جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ترتدي معطفها الاسود تضع احمر شفاه فاقع اللون يليق بانثى الهزائم ...تحمل حقيبة مضمخة بالنسيان ..تركب الحنين و تدخل الى المقهى.
هي هناك ...على حافة الحب جالسة على طاولة هشة الذاكرة تردد للريح ما تخبط في الورق ...تحتسي كوب من النسيان.
ساسة حمقى ....برودة الوداع ...سماء كئيبة اتعبها السفر.
وهي هناك ترقب بحارا عجوز يرمي ما تيسر من امل في عرض البحر ...ذلك اللامتناهي تهوي شباكه الى اليم ...الى قاع الوجع..الى الانتظار .
هو هناك غريب يقض مضجعها كل ليلة و هي على حافة البياض الكئيب تتقيأ هذا الزخم لغوي ..امراة محملة بالهزائم جالسة على طاولة في ركن من الذاكرة ..امراة بمعطف اسود داكن و فتحة مغرية على حافة صدرها ...امراة تنتظر بغتة من الالاه ..تنتظر و يطول بها الانتظار...و ينتظر و يطول به الانتظار.
كم تشبه هذه الشوارع المختنقة بدخانها الكثيف ..شوارع مهزومة مملوؤة بالحنين ...شوارع أسكرتها ذاكرة العابرين على أرصفة الحياة..
قهقهات النساء ..وجع العجوز ..طفل صغير يتسول رغيف خبز يابس ممزوج بالفقرو حسناء على رصيف اللغة تمارس البغاء السري على أعتاب الورق.
أجمل ما في الحب انه يخلف لنا ارث من الذاكرة و أجمل ما في الخريف انه فصل النسيان فيه تتساقط أوراق الذاكرة لتتركنا في حالة حذر من الجرائم العشقية التي قد يرسمها القدر بالصفحات البيضاء و أجمل الهزائم في الحب.
تجالس الفراغ ..جميل ان تجالس امراة الفراغ ...تقابله ...تخاصره....تحاصره....تضاجعه....هي للعدم و لا شيئ غيره يسكنها ...و هو اللحن الغريب الدي يتسلل اليها من شباك الأمل الطفولي ...لا شيئ يسكنها سوى الغياب ...هي تشبهني ..ولا شيئ يجمعنا سوى الأرق على ضفاف الورق ...امراة بلا حب ..او بعد حب كشتاء بلا مطر بلا ..ذاكرة بلا حنين ..امراة محملة باقنعتي و انا المحملة باقنعته او هكذا قال ذات غيمة حب...ربما هو وجهي الذي تركته و رحلت عاد الي في زلة قدر سآخذه وارحل .
المصدر: الكاتبة التونسية : فاتن غربى
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد