي
ليدسها في غرفه الغامضة
كخبيئة فرعون ..له ذراعان تتدليان في الحفريات القديمة
متمرس في تحويط كنوزه بالسحر والحراسة بالرصد
لذا اذ ما قصدت الشوارع الطويلة الوصول إليه
تاهت في أول دروبه
رغم إستقامتها وعدم تعرجها
لكن الإعوجاج في الباحث ...وليس المبحوث عنه ..!!
..............................
بيتنا القديم
على مرمى حجر من قلب المتعبين
هو يعرفهم جيدا
لأنه .. متعب مثلهم
إذا ما أشرقت الشمس من جبهته
أرسلها عليهم حتي لا تتبدد قوتهم ..ويفتر عزمهم
ولأنهم يشبهونه
يصطفوا جميعا .. بيتنا ..والمتعبين
في صلاة فريدة من نوعها
لها تراتيل كزفيف الريح
وكأن أحلاقهم .. معلقة في الأسلاك الكهربائية ...!!
..................................
بيتنا القديم
لا يطلق اللعنات من خبيئته على أحد
لأنه يعرف
أن الحساب .. آت .....آت
في يوم مقداره
أ
ل
ف
س
ن
ة
مما تعدّون .........................!!!!
***
" شنقرابيات " أماكن خاطئة للحب
رسم وكلمات / محمود الشنقرابي