حـتى تخضَّـــر الأغصان
قلــم : ممـدوح حـنفي
...............................
البحر يصرخ فى وجهي ..
وزنودي أثقلها الرعد
سرت كل دربي وحدي ..
أعاند الجــــذر والمد
أدوُر مع الموج الهائج ..
غُربه وشجون وحب
أبحر ضد الهوى ياهوى ..
والهوى يغني للقلب
وبين كل شاطئ وسد
تقابلنى جمرة حارقة ..
تجرحني وتهد ..
مني الزند
وتترك جراحي غارقة
يزيد الملح ألم الجرح
ودمي يسيل ويسيل
ويأتي الليل الجليدي
ينعشني هواة العليل
أتذكر صفاء طفولتي ..
وحب وعشق الأجداد
أتألم شقاء غربتي ..
وترحالي في البلاد
أتأمل ..
بـ نظرة فى الأعماق
وأعزف لحن شجوني
دموع الحزن فى دندنته
والأرق مع ظنونى
أرى كل شئ فتان
والماء كعيونى شفاف
تتشاقى معى الأحزان
وأقطع بعمرى الضفاف
أرى الشمس ..
والنهار والسَّحر
ونسمات بلادي الصباحية
أرى النجوم ..
والليل والقمر
وبسمات بلادي الليليه
يشرق وجهي ..
ويلتئم جرحي ..
وطوق الأمل يساعدني
يأتيني .. يهديني
ومن الأمواج ينقذني
يعبر بي ويعبر .. حتى البر
ويلقيني جثة شاردة
يترقبني أصناف من بشر
وملامحي حزينة جامدة
أشعر بهم ..
بـ همساتهم .. وضحكاتهم
وأنا معانق الرمال
الحزن والفرحة فى عيونهم
على غريق الآمال
أحاول مصادقتهم ..
أتودد لهـــم بـ أرق الكلمات
أعاملهـم بأصدق النظـــرات
ينسحبون بأسرع الخطوات
ويتركــونني ذليل الآهـــات
تتقاذفني الأمواج ..
تضحك عــليَّ الحيتان
بقسوة جبروت الزمان
أعود للإبحار فى البحار
أعود للمطـــر والأعصار
أعود والألـم يمزقني ..
وتبكيني الطيور والأقمار
يصــرخ البحــر فـي وجهي ..
وزنودى يثقلها الرعد
سأسير مابقى من عمري ..
أعاند الجــذر والمد
أحاول صعود الأمواج الهائجه ..
أتغرب وأحيا بالحب
أبحر ضـد الهوى في الهوى ..
وأنبض مــع القلب
سأواصل الإبحار بإصرار ..
ولـن أستسلـم للشيطان
فالرحلة أسهل من حزني
فحـزني تخطى الأحـــزان
سـأواصل الرحلة بعنفوان
حـتى تخضـــر الأغصـــان
وتفيـض عـلى الإنســـان
بعـــض الحنيـه والحنـــان
.................................
