ــــــــــــــــ قبل الوداع بقليل  ـــــــــــــــ
....................(( إعلان الحب والرحيل ))...............
===============================
قالــــت :
من أجلك عشت كل هذه الأيام ...ولأجلك ذهبت إلى العصور الوسطى لأتعلم كيف يكون عشق الأساطير ....ولأجلك تولد الأمواج فى البحار ...وتتعانق الزهور مع حبات المطر ..ويثمر فى البادية الشجر ...ويتعانق الجليد مع نيران اللهفة وجمرات الاشتياق
رداء الحــداد :
ولأجلك تركت الحياة ... ووهبتك كل أنفاسى ..لتولد فى حضن هواكِ سطوراً أبدية.. ترسو على بحارٍ من قوافٍ سرمدية.. سأأوى إليكِِ .. فأمنحينى لحظة دفئ خيالية
قالــــت :
سيكون قلبى بيتك ومأواك ...فالروح إليك تهفو وتركض كل اللحظات بداخلى لتسكنك
..اشتاق إلى الإبحار فى بحار عينيك ....
رداء الحــداد :
ليتك هذه المرة تصدقين عزيزتى ... فلطالما تمنيت لقياكِ ...
أخشى على نفسى فى فرصة أخيرة من سكب دموع النهاية بمفردى.. ...
فدعينى أنعم بتلك اللحظات .. وأسرح فى تلك العينين
أتمنى أن أسكنك بمفردى ...
فتعالى إلىَّ كما كنتِ أول مرة .. سيدة قلبى .. وتاج عمرى فقد اشتاقت أضلعى لـ لقياكِ
أيتها الحلم المتمدد فى أعماقى .. لا تقطعين الحديث بكلمات لن تجدى معك نفعاً .. فأنا ذاك العاشق الذى لن يرتضى إلا بكِ
قالــــت :
أيها السابح فى كونى تمهل ..
لأعيد ترتيب حواسى على مائدة حروفك
رداء الحــداد :
ومتى كانت حروفى مائدة لطعامك ... فإن الحروف ستتلاشى وتهضم ولن يبقى من الحياة سوى إحساسى...فلا تتلعثمى وكُفِ عن الشرود فقد أوقفت عليك كل أقلامى
قالــــت :
مازال القلب لم يستوعب دفىء حضورك
رفقاً سيدى ...
فقد قضيت الكثير من اللحظات وحدى مع برودة الأحلام ..ولحظات الغياب القاتلة
رداء الحــداد :
وهل ترفقتى بى أنتِ وقت الغياب !!.. هل استثنيتِ حروف الهجر من ثناياكِ..
الآن تريدين منى الترفق .. لا يا سيدتى .. سأكون ذاك العابث على مائدة لقياكِ
قالــــت :
أعشق نداءات حروفك إلى روحى ..
سيدى ..
ضاعت الحروف بينى وبينك .. لم يعد نظم شعر .. وإنما تراتيل عشق
رداء الحــداد :
تلك كان لحظات غامضة بين طرفى الحياة .. أتذكريها ...؟
أتذكرى يوم أن استحسنتى الجلوس وحدك على مقهى الحياة .. وكنت أنا على جانبها الآخر أقاسى لوعاتى
قالــــت :
لقد عشقت فيكَ حروفا تمنيت دائما أن تروى ظمأ روحى
رداء الحــداد :
إنى يا سيدتى .. هذا العاشق .. وأنا ذاك الناسك .. اعترفت بكل تفاصيلى .. فمتى سيكون اعترافك
قالــــت :
سيد قلمى ... إن الروح غادرتنى إليك .وأتمنى من القلب التمهل
رداء الحــداد :
سيدتى .. خذى وقتك .. فما زال فى الحياة متسع .... فقط لإرغامك ..
فهل ستصمدين أمام جبروت كلماتى ..؟
قالــــت :
سيدى .. رفقاً ... بقلب يئن بين الضلوع
رداء الحــداد :
سيدتى .. لا تتحيرى.. يميناً وشمالاً وفى كل الاتجاهات
كنتُ أنتِ ....وكنتِ أنا... فأى مهرب ستهربين
قالــــت :
وحدك من أعاد إلى قلبى الحياة ...وحدك من أعاد النبض إلى حروفى وأزاح عنها وشاح الصمت
أهرب منك إليك ..واختبئ من العالم بين راحتيك
رداء الحــداد :
إذن فلتتحدثى ... كلى لك يصغى بصمت محرقٌ
لا تقاومى سلطان حبى .. أخشى أن أحكم فى قضيتك فأحيد عن العدالة فتكون أسيرة قلبى .. ولن أقبل النقض فى أحكامى
قالــــت :
لا تكن حبيب مستبد ..
فمنذ ألف ألف عام وجدتنى موشومة على جدران قلبك ..واقتادتني إلى طريقك خيوط قدرك
رداء الحــداد :
ليس هذياناً وإنما إحساس متجدد ..
سأدخلك غرفة التعذيب لأنتزع منك الاعتراف ...
فلا تستهينين بسيف تعذيبى
قالــــت :
رفقا توأم الروح ... فأنا تلك العاشقة التى خرجت من شرنقة الحياة
رداء الحــداد :
لن أحن إلى توسلاتك حتى تعترفين صراحة .. وتعلنى على الشعوب العاشقة أنى فارس أحلامك
هكذا كان صوتى الداخلى
قالــــت :
نعم سيدى ... أنتَ فارسى
فارسى الذى طالما تزينت حروفى لأجله ...ووقفت فى نوافذ الكون انتظارا وشوقا للقياه
رداء الحــداد :
وإن أردتِ فإن الشاعر داخلى يقول :
لا عليك سيدتى .. خذى الوقت .. فإنا فى انتظارك
لكن يحيى الخارجى لن يهواك
ولم مجبراً أنا على الرد على استفهامك
فقد اعترفت بكل شئ
قلتها بحروفٍ قاسية. وإن أخفت حناناً
قالــــت :
لما القسوة يا طوق الحياة
رداء الحــداد :
قدر قسوتك قسوت .. لتعلمى كيف ضيعتِ الوقت
قالــــت :
لا يا سيدة القلب ..
فبعضك بعض منى وكلى إليك حنين عابر للأكوان بأقصى سرعات الضوء علنى ألقاك
قلت يا سيدى دونك أنا ......أرض أصابتها حمم الاغتراب فأحالتها إلى جزر منفية
سحابة تناءت وتباعدت وتاهت فى دروب الكون
قلت يا سيدى ....دونك أنا طائر غريب بلا دفىء .. مهاجر حد الضياع
وقمر فى السماء فى ليلة ظلماء لا يراه احد .. ولا يشعره فاقد نوروه ووجوده
وزهرة تعرت أمام صقيع الشتاء .. فقدت أوراقها ورقة تلو الأخرى
وقلت يا سيدى ..ايها السابح فى كون حروفى ...رفقا بقلبى تمهل لهواك مازلت اجهل ..ولشمس حضورك مازلت اامل
رداء الحــداد :
أكان كل هذا اعتراف تحت تهديد حروفى .. أم كان فقط إعلان حقيقة ما فى قلبك تجاهى..إنطقى قبل أن يعود السكات لمدائن حبى
مُدى يداك ... فيداى ممدودتان لك بكل أزاهير الحياة
قالــــت :
يدىَّ ويداك التقيا منذ قديم الأزمان ...معك تكون الحياة ويشعر قلبى بدفىء الأمان
رداء الحــداد :
تعالى سيدتى .. قُصَّ إلىَّ كيف كان حالك فى زمن الغياب ...
إروى لى ما كان يدور فى خلجات وجدانك .. فإنى مشتاق لسماع صوتك ..
قالــــت :
أُغمض عيناى وأراك ...من خلف ستار المشاعر ...
عشقتك ..وكان العشق خلق لأجلك وحدك .......
همستك ...وكان الأبجديات غزلت حروفها للتحدث عنك ...
كتبتك كلمات فوق سطورى ..لم تكن كلمات بل عزف أناملى على أوتار مشاعرك ...
رداء الحــداد :
لقد أدركت منذ أن ارتحلتى أنى يوم سألتقيكِِ .. فقد حدثنى الطير عن خفايا القدر .. ورسمت على كل أبيات الشعر حروف القمر ...
كنت أفتقدك .. فأتحسس عباراتك القديمة فأتبسم وتخاطبنى روحى ... ستعود إليك
قالــــت :
بغيابك أنا لست بخير ..فلا تسالنى ..ضاع الطريق منى ...
تباعدت الخطى عنى ..
سيدى .. أنا لست بخير ..إن توارت عنى عيناك ..
قد كانت عيناك لى نهرين من حنان ودفىء ...
قمرين نصف لسمائى ..والآخر يسكن دمى ...
أنا لست بخير إذا ضاع منى فى الفضاء صوتك ...وارتحلت الروح خلفه ..ودنا الحنين منى ...
أنا لست بخير فلا تسألنى ....لأنى فى غيابك أتعبت الحياة قبلى ..وأسقطت دمعى
رداء الحــداد :
قد تركت لك كل أبواب الحياة مفتوحة للحضور وللغياب ...... وأنتِ من آثرت الرحيل ... رغم كل الاشتياق .. قد كدت أن أنزف .. وكنتِ تعلمى أنى أحبك ...
قالــــت :
لم أكن أعلم بحبك ...ولم يخبرنى قلبك
رداء الحــداد :
كيف ذلك .. وقد كانت كل حروف تستغيث بعينيكِ ...
ألم تستمعى لدقات قلبى المتسارعة حين أعلنتى الرحيل
قالــــت :
كنت كالماء يتسرب من بين كفيك ... و تسرب الحياة من بين جوانحى
رداء الحــداد :
لا عليكِ أميرة قلبى .. فإنى أعلم أنكِ كنتِ تندهشى من هذا الحب ...
لكن أجيبى إن سألتك وهل يسأل العصفور إن حنَّ لوطن يقيم فيه
قالــــت :
تُهاجر الطيور كيفما شاءت ثم لا تجد مأوى لها إلا وطنها عشقها وملاذها دفئها ..وسكناها
رداء الحــداد :
فى قلبى حضن الأمان ......... ولمكانك فراغ كبير لا يملأه إلا إياكِ
قالــــت :
وفى قلبى فراغ بحجم الكون لا يملأه إلا أنت
رداء الحــداد :
إنه أنتِ ............. لا تسألى عن ذاك الضمير الغائب ........ فهو المتكلم فى الحقيقة الحسية المتكلم
قالــــت :
إنه أنتَ .....من استطاع وحده انتزاعى من برودة الأيام القاسية بدفىء وجوده
رداء الحــداد :
يالك من حلم جميل ... تمنيت أن لا استفيق ... كيف بالله عليكِ طاوعك قلبك على فراق قلبى المكسور حتى لو لم تكونى تشعرى باشتياقه إليكِ
قالــــت :
لا تؤلم قلبى ..يا أروع أحلامى ...يا روعة حرفى وسر إلهامى
رداء الحــداد :
تباً لى ولحرفى إن قصدت إيلامك .. كيف يكون لى إيلام من كان لطريقى سر الحياة ونبض أحلامى
قالــــت :
أين كنتَ ..؟
رداء الحــداد :
فى قلبك ...
أين كنتِ ..؟
قالــــت :
بين ثنايا روحك
لما تأخرت ..؟
رداء الحــداد :
لأنى أؤمن أن لكل لقاء قدر
لم أتأخر...جئت بوعد
قالــــت :
انتظرتك منذ قرون وبحثت عنك فى كل الوجوه العابرة
رداء الحــداد :
كنت بالجانب الآخر ......... فالتقينا عند نقطة الحب
قالــــت :
التقينا ذات صدفة ..أم ذات حنين ..أم ذات شوق
رداء الحــداد :
التقينا أنا وأنتِ فى طريق الحياة.......بكل المشاعر.. لقاء وجفاء .. ثم لقاء .. حروف متناثرة جمعتها قافية الحب ... ترا هل ستفرقنا الحياة ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشاعر مزيفة ........ بقلم / يحى أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,936