جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ذكرتني تصريحات السيسي الأخيرة برأي عمر سليمان في السماح للإخوان بمباشرة الحياة السياسية وخوضهم انتخابات 2005 ، ليس عيباً أن كثيراً منا لم يفهم تصريحات عمر سليمان ، وليس عيباً أن نعيد قراءتها مرة أخرى في ظل الأحداث الجارية ومستجداتها وبعيد عن انفعالات فرحتنا بالثورة التي غلبت على كثير منا في ذلك الوقت ، ففي لقائه مع قناة abc في 6 فبراير 2011 كان مضمون إجاباته أن الإخوان المسلمين دعت لحوار مباشر بدون البرادعي ، وأن المخاوف المتعلقة برحيل مبارك هي أنه لا يريد ( اضطرابات في البلد )، فمن سيتولى السلطة عند رحيله ؟ و أنه في ظل هذه الأجواء سيقوم آخرون ممن لهم (أجندتهم الخاصة )بشكل من عدم الإستقرار ، وأن (التيار الإسلامي ) هو الذي يدفع هذا الشباب بالميدان ، لم نقتنع حينها بذلك ورفض عقلنا ذلك كله وبشده ، عمر سليمان كان يدرك جيداً أن الإخوان قادمون للحكم ، وتتساوى في ذلك الأسباب سواء بسبب أنهم الفصيل الأكثر تنظيماً ، أو أنهم أكثر تواجداً في الشارع الذي يغلبه الجهل والفقر والتأثير الديني ، أو حصولهم على دعم خارجي (أمريكي ) أراد أن يخرجهم للنور ليصَدِّر لنا بلاويهم فنحن أحق بها ، ناهيك عن كونهم أداة من ادواته في المنطقة يلوح لهم بالسلطة فيخروا لها سجداً ، وقد تحقق ما قاله تماماً عمر سليمان ، نعم عمر سليمان جلس معهم وتفاوض معهم ولكني أعتقد أنه كما حضَّر العفريت كان باستطاعته أن يصرفه ولا أتخيل أنه لم يكن لديه سيناريو لذلك !!
حين نسمع تصريحات السيسي لابد أن نتفق بوجود رابط كبير بينهما ، فهناك فرق كبير بين من يطالب أو يراهن على نزول الجيش الآن أو نزول الجيش كما في 25 يناير .. وحتى لا يبدو موقف السيسي محيراً لدى البعض ، يجب ان نوضح أنه كان مدير للمخابرات الحربية ومن أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعني مفروض أنه مطلع على فكر عمر سليمان وما كان يدور في عقله أو يخطط له وما كان مخطط له من سيناريوهات من قبل المجلس العسكري للتعامل مع الإخوان في حال وصولهم للحكم .. لذلك فهو إما يسير على دربه ودرب المجلس العسكري وكلها مسألة وقت وينتظر أن يفيض الكيل بالشعب فيكون خروج الشارع على آخره ضد مرسي حتى يتحرك الجيش ولا يكون للإخوان رجعة أو أنه مال إليهم ولا يوجد إحتمال ثالث بانقلاب أبدا ، ولكني أرجح الإحتمال الأول لأنه لم يبد منه أي تصريحات تجزم أنه مال إلى الإخوان ولا يوجد ما يمنعه من ذلك وربما نتذكر الآن الجملة التي قالها طنطاوي وسخرنا منها حينها ، معلقا على أحداث مباراة بورسعيد : (أنا مش عارف الناس ساكتة عليهم ليه ؟ ) ويجب علينا فهم وصف السيسي نزول الجيش بالخطر (بدون قصد ) يعني شئ واحد وهو تأييده وإقراره بأن الوضع الحالي لا يرضى عنه ويحتاج نزول وتحرك لكنه يجده (خطر على البلد) فليس من المعقول أن يحدثنا السيسى صراحة قائلا : متناموش ومتريحوش ومتركنوش علينا إتحركوا أنتم وحينها سننزل في الوقت المناسب .. وأعتقد أن تصريح الجيش برفض تنفيذ مشروع أقليم السويس الآن هو بمثابة رسالة تأكيد على الجميع أن يفهما وأولهم الإخوان أن الجيش لن يسمح بأي شئ يهدد أمن مصر ..
المهم الآن حين يخرج الشارع مرة أخرى أتمنى حينها أن لا تتفكك جبهة الإنقاذ و تختلف على شخص الرئيس ولا أحب هذه المرة أن نسمع عبارة ثورة بلا رأس !!
المصدر: الكاتب المصرى : علاء الدين العبد
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد