جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة

و ثمّةَ شيءٌ أنا لا أراهْ
يحاصرُ وجهيْ
و يغلق كلَّ الممرات في داخلي
و أصحو
تُمزّقني الذكريات التي لا مذاق لها
و تفتح جرحاً أنا ما عرفتُ سواهْ
و أمضي
مواسمَ ملحٍ بأكملها تستفزُّ دمي
و تَلُوكُ حياتي
فيفقد وجهي مداهْ
جمادٌ
تتاجرُ بي أمسياتٌ من البرد و السّهدِ
ثمّ تُخلِّف قلبي وحيداً أضاع هداهْ
و أذكر حين احتواني المساءُ
و غيّبني الانتظار طويلاً
أنا!.. لا .. أنا!
و البقيّة تأتي إذا ما يُظلّل جُرحي سماهْ
و خلف الحدود التي أوغلتْ في التلاشي
وقفنا كلانا..
نواصل كذبتنا بكثيرٍ من الصدقِ
و الخوفِ يوم اعتراهْ
جمادٌ
و ليلٌ أطلَّ على دمعتي
و رأى مُهَجاً شارداتٍ
و يأسٌ تجمّلَ بالصَّبرِ حتى أقاصي رؤاهْ
تُقشّرُ أفراحنا هذه الانكساراتْ
و تلهث مثل الذئاب وراء المساءاتْ
و وحدي أمرّرُ كفّي على صبوتي ليُسيّجَ وردي شذاهْ
يشقُ البياضُ طريقه نحوي
و يجثو على ركبتي الكبرياءْ
أوسِّدُ هذا الفضاءَ ذراعي
و أصلبُ قامتكَ المستحيلةَ
عَلَّ الجمادَ يُلملِمُ وجه السماءْ
على مهلكَ الآن يستيقظُ الشوقُ
يَمْشِي إليَّ
يُفخّخ كلَّ الدروبِ
و يهزأ بالصبرِ و الدمعِ و الأغنياتْ
بنورسةٍ لم تعد تشبه الصحوَ مثلي
وتُشعلُ في غفلةِ الحزنِ
حُلْمايعودُ صباهْ!
المصدر: الشاعرة الجزائرية : خالدية جاب الله
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد