جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصيدة \ مفاوضات الجلاء لإمرأةٍ استعمرتنى
للشاعر العربى \ أستاذ وائل العجوانى
أنا لم أقاوم عينيكِ كثيراً
حينَ انتوتْ أنْ تُغيِّرَ
مجرى ضلوعى وشكلَ ولونَ حياتى
فعيونُكِ كُنَّ ولا زلنَ حبيباتى
ولم أضع على صدرى واقٍ للرصاصِ
ولم أُخرِج سيفى فى كلِّ العداواتِِ
أى أنَّنى أرتضيتُ أن تستعمريننى
أيتها الجميلةُ وتُفرغى فى قلبىَ
كلَّ مالديكِ من الطلقاتِ
لكنَّ الأمرَ تغيَّرَ الآنَ ياحبيبتى
فشهيتُكِ للغزوِ لا تنتهى
فبعدَ أنْ تأكدتِ من ولائى
أراكِ الآنَ تبحثينَ عن أرضٍ جديدة
وملحمةٍ جديدةْ
تدفنينَ فيها ماتبقى من كبريائى
أصبحَ الطريقُ الآنَ بيننا مسدوداً ياحبيبتى
ففى العينينِ قطعٌ من الدَّمِ المحروقِ
وفى الشفتينِ مُدنٌ من عواءِ
ولم يبقَ أمامنا إلا أنْ نكتبَ سوياً
ألفَ بندٍ للجلاءِ ..
أعدُكِ ألا أُتلفن لكِ ستةَ أشهرٍ كاملةْ
وألا أذكر للناسِ تفاصيلَ
علاقتِنا الفاشلةْ
وألا أُهاجم ما تبقى لدىَّ من فلولِ
ذكرياتكِ الحالمةْ
على أنْ تعدِينى ..
على أنْ يكونَ خروجكِ هادئاً
ناعماً بغيرِ سبٍّ ولا قذفٍ
ولا حتى بتهتهةِ الكلماتْ
وعلى ألا تنشرى صورى معكِ
على أقبيةِ المعابدِ
أو على صفحاتِ المجلاتْ
وألاَّ تعتبريننى عمودكِ اليومى ..
الذى تتحدثينَ عنهُ فى كلِّ المناسباتْ
فمثلما استعمرتِ قلبىَ بهدوءٍ
أريدكِ أن تخرجى بهدوءْ
وأن نتفقَ سوياً ..
على بئرٍ نُغرقُ فيهِ كل ماتبقى لدينا من الذكرياتْ
انتهى استعمارُكِ يا حبيبتى ..
فلقد مللتِ من البقاءِ
ولقد مللتُ من الحياتْ
ولم يعدْ لدينا إلا هذه الطاولةْ
كى تجدى وقتاً لغزوكِ الجديدِ
وأجدَ وقتاً للتريُّضِ والسباتْ !
مفاوضات الجلاء لامرأة استعمرتنى للشاعر العربى \ وائل العجوانى