جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
خاطرة
عزف على أوتار النهايات
مجرد أطلال أنا يا سيدتي، تروي لليراع أحلام الصبى، و تلهم الريشة زخرفة جروح الحنين، يرسم على جبيني الزمن بالصمت قصائد توجعي، و في عيوني مواسم الهجر و سفن الرحيل... فلا تبهرك منمنمات الوشم المرصعة، و لا درر العبارات التي أنثرها، و لا طعنات رماح زينتها على صدري الأيام بمشرطها، و لونها صبري بمداد دواة معتقة...
تلك هي أعمدة ذاتي لا تزال منحنية من هزات الدهر المتوالية، و تصدع العرش الذي صنع من زمن العز لبسمتي صولتها....
و الله ما بقي في فؤادي للحب سلامة موطن، و ما بقيت نفسي تشتهي فيه الحياة، و لا في دنيا العشاق راحلة مطمع، و لا قصد الدناءة إليها كان يدفعني. أمليت للحظ لما كان يبتسم، لأكشف دائما عن صدق طوتي، أنزل من مطيتي بطيب خاطر، و أمتطي وراءه صهوة تجلدي، فإذا طلت مآذن ديارهم، انفضوا إليها بشغف المتيم، و تنازلت دون تكلف ، أشواقهم عن مودتي ، و يكتب الدهر أفراحهم في سجله بداية غربتي ...
سأعيش يا سيدتي لذكريات الحلم الجميل مرتعا، و أرعى فيه الآمال البائسة، أعزف على أوتار الصمت لحن الجحود ، و على الناي مطلع قصائد خيبتي، و بخواطر الفناء أطرب قوافل العاشقين .
موحشة هي المسالك إلى قلبي يا سيدتي فاعذريني ، وأشباحها ما عادت تؤمن بالورود ...
دونك مني مودة غريب ينصهر ، و حسبي منك ابتسامة من بعيد .