جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تعود أن لكل شئ صوت .. عرف ذلك على مدار عمره .. إلا أنه لم يخطر بباله أن يجرب إن كان له هو صوت كعادة الأشياء أم لا ,, كان لصوته عذوبة أعادت ترتيب المكان.. وطلت الجدران وأطاحت بالسقف .. كان الصوت يمر شيئا فشيئا على الأشياء فى طريقه عبر النافذة .. فتبتهج الحياة فى الأشياء .. لم تكن العلاقة بين الصوت والأشياء علاقة حب فقط .. بل كانت جزء من إعادة التكوين فيها .. حيث ترك شيئا فى تفاصيلها يخصه .. وبينما يتقافظ راقصا الصوت على دقات قلب منح للصوت الحياة .. اصطدم بشيئا ثقيلا صلبا فتوقف لحظة متعجبا من الشئ الذى يرفض الرقص معه أو يأخذ لونا جديدا زاهيا .. شيئا يرفض بهجة الحياة التى يتركها الصوت فى رحم كل شئ .. لم تكن سوى فوهة .. نظر من خلالها فلم يرى سوى نفق طويل مظلم .
عبر الظلام كانت هناك لحظة ميلاد .. وما أصعب آلام الطلق ساعة الولادة ..من بين كل الطلقات .. طلقة سمعت الصوت فأدركت أنها لحظة ميلادها .. نظرت خلفها إلى طلقة أخرى فى إنتظار لحظة الميلاد .. وتأملتها كثيرا .. فهى تدرك جيدا أن لحظة ميلاد الطلقات مقترن بنهاية عمرها .. علمت أنها لن تعيش كثيرا .. لن ترى سوىإشتعال نور الحياة ثم ينتهى إلى ظلام .. لم يكن يحزنها موتها .. وانما حزنت كثيراعلى ميلاد الطلقة التى تليها وانطلقت من الرحم الى النفق المظلم تبحث عن مخرج للحياة والموت.
دقة أخيرة أستوقفها توقف الصوت عن الرقص .. كانت كل آمالها أن تولد لتعيدالنغم للصوت وللأشياء .. كم كان جميلا ذاك المهرجان الراقص .. كان لابد وأن تولد.. قاومت كثيرا عضلة القلب ومرت فى خلاياه هاربة دون جواز سفر أو إذن مرور .. فى خروجها البطئ كان لها قدر أن ترى ما يحمله القلب من العاب الطفولة .. الأصدقاء وهم يضحكون ويبكون .. كانت الذكريات تلهو وتمرح حتى وإن كان بينها حزن يحاول أن يجد مكانا .. وصورة حبيبة تتصدر صميم القلب .. جمالها استوقف تلك الدقة تتأملها .. فجأة حدث ثقب فى صدرها فتحطمت الصورةالتى عانقتها الطلقة دون رغبة منهما أو إرادة حرة تبيح لهما الإختيار .. فتوقفت الدقة وتحطمت الصورة وإنطفئ إشتعال الحياة لطلقة مغلوبة .. فلم يجد الصوت نغما يعيد الرقص .. فمات الجميع .. غير أن ما تركه الصوت فى رحم الأشياء .. تحرك يبشر بميلاد رقصات جديدة رغم علمه أن كل لحظة ميلاد .. لها طلقات ميلادها الخاصة .
تمت
samehshebl
29/1/2014
