قصة مثيرة ومنها ناخذ العبرة ودرسا بالحياة

فاذا لم تستح فافعل ما شئت وكما تدين تدان
الحياة مليئة من القصص ومنها ما نستفيد من العبر ومنها يضيع الحابل مع النابل
الحياة فيها كثيرا من العبر والدروس لنتعلم منها ما نستفيد
•• السؤال:
أنا رجل كنت أعاكس النساء أينما حللن، وكانت لي معهن مغامرات لا يعلم بها إلا الله، هذه المغامرات التي فتحت لي اليوم أبواب المشاكل، وعصفت بنفسيتي وجعلتني أستعيد كل لحظة عشتها مع إحداهن، فحياتي الزوجية مهددة بسبب تلك العلاقات، وحينما قلت: إنني أستعيد كل لحظة مع إحداهن.. فإنني أقولها حقيقة وبكل مرارة؛ لأنني أتصور أن زوجتي الآن تمارس نفس الدور، وأن حركة يدها في السوق تعني مثلاً: أن أحداً ينتظرها، أو أن التفاتتها - حتى ولو كانت عفوية في السيارة - تعني شيئا.. وأكثر ما يحزّ في نفسي أنها إذا أمسكت بسماعة الهاتف، وتحدثت إلى إحدى أخواتها أو صديقاتها.. أظل ساكنا متابعا لكل كلمة تنطقها، وكثيرا ما جلست أحلل كلماتها ومعانيها، إذ أنها ربما تعمل مثل صويحباتي السابقات، اللاتي كن يتحدثن معي على أنني إحدى صديقاتهن، ودوما يكون حديثهن بصيغة المؤنث.. كل هذا وغيره كثير، مما أواجهه مع نفسي، ولا أدري ماذا أصنع حيال هذا الموقف العجيب الذي أعيشه؟! إن بي رغبة في أن أريح نفسي من هذا العناء، إلى درجة إنني فكرت بتطليق زوجتي، وهو الحل الأسلم الذي أراه أمامي، وبعد طلاقها لا أتزوج أبداً..
الأخ ( و -- ي – س ) صدق الله {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، وما تعانيه قد يكون من العقوبة المعجلة، ولا يظلم ربك أحدا، وأسأل الغفور أن يغفر لي ولك ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، علانيتها وسرها، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أدنى من ذلك. أخي الحبيب: أنت تعاني من مشكلة الشك، والذي أصبحت غارقا فيه، وأصبح شكا في غير محله، بل أصبح وهما يحيط بك ويقعدك عن العمل والإنتاج، ويشل تفكيرك. ما ذكرت من تفكيرك في الطلاق، هو مما يعقد لك الأمور، ويزيدك ألما وحسرة، فأنت عبد لمن؟! عبد لله، والله الذي خلقك فسواك فعدلك أمرك أن لا تقيم للظن وزنا، خصوصا أنه لا قرائن ولا بينات كالشمس في رابعة النهار، قال تعالى: {إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}، وهذه زوجتك التي عملت لك الشيء الكثير من أجلك أنت، لا لأحد سواك، أفيكون جزاؤها كسرها بطلاقها، دون بينة أو حق واضح، وإنما نتيجة تجربة مرة، كنت يوما أنت مرتكبها، فتطلقها بسبب أفكارك؟! فهذه تلبيسات تجد حرها في صدرك، وتحاول التنفيس عنها بهذه المسكينة التي أمامك، والتي لا تدري عنك شيئا، بل تمارس حياتها بكل أريحية.. وأنت في واد تجد ألمه وأثره في صدرك، وهي في واد التحنن إليك وحسن التبعل والتجمل، وغير ذلك. فالشك أخي يكون في الريبة، وهو شك محمود، وأما الشك في غير ريبة، فهو وهم وخداع وسراب، وهذا ما تعانيه. وصيتي لك - أخي الحبيب - : تقوية صلتك بالله، فهو الذي بيده سبحانه نجاتك وفلاحك، ولو اجتمع الأنس والجن على أن ينفعوك لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، فانطرح بين يديه، وفي سجودك ادع ربك أن يعافيك من هذا البلاء، وأن يغفر لك تلك الذنوب والموبقات، والتي تسميها - أنت - مغامرات. ثم عليك بالانكفاء على طاعة ربك، وأكثر من ذكر ربك؛ حتى تبتعد عنك تلك الوساوس والأوهام. وعليك بإشغال نفسك بالمفيد، ويا ليت أن يكون لك مع زوجتك عمل مشترك، تقومان به سويا داخل البيت أو خارجه، فمثلا: لو تنافستما في حفظ القرآن، أو شاركتها العمل في البيت وصرت بجانبها وهي تعمل. أخي الفاضل: أريد منك أن تبني جسور الثقة مع زوجتك، أريدك أن تشعر - أخي الفاضل - أن التي بجوارك هذه، تشاركك الهم والغم، كما تشاركك الفرح والسرور, أريدك تشعر معها بوحدة الهدف والمصير؛ مما يجعلكما تعيشان سوياً، وحينها تجد طعم هذه الحياة وأنها مربوطة بقوة صلتك بالله، وكذلك بالقيام بواجباته، ومن واجباتك: حق هذه الزوجة عليك، والتي تريد منك أن تمسك بيدها، فتسيران وتحلقان في سماء الحياة بكل سعادة وهناء..
 بقلم / 

محمد عايد احمد جرادات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,853