جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مصــر التي وصفها رب كريم في كتابه المبين القرآن الكريم .. أدخُلُوا مصْــرَ إِن شَاء اللّه آمنين ، أهْبطوا مِصرا فإن لكم ما سَأَلتم ، وأوْحينا إِلَى مُوسَى وأخيه أَن تبوءا لِقومِكما بمصرَ بيوتا وَاجعلوا بيوتكم قبلة وأقيمُوا الصلاة وبشّر الْمؤمنين ، وَنادى فرعون في قومه يا قوم أليس لِي مُلك مِصر وهذه الأنهار تجري مِن تحتي أفلا تُبصرُون ، وقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمه و رحما رواه مسلم ، وقوله إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا بها جنداً كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض ، مصرُ الغالية دعا لها الأنبياء عليهم السلام قال عبدالله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة و تمزجه الرحمة ، و رأى جبلاً من جبالها مكسوا نوراً لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمه فى سفحه أشجاراً مثمرة فروعها فى الجنة تسقى بماء الرحمة ، فدعا أدم فى النيل بالبركة ودعا فى أرض مصر بالرحمة والبر والتقوى وبارك على نيلها و جبلها سبع مرات
بعد الثورة لم تعد بأمان القتل والتعدي علي الإنسان أصبح عنوان نسمع عنه في كثير من المدن والبلدان ولم نعد نري المسئولون يهتمون بحفظ الأمن وإعطاء المصريين الآمان والإطمئنان كأن البعض يريد الإنتقام وبدأنا نخاف علي ولادنا وبناتنا وعلي وطن أحببناه أكثر من حبنا لأنفسنا ، حكومة ضعيفة لا خبرات ولا إدارة لشئون البلاد شوارع غير نظيفة يتحكمون بتحديد إستخدام المصري لقوت يومه من العيش وهي أبسط إحتياجات الأسرة المصرية وغيرها من السلع الأساسية لا توفير للكهرباء والبنزين ولا يوجد سولار ، مع أن المصري ليست له أطماع فهو يريد العيش الكريم ويجد قوت يومه وأسرته ولا يبالغ في الأحلام فهو عاش الضيق من زمان حتي أصبح جزءاً من حياته اليومية ، يتمني من الحكومة أن لا تزيد الضيق علي ما يعيشه من ضيق ، يري هيمنه مخطط لها علي مفاصل الدولة ولا يعرف كيف تسير الأمور لا قلب مفتوح ولا شرح للناس بوضوح حتي أصبح المصري عابس الوجه وضاعت الإبتسامة مع ما يراه من جيران له وربما من أبنائه وأقرباءه يكفرونه ويتطاولون بالقول حتي ضاق الشعب من أناس عانوا وعاشوا الضيق سنين طوال فهل يريدوا الإنتقام ، الكرسي لن يدوم لا دام لفرعون ولا لهامان ولم يبقي فيه طويلاً لا هتلر ولا إنسان فهو كرسي يعطيك شعور بالقوة والهيمنة والرغبة في السيطرة وعلي الإنسان أن يحاسب نفسه قبل أن يقف أمام الرحمن الذي لا يخفي عليه شيئ فكله مسجل وبحسبان ..
مصر العظيمة هي مطبخ الفنون ومصنع الرجال إقتصاديين وصحفيين ورجال قانون ومحامين وأطباء ومعلمين ، مصر العظيمة مستشارين وعلماء ، مصر العظيمة دار أوبرا وفنون وسينما ومسارح وضحكات تملأ القلوب بهجة وفرحة ، مصر ناصر باني السد العالي حامي مصر من الفيضان العالي أمم قناة السويس الذي بناها جدي عيسي وعويس صد العدوان الثلاثي وحارب لآجل بلادي ، مصر السادات عابر القناة ومحطم خط بارليف الذي أعاد ارضنا المسلوبة من أيدي الطغاه ، مصر جيش عظيم عبر القناة ورفع علم مصر خفاقاً أعلي خط المستحيل ، مصر النيل الذي قسم بلادنا نصفين وجنتين علي الجانبين ، مصر الأهرامات وأبو الهول وتاريخ عظيم شاهد علي معجزات المصري القديم ، مصر الغنوة الحلوة التي نسمعها كل صباح مع صوت أم كلثوم وشادية وحليم ، مصر البسمة مع شكوكو وإسماعيل ياسين ، مصر الإحساس الراقي مع عبد الوهاب ونجاة وبليغ والسنباطي ، مصر القلعة وسيدنا الحسين وخان الخليلي والسياح علي الصفين ، مصر جلسة حلوة علي الفيشاوي أتفضل اشرب شاي أو شيشة يا غاوي ، مصر الشيخ الشعراوي نلتف حواليه لنفهم معاني القرآن ببساطة شيخنا الهادي ، مصر الأوبرا وعايدة ، مصر الرياضة وبطولات وكؤوس وزعامة رياضية أفريقية ، مصر مساجد الله أكبر وكنائس وأجراس المحبة والسلام ، مصر طبق فول وساندوتش طعمية من التابعي وأخر ساعة ، مصر طبق كشري تاكله وأنت حامد ربك وسعيد مع دقة مصرية ، مصر أغنية شعبية يرقص عليها أهل مصر القديمة وشبرا والشرابية ، مصر سمسمية ورنة جميلة ورقصة بمبوطية يتراقص عليها البورسعيدية والسوايسية ، مصر اسكندرية ماريا وبحرها ساحر وجوها زعفران وشواطئ تسعد المصطافين ، مصر ربابة صعيدية تقص علينا قصص عنترة بن شداد وشفيقة ومتولي والقبطية والحكاوي اللي هيه ، مصر نكتة ضاحكة علي أهالينا الصعايدة الجدعان اللي لا يزعلوا من نكتة ويقولوا هات كمان ، مصر الأرض السمرا التي تخرج لنا فراولة وبطيخة حمرا ، مصر مسلمين وأقباط في رباط الي يوم الممات .
فين مصر بتاعة زمان اللي المصري يخاف علي أخيه الإنسان ويصد المغتصب بقلب رجال شجعان حتي جاءنا الزمن اللي رأينا المصري يقسم الوطن الي أهل جنة ونار ويقتل ويصيب أخيه المصري بقلب قاسي وجبان ضاع الأمن وأصبح لا أمان مع أخينا الإنسان للآسف من نفس الطين وربما من نفس المكان مع أن مصر وصفها الرحمن في كتابه القرآن بأنها بلد الأمان .
سؤالي البرئ : هل ستعود مصر واحة للأمان كما عرفناها وعشنا فيها زمـــان ؟
المصدر: جمال سالم
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد