المجددون في الشعر العمودي 
(الأنطلاقة)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مهند طالب الدراجي
أولاً:
الشعر التقليدي العمودي 
الذي يتصل باللفظ جرسياً ومن حيث المعنى في موضعه من البيت او ما يخص تصوير المعاني وعلاقة بعضها في بنية القصيدة حيث تسير على سنن وتقاليد القصيدة العربية في فترة الجاهلية فنجدها تقف على الأطلال والديار ثم تنتقل الى الصحراء والناقة والبداوة , رغم ان هذا النوع هو الأنموذج الكامل للقصيدة العمودية وذروة سنامها هي قصائد المعلقات , حيث انها تسير على نمط وقالب محدد في بحورها واوزانها التي تتبعها حتى قننها الخليل ابن احمد الفراهيدي , حيث كانت تلتزم قافية موحدة , وحرف روّي موحد .
ثانياً:
الشعر المحدّث 
الذي بدأ في زمن العصر العباسي الأول ومن اوائل الذين انتهجوه هم مسلم بن الوليد وبشار بن بُرد وابو نواس , اذ قام هؤلاء الشعراء بالثورة على الشعر التقليدي في القصيدة العمودية , وابتعدوا عن عن هذه الصور الأطلال والبادية والناقة , حيث استبدلوا الأسلوب بالالفاظ البسيطة والموسيقى الى بحور قصيرة وقواف رقيقة , من خلال اثر الحياة التي يعيشونها خلال النصف الاول من العصر العباسي , حيث اللهو والمجون ومجالس الطرب والغناء , فكان لهذه البيئة طبيعتها الشعرية الخاصة والمميزة , ثم تبع هذا التطور ثورة أبي تمام التي حاربها ابن الأعرابي واعتبرها انقلاب على شكل القصيدة الشعرية العمودية , وهنا بدأ الشعر العربي يأخذ شكل الموشح وبعض فنون الزخارف المستحدثة , ثم جاء العصر الحديث حيث بدأ الشعراء يتضايقون من الزخارف البديعية والمحسنات اللفظية , فظهرت ملامح ثورة اخرى على التقليدية , في اواخر القرن التاسع عشر , حيث اخذ الشعراء يجددون الشعر ليلائم العصر اذ تنوعت القصيدة بين الغنائية والموضوعية , وايضا شكل القصيدة اخذ يتغير بين شكل الشطرين والشعر المرسل والنظام المقطعي , والتفعيلة والترصيف الجديد وترك التركيب السائد القديم (الصدر والعجز) واعتماد الكتابة العمودية .
ثالثاً
الشعر العربي المعاصر 
من خلال هذا الموجز التاريخي لحياة قصيدة الشعر العمودي يتضح لنا تجديد الشعراء المعاصرين في شكل الأيقاع في القصيدة العربية المعاصرة , اي ان كل هذا لم يأتِ من فراغ , وانما كان نتيجة رغبة واستمرار لجهود شعراء سابقين كما اشرت اعلاه لتلك الثورات المجددة , ومن هذا المنطلق نكتشف حجم الجهود التي تسعى للتجديد في العروض العربي , فقد صرف بعضهم الأوزان التقليدية , وجعل متسع لها في الأفادة من الزحافات والعلل , البعض كتب قصيدته في اكثر من وزن , قد استفاد الشعراء من هذه المتغيرات والثورات على الشعر العمودي التقليدي القديم , ومن هنا نلتمس سبب رغبة الشعراء في ايجاد استعارات موزونة غير منفصلة عن اصولية الاوزان العربية الخليلية , مما يعني ان المجددون هم من عادوا الى صميم العروض العربية ليستخرجوا منها اوزانا جديدة , تشبع رغباتهم وتمليها .
أخيراً:
لا يسعني سرد التفاصيل الكثيرة فالموضوع عميق جدا وله تاريخ طويل , لكني اختصرت ما استطعت ولم اتطرق الى عصر شوقي والسياب وغيرهم من الشعراء المعاصرين الذين استفادوا كثيرا من هذه المتغيرات في اصول الشعر .
اليوم نحن نعيش عصر الحداثة , ولهذا العصر سمات كثيرة طالت كل الاجناس الأدبية والفنون بانواعها , فمن هم المجددون ؟ 
لقد مر علينا في هذا البحث المصغر ما حديث خلال الازمان التي عاشها الشعراء وكيف انتقلت الرغبة بالتجديد من عصر الى اخر , وهذا يمنحنا الحق ان نمارس التجديد في عصرنا , ان تخرج من الكلاسيكية التي ارهقتنا بتكرارها , نريد تجديدا شاملا ؟ وليس جزئيا . 
تجديد يشمل الموسيقى واجراسها وترك المستهلكات بدون المساس بالأصول , اي ان الجديد هو التطوير وليس محق الأصل ؟ 
نحتاج الى مفردات ورؤية ورؤى ولغة فاخرة عصرية متمدنة , استخدام جمل ومفردات حديثة ان التمرد على الكلاسيكية مهم جدا لثورة المجددون , لان الكلاسيكية طغت على اسلوب الشعراء وتقولبوا معها مما جعل القصائد شبه انشائية خالية من عنصر الدهشة والصدم والموسيقى فيها مكررة , فمن يستبدل هذا الثوب القديم ؟؟!! 
سؤال مطروح على الشعراء وبالأخص الشباب الذين اعتقد انهم اكثر جرأة من الكبار مع احترامي واجلالي لشعراءنا الكبار .
مصادر 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أخبار أبي تمام ، تحقيق خليل محمود عساكر وزميليه بيروت ، (د . ت) ، ص ( 244) 
حركات التجديد في موسيقي الشعر الحديث ، الطبعة الأولي ، القاهرة ، عالم الكتب ، ترجمة سعد مصلوح ، 1969 ، ص78 
لسان العرب لابن منظور: المجلد السادس. دار صادر. بيروت. الطبعة السادسة 2008. ص 48.
ديوان النابغة الذبياني، اعتنىبه وشرحه: حمدو طماس، دارالمعرفة بيروت –لبنان، الطبعة الثانية 1426هـ - 2005م. ص 19.
شرح المعلقات السبع: ص 205 أبو عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني، تقديم عبدالرحمن المصطاوي، دار المعرفة بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1425 هـ - 2004م.]
شعراء الخوارج: تحقيق الدكتور إحسان عباس، ص 54.
ديوان الكميت: شرحه وعلق عليه الدكتور محمد نبيل طريفي. دار صادر بيروت. ص 512.
ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات: تحقيق وشرح محمد يوسف نجم. دار صادر بيروت . ص 87 .
ديوان الأخطل: شرحه وصنف قوافيه وقدم له مهدي محمد ناصر الدين. دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الثانية 1994. ص 100 - 101.
الأدب العربي وتاريخه: 377/2، التجديدفي الأدب المصري الحديث: ص 43.
حاشية الدمنهوري: ص 38 طبعت بمطبعة الميمنيةبمصر 1307 هـ .
ملامح التجديد في موسيقى الشعر: ص 37 عبد ـالهادي عبدالله عطية، بستان المعرفة لطبع ونشر وتوزيع الكتب، 2002.
ملامح التجديد في موسيقى الشعر: ص 40

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 188 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

531,382