authentication required

_(أمنيات كهل)____
بقلمي______المشهد الأول________نص مسرحي
_
________________________________________......
المكان: زاوية تلتحف البرد جلبابا"
شجرةٌ نصف يابسة..
ظلام مطبق ينساب من احدى نوافذ المكان المعتمة شعاع رفيع الضوء
شيخ هرم يتكئ على عصىً متعرجة القوام
الزمان..بعض من يوم
العجوز مخاطبا"..بأنكسار شوهته الانتظارات
سيدي المسيح..؟: اعرني نبضك برهة..
يامن يقف على صليب زمن كفيف الساق...
أتسمع توجع القمر..وتشابك أسنة الظلم
انت على مرمى حجر من البصر
حيت تعرج الغيمات تحمل ارواح الثكالى.....!!
وهموم بؤوسها الزمن
اتسمعني عروشك..؟؟
ها انا اناجيك صرخة في ثنايا الصمت
واهفو اليك خلف ملامح الموت.....!!!
لأراك احجية عشق تصلب.
سيدي
سيدي
سيدي.....؟
يأتي الصوت...رويدك يا ابتي...
أنا اتحسس ملامحك واجدك
انا ذاك الذي يستلقي على تجاعيدك ليمنحك بركة الانفاس..
أُرافقُ عثرات أَدمعكَ المتناحرة..
أنا صليب عينيكَ على مر الزمان..
أتلقف صداك بنهم المتشرد
....فقط ترفق .
الشيخ:ايهٍ إيه...كم انتظرتك بريقا"....
يلقِ في اوداجي الشمس
إمنحني نفسا" اّخر..ذاكرةً أُخرى...
عدْ بي الى نفسي....وأمنحني..نفسك
قبل ان تبدأ النهاية...وتستفز الأرض ثورةً....
مازلت ارقبُ ايماءتك تلك
بمشية وئيدة يسوقها الوقار...
يقف الشيخ والريح تقاتل ثيابه الرثة..
يكاد يصرخ كبركانٍ يثور...!!!
ويعود مطرقا" رأسه الذي تعلوه عمِّة عربية..
أغبرّت صمتا"
يتأوه..
زفرات تحرق نسيم عمر ناهز الحق طولا"
يستل من عصاه ليجلس برفق
وكأنه كره التشبث بمن يعينه
تبا" للأمس...
الفصل الثاني....__________________...
أنت..يأيها المركون سماءا"..
ترفق بشيبةٍ ارهقها الانتظار
وباتت تخلّد وجه عرجون قديم.
ها أنا ذا اناجيك روحا" في صومعة ايام تلد من لا شيء.
وارنو اليك بنظرة يستخف بها القدر وأعود.
الضوء: اسمعك...كما بالامس منذ تعكزك الاول..
وتعلقك بأشرعة لا ترتشف الرياح ثناياها..
أرفع قامتك لتصل روحك سنا عروش الوهج.
.الشيخ:ايهٍ ايه ما لصمتي من سكون .
أتراك تسمع ما ينازعني من حيرة..
فعيون المدينة ادمتها عواصف الموت..
ولا زال هذا الكهل يجوبها بحثا"عن قضمة مبصرٍ يستدرج الشمس خجلا"..
ينحني حتى يكاد رأسه يسقط بين ركبيتيه.
.وكأنه في رحم لا مناص منه 
؛يطيل النظر الى خاتمٍ في خنصره الأيمن...!!
أبتي : اراك تحدق مليا" في تلك الشذرة البأئسة..
الشيخ.هه ههه ههههههه.ويطرق اكثر
قلت: أنها بائسة.هي كذلك..
كل يوم اسقي ناظريّ منها لارى نصف وجهي.كما هي الحقيقة اليوم.؟
الضوء:واين تخبأ نصفك الاخر.
سيدي:هو معلق على اغصان هذه الشجرة اليابسة
يفتش عن اخر اثر لعصفورة رحلت بأحلامي الى تيهٍ بعيد..اتعهدها كل يوم بشيء من
الذكريات المتشحة بسواد الرأس ورفيقة دربٍ..عادت لترحل مجددا..
ولم ترحل..
أبتي ارهقت نبضي وصامت اوردتي دهشة..
لكنني معك...في سكناتك وصخبك..
الملم كل ما يسقط من ملامح عمرك الشاحب..
لن ارحل الا بك..!
يحاول الشيخ النهوض بجسدٍ اّيل لزوال قواه
ليجثو على ركبتيه ويتنهد طويلا"
...الفصل الثالث
____ترفع الستارة::: 
الشيخ جاثٍ على ركبتيه مطرق رأسه الذي يكاد ان يتصق بهما.
بثيابه التي تنازلت عن لونها للشمس
الضوء ثابت اسفل جذع الشجرة التي قاربت انحناءته ليأخذ بضياءه جزء عمته العربية ويأتي الصوت من الشعاع::
ابتي أما زلت تسمعني..يرفع الشيخ رأسه ببطئ وعيناه قد اغرورقتا بالدموع بشيبة أبتلت بلؤلؤ ينساب بين مفاصلها برفق.
.الشيخ::بلى:انا مصغٍ اليك 
انهض وانفض عنك غبار الازمنة وعُد بمحياك القديم تبتسم رغم نزف القدر::
يحاول الشيخ ان يجتذب عصاه التي القيت على رمقٍ منه..يستلمها بيد ترتعش كغصن طري في ريحٍ لعوب..
يحاول النهوض ينتصف قامته بسكينة ليخيل لك وهو يتكأ على عصاه كقوس ووتر افرغ من نبلٍ::
يستمر بالنهوض..مع خطوات نحو الضوء.يرفع راسه صوبه محدقا".
فيأتي النداء:أبت اتريد ان اخبرك بما يجول في أخيلتك الان..
الشيخ:أنا اعلم انك تعلم ذلك:ولكن كيف..؟
هل ستعود بي الى عهدٍ تهاوت ثناياه من فرط ما لهجت بك..
الضوء..بلى ستعود احلامك فتية..
الشيخ:ايهٍ من هذا الوجع وكأنك تغفل انها ولدت محدودبة المصير.تاالله لئن صام الدهر لأستعيدن صمت أثكلته المنى..
الضوء.فقط تقدم وسترى.
.يبدأ الشيخ بنقل خطاه.كطفلٍ يستلم الارض للمرة الاولى.ينتصب ليفلت يده من العصى.لتخونه قواه فيعود ارضا".
.الضوء..ابتي..أبتي..أبتي..
اسمعك يا منيتي..يتحول الضوء ليكشف عن جسد الشيخ الناحل بأكمله..والصوت يتعالى..أبتي.أبتي..فيعمد الشيخ الى اخراج قطعة قماش مخضرة اللون..يفترشها على الارض والضوء لا ينفك من مراقبته..فيخرج الشيخ من جيبه الايمن مصحف صغير..يقربه من وجهه يشمه بنهم وصوت انفاسه يملأ المكان..يضعه برفق على قطعة القماش.ثم يدس يده في جيب الايسر ليخرج صليبا" فضي اللون ينحني عليه ليقبله بشراهه.ويقربه من حاجبيه فيمسح على عينيه ثم يعيده الى جانب المصحف ..
فيأتي الصوت بأستفهام غريب..
ماهذا يا أبتي
ما قصتك مع المصحف والصليب وكيف جمعتهما..؟الشيخ بأنكسار وحرقة قلب سأخبرك لكن حلمك عليّ..
المصحف.انتشلته من ركام مسجد الحي . حينا القديم بعد الحرب الاخيرة على بغداد هو اّخر ما بقيَ لي من عبير مدينتي..
الضوء..ايهٍ ايه..انت ترهق نفسك وتقتلني معك.
اما هذا الصليب الذي بجانبه..هو اثمن هدايا عمري استذكر معه براءة زمنٍ ولّى.وقصته..ذات يوم وانا على ساحل دجلة حيث النسيم وذكريات الصبا لاحت لناظري طفلة صغيرة كحبةِ در..اضاعت قرطيها وقد ارهقت بالبحث عنهما فساعدتها في ايجادهما..فعمدت لتهديني اثمن ما تملك وهو صليب ديانتها
..ولا اخفيك امرا"..هذا الصليب يذكرني بوجه تلك الطفلة الذي يشبة وجه ابنتي الوحيدة التي هاجرت مع امها بحثا" عن الامان
يرتفع صوت بكاء الشيخ ومعه تنهدات ذلك الشعاع المنساب من الافق
الشيخ::أما زلت تسترق السمع لنبضي...؟
بعد ذلك يبدأ الضوء بالانسحاب رويدا"
والشيخ يحبو محاولا" اللحاق به حتى يصل الشعاع الزاوية التي قدم منها.
.الظلام يسود المكان فجأة
..ليعود بعد لحظات..والشيخ في نفس الزاوية
والصوت يردد..سأعود سأعود..سأعود.
.في تلك الحالة التي عليها الشيخ اذ تسقط قطعة قماش ناصعة النور من مصدر الصوت امام الشيخ..فيرتفع صوته بالبكاء حتى تبتل القطعة من دموع الشيخ فيستلمها ليضعها على وجهه بهدوء ليلامس وجهه المغطى الارض .
وتسدل الستارة.
.
.
.
فاهم الزهيري...جرح يتكلم..3/سبتمبر../2015

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 245 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,894