الشاعرة. : سلطانة. العلمي

قصة : جزاء الوفاء الطلاق ( كاملة )
هناك رجال طلقوا نساءهم لانهن خائنات ،ولكن ان تُطلّق الزوجة لانها اخلصت لزوجها فهاته اغرب الغرائب، هاته ليس مزحة او أحجية بل هي قصة من قصص كثيرة لواقع مر تعيشه المراة تحت جنح الاخفاء والكتمان،،،،زهرة شابة شقراء ذات عينين خضرواين وسحر عربي ،،،لا تسالوا كيف شقراء وذات سحر عربي لانه شقار غير اروبي بل شقار عربي فيه سحر لا تملكه الا العربيات .تزوجت زهرة زواجا تقليديا .
صحيح كانت زهرة في العشرين من عمرها لكنها كانت تعرف قيمة الزواج وتقدّسه،،،،،قالوا لها يجب ان تكوني خادمة لزوجك ،،،فردّت ،،،ولِمَ لا ،،أخدمه بأعيني وأكسب فيه ثوابا،،،،قالوا لها لكي يكون زوجك راضٍ عنك يجب ان يكون اهله راضون عنك قالت ولِمَ لا، هم اهلي مثلماهم اهله سأعملهم كما اعمل والديّا لكن لا احد يرضى اويقنع ،،،اجل فهاته هي الحقيقة،،،،اصبحت زهرة الخادمة ببيت عائلة زوجها وياليتهم يقنعون ،،دائما كان هناك اكثر ،،،،كانت تعيش وسط عائلة زوجها ،،،الاب والام والاخوات البنات وما ادراك ما الاخوات البنات وكانوا يسكنون الطابق الارضي من بيت العائلة ،،، والولدين الاتنين متزوجين يسكنان الطابق الاول مع زوجاتهما طبعا ،،،كل واحد من الاخوة عنده غرفة وصالة وحمام وفسحة صغيرة بين سكناتهما،،،،كانت نساء هذا البيت الكبير يتعايشن مع بعض بالحسنى وما بالقلب في القلب ،،زوجة الاخ الاكبر كانت كلما تحمل اي تكون حاملا يسقط جنينها بعد اشهر من الحمل بسبب الارهاق والتعب ،،وزوجة الاخ الاصغر كانت تّدعي المرض دائما وتبقى بالفراش حتى تحافظ على حملها ،،فانجبت ولدا وبعده وبنتاوزهرة كانت تربي معها الاولاد ،،،، كما كانت تحبهم كأنهم أبناءها،،،حملت زهرة وسقط حملها اربع مرّات وكانت زهرة راضية بالنصيب وتحاول ان تتعايش رغم الضغوطات،،،وعندما كانت تثور على وضعها لانها تشعر بانهم سبب اسقاطها لجنينها كان اهلها لا يقفون معها بل ضدها ويقولون لها ،هذه سنة الحياة ولو ما تحملت امهاتنا ما كنا نحن ولو ما تحملنا نحن ما كنتم انتم .والاسر العربية المحافظة تضغط دائماعلى المراة ولا تضغط على الرجل،،،،لكن هناك ما هو فوق طاقة اي تحمل،،،،في يوم من ايام رمضان والكل صائم،،،ذهب رجال البيت للعمل وبعدها خرجت البنات في زيارة لخالتهن وهي حجة حتى لا يشتغلن بالبيت،،،وبعدها بساعة طلعت الحماة و زوجة الابن الاصغر للسوق حتى يشترين لوازم كم اكلة للافطار،،،،وظلّت زوجة الابن الاكبر بالبيت وتركوا لها االطفلة الرضيعة نائمة في سريرها واخذت الحماة وزوجة الاخ الاصغر الولد الذي يستطيع المشي ،،،،رتبت زهرة البيت وتفحصت البنت النائمة ثمّ قررت اخذ حمام ساخن حتى يزول عنها التعب وترتاح قليلا بغرفتها إلى ان يعودوا من السوق السوق ويبدا تحظير الافطار ،،،ودخلت تاخذ حماما ورغم انها لم تكن متعودة ان تغلق باب الحمام إلا انها هاته المرة ،و سبحان الله ، لم تشعر بحالها كيف اغلقت القفل،،،وكانت تسترخي مع الماء الساخن الذي كان ينسكب ليغسل تعبها،،،،وفجاة انتبهت على مقبض باب الحمام بيتحرك هناك من يحاول فتح الباب عليها ، فنادت اسم زوجها لانها ظنّت انه هو رجع من العمل على غير العادة وهي تقول له الان فقط دخلت سأخرج بعدما اتحمم وتستطيع بعدها استعمال الحمام ،، فرد عليها افتحي ،،،فردت الان فقط دخلت ثم انتبهت للصوت ،،،انه متغير ، فاوقفت الماء المنسكب وكلّمته ثانية كانها تريد التأاكد من من هو وراء الباب لان الصوت اثار خوفا بداخلها،،،،فرد افتحي،،،فقالت انت لست غلام ،،،،،تقصد زوجها ،،،اسم زوجها كان غلام،،قال لها انا احبك افتحي الباب حتى نحكي وليس اي كلام ،،،سنحكي احلى الكلام ،،، ،وكان يدفع الباب قاصدا فتحه فارتعبت واسرعت تسند الباب بجسمها المرتجف حتى تزيد من قوة مقاومة الباب فلا يستطيع فتحه عليها ،،،،وكان وراء الباب يحاول فتحه بقوة ولا يسكت عن الكلام ويترجاها ان تفتح وانه مستعد ان يعمل اي شئ حتى ترضى عنه وانه يحبها هي ولا يحب زوجته وانهم زوّجوه اياها غصبا ،،،وكلام كتير ما كانت هي تسمع منه شيئا غير حقارة ودناوة لنفس لا تؤمن بالله وباليوم الاخر والحساب ،،،وكل ما كانت تردده كان اتقي الله انا زوجة اخيك يعني مثل اختك ،،،،سأخبر الجميع لمّا يعودون اذهب من هنا سأخبر الكل،، ،،اخوك وامك وابوك وزوجتك ،،،اذهب لعنة الله عليك ،،،،اطلع ،،،وماطلع حتى أحسّ ان هناك احدا رجع الى البيت ،،،سمع خربشة بالبيت تحت ،،
وظلت هي بالحمام مختبئة حتى سمعت صوت حماتها تناديها لتحضير الافطار ،،،،وتاكدت انها هي موجودة بالبيت ،،،،لبست ثيابها وطلعت من غرفتها،،،،ونزلت تجري كأنّ شبح الوساخة يطارها ويريد ان يفترسها،،، فوجدت حماتها تنتظرها لتحضير الافطار برفقة زوجة اخو زوجها فنظرت هنا وهناك مرتعبة لعل الوحش معهم موجود ،،،،فلم تره موجودا ،،،اكيد مختبئ بمكان ما بهذا البيت الكبير،،او ربما فرّ خارجا ،،،فقالت لحماتها أريدك بموضوع ضروري وهام وعلى انفراد ،،،،فقالت لها حماتها عندما تنهون تحظير الافطار قولي ما عندك،،، فقالت لها لا الان ،،،ولاول مرة كلّمت زهرة حماتها بنبرة حادة ،صارمة ، وبرجفة وبتصميم ،،،فهمت حماتها انها يجب عليها ان تستمع الى ما عندها،،،،فأخذتها الى غرفتها وقصت لها ما حصل معها ،،،،فانصعقت الحماة بما سمعته ،،،وكانت تسأل وتعيد نفس السؤال عدّة مرات ،،وهل حدث شئ بينكما؟وعندما تأكدت ان ابنها لم يمسس شعرة من زوجة اخيه ،،،استجمعت قواها وقلّبت الكارثة يمينا وشمالا وهي تفكر في هول ما سيحصل باسرتها بعدما ينكشف هذا الموضوع للجميع،،،،،ثم استدركت الوضع وقالت لها لا تحكي شئا لزوجك لانهم اخوة ولو عرف بما حصل ستكون الكارثة وتكون زهرة من فرّق بين الاخوة ،،،وانهم بشهر رمضان الكريم واذا هو لم يعمل اعتبارا للدين وللاخوة على زهرة ان تكون اعظم منه،،،،وان الحماة لن تنسى لها هذا الفضل طول العمر ،،،واقنعتها بكل الطرق انها لا تحكي شيئا لزوجها وانها ستضع حلا لهاته المشكلة بطريقتها اذ انها ستروي لابيه ما حصل و سيتصرفون معه بما يستحق لكن دون ان يعلم اي احد غيرهم بالموضوع لانها اسرار بيوت وانهم سيطلبون منه ترك بيت العائلة ويسكن وعائلته ببيت منفرد،،،،،وطبعا الغبية لم تحب ان تكون سببا في خراب العلاقة الاخوية والاسرية ،،،واقتنعت بكلام حماتها التي لم تذخر اي مجهود لاقناعها ،،،،،واخفت على الكل الواقعة التي حصلت معها
لم تكن تعرف زهرة انها قمّة في الغباء والسّذاجة وانها في عصر لا يؤمن فيه الاشخاص بالمبادئ بل يؤمنون بالمصلحة الشخصية وان الكل يفكر بمصلحته وحسب ولا يهم من او كم سيداس تحت اقدام المصلحة ،،،،وظلّت زهرة تنتظر عدالة حماتها ظانة من كل عقلها وقلبها انها ستنصفها ،،،، ،كانها كانت نصفتها من قبل ولو مرة واحدة ،،،،،وطالت فترة الانتظار شهر فآخر ،،،وليس هناك أيّ عقاب للخائن ،،،وصارت دائما تغلق الابواب وترفض ان تبقى بمفرها بالبيت بل يجب ان يكون دائما غيرها بالبيت ،،،،وحتى لو تصادفت معه بالبيت وأمام الجميع لا ترد على سلامه ،،وگأنّه لا يوجد أصلا ،،،،وانتبه زوجها كما انتبهت زوجته هو على تقزز زهرة عندما تصادف مراد بالبيت حتى انها لا تنظر ناحيته ابدا فسالها زوجها ماذا هناك فقالت وماذا هناك ،،،هو اخوك انت سلم عليه انت انا لست مجبرة بالتسليم عليه ،،،،فأحسّ غلام ان زوجته لا تحب افراد اسرته وانها تخطط لترغمه على السّكن المنفرد خارج سكن العائلة ولم يخطر بباله ابدا ان اخوه قد يفكر ولو لثانية ان يغدر به ،،،،ومن يطمع في عرض اخيه عوض ان يحميه غير الخسيس وما يكون الا اقذر من القذارة،،،،،وبعد طول انتظار دام ثلاثة اشهر، كانت فيه الحماة تضمن دائما ان زهرة ستظل محافظة على السّر جاء يوم المكافئة ،،،،،وما ادراك ما هاته المكافئة ،،،،صاعقة نزلت على رأس زهرة فشلّت الحياة فيها.
عرفت زهرة ان اهل زوجها خطبوا له بنت خالته في السّر،،،بحجة انها لا تنجب وانهم يريدون ان يروا لابنهم اولادا وأنها كلّما تحمل تخسر الجنين وانّ الدكتور اكد انها غير قادرة على اتمام اي حمل وانها كلما ستحمل سيكون مصير الحمل الاجهاض الطبيعي وان اخوه الذي هو أصغر منه وتزوّج بعده بسنتين صار عنده ولدين وزوجته حامل ،،،،كما قام أبوه بدفع المهر حتى ييسر عليه الزواج ثانية لان امنيته الوحيدة هي ان يرى له اولادا ،،،،وان كل ما عليها هي، هو ان ترضى بالوضع واذا لم يعجبها هذا تطلب الطلاق وحسب.
زهرة واقفة متسمرة تنظر هنا وهناك تحاول فهم الذي حصل والذي يحصل ولماذا يحصل ،،،،وتهيّأ لها ان كل شئ يمشي بالمقلوب ،الدنيا والزمن،،،النبض والبشر ،،،،وضاع منها سيران الوقت ،،، حتى التنفس ضاع منها كيف تتنفس لان زوجها لم يقل شيئا ،،،،لم يرفض الوضع،،،او يبدي اي اعتراض ،،،كأنّه كان يعلم بالامر وخططوا له جميعا ،،،ظلّت واقفة وسطهم مثل الغريب الذي اضاع بلده،،،،،حتى الدمعة تحجّرت بعنينيها ،،،والصرخة ماتت براتيها وضغطت عالقلب الذي أحس انه ليس له داع ان يخفق لان الحياة كلها غدر في غدر ،،،والعمر وأجمل سنين العمر مرّت هكذا ؟ كيف سرقت منها وهي واقفة لا حول لها ولاقوة ؟،،،،،ووقعت جاثمة على الارض امام الجميع ،،،،وحاولوا ايقاظها لكن الضغط كان قويا وقلبها لم يتحمل فحصل فيه عطب ،،،واخذت الى المستشفى الى الاستعجالات حيث تم اسعافها وظلت بالمستشفى شهرا كاملا وكانت امها رفيقتها بالغرفة تحيطها بحبها وحنانها ،،،وطبعا عندما استرجعت بعضا من قوتها روت لامها القصة كاملة من الالف الى الياء ،،،وطبعا مادامت الام عرفت كل القصة فان كل العائلة يجب ان تعرف بها لانها سبب مرض ابنتها وبقائها شهرا كاملا بالمستشفى وطبعا لا امها ولا اخوتها يرضون ان يكون لها ضرة ،،،،وهكذا خيّروا غلام إمّا ان يرفض فكرة الزواج ثانية ويسكن زهرة ببيت غير بيت العائلة او ان يطلقها ،،،،
لو كنت مكانه ماذا كنت ستختار ؟

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

549,793