ثورة مصرعلمت العالم كيف تصنع المعجزات ...والهمت الثوار فى كل مكان كيفية الحفاظ على الاوطان من غدر الانظمة الحاكمة .. فشباب مصر اختزل حضارة الامة وعّلم الحكام ان الشعوب لا تساق كالانعام...علم الخونة فى كل مكان .. الذين استباحو دماء شعوبهم .. فتجرؤا على قتل الاطفال والشيوخ وكمموا الافواه .... ونهبوا الاموال .. فوزعوا أقوات المقهورين على اللصوص .. فسحقوا الفقراء .. وطالبوا شعوبهم بشد الحزام .. لان أولئك الحكام يدركون كيف تدار تلك الاوطان .. وان الشعوب لا تدرك اين تجد مصالحها ! .. فعلمهم شباب مصر نخوة الرجولة ... و كيف تُرد الامانات الى اهلها .
الحكام وبطانتهم ساقو المرتزقة على شعوبهم .. فقتلوا الالاف من رعاياهم وكأنهم فى نزهة يمرحون 00شردوا الأيتام والضعفاء ... وكأنهم حرروا فلسظين .. جعلوا أعزة اهلهم اذلة .. دون جرم فعلوة او زنب أقترفوة .. فضيعوا شباب الامة.. وتركوهم ما بين مقتول و جريح وهارب من العذاب .. بدلا من جعلهم وقودا للامة و قاطرة نهضتها ورفعتها .. زرعوا الخوف والرعب فى نفوس الناس بدلا من بث الامن والامان فى قلوبهم .. فانتصروا لشياطينهم واطاعوهم .. تجبروا فى الارض وتحجرت قلوبهم ففقدوا الطريق المستقيم ... جعلوا كتائبهم وقواتهم الغاشمة حصنا لهم ...ورموا العُزل بمدافعهم للحفاظ على عروشهم حتى اخر قطرة من دماء شعوبهم المقهورة حتى جعلوهم لاجئين يتكففون الناس .
ثار الشباب فعلموهم كيف يكون حب الاوطان .. والذهد فى الملذات التى غرق فيها الحكام ... فأحبهم الله ورضى عنهم الناس ...باعوا الحياة الدنيا بالاخرة فصّدقوا ما عاهدوا الله علية وتمسلوا حقا بسنة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم فعلا .. لا .. قولا .. وتواضعوا مع بنى جلدتهم واحتضنوهم برفق لأنهم بفطرتهم وقلوبهم النقية توصلوا الى حقيقة مراد سبحانة من عباده ان الله أراد الرفق فى الأمر كلة ... فالقى الله الرعب فى قلوب أعدائهم ... فقدموا مصالح أوطانهم وانكروا ذواتهم وقدمواغيرهم .. ... فأعذهم شعبهم وحملهم الناس على أعناقهم . . وعرفوا الحق فأستقاموا ... وزهدوا فى القيادة .. وقدموا غيرهم ظنا منهم انهم متمرسون على السياسة وانهم سيقودون الامة لصلاحها ونهضتها .
وترك الثوار الامانة فى يد من أئتمنوة على مستقبلهم وكرامة أهلهم انطلاقا من أنهم الاولى ومن شهد لهم الجميع بأنهم الاكثر تنظيما وفهما فى أدارة شئون الدولة طمعا فى نهضة سريعة ... وحرية كاملة ومستقبل مبهر لهم ولأولادهم من بعدهم .. لأنهم رفاق الطريق والخبرة التى لا يشق لها غبار وهم الجماعة التى ذاقت من الويلات والسجون والوان العذاب التى لم يمر بتجربتهم احد قبل ذلك .. وليكمل الثوار مشوارهم .. ويمدوا ايديهم لتنوير وطنهم من هذة المنظومة السوداء التى تركها النظام السابق تنخر فى عظام الامة لتعيق نهضتها وتعرقل تقدمها فى كل مناحى الحياة .. فلينهض شباب الثورة ويجيش جيوش الثوار للقضاء على التخلف والبيروقراطية ويقتلوا الجبن الوظيفى فى ادارات الدولة .. ويضعوا ايديهم فى يد من بلغ المنى وأقتنص السلطة بمساعدة ثوار الثورة .. فقد جاء الوقت ليُعبر الشباب عن طموحاتهم وليبدوا اراؤهم فى قضايا نهضة بلادهم بدون خوف اوقهر .. وليأخذوا مواقعهم وليشمرواعن سواعدهم للمشاركة فى بناء الامة .
وأنتظر صناع الثورة قيادة الامة بالفكر الجديد والحماس المخزون فى النفوس ليرفعواعن كاهل الفقراء فقرهم .. وليساعدوا المساكين والارامل ويكفوهم ذل السؤال بالخطط والبرامج الاقتصادية الى سينفذوها لدفع عجلة الانتاج .. وحلم الشباب انهم سيقدمون حلولا لكل المشاكل المزمنة وهاهو دستورهم سيكتبوة بأيديهم .. ولكن هيهات ... فقد نفذت مواقفكم !!
وأنتهت الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية .. ووجد الشباب نفسة معزولا عن الامة لا يسمع أحد لأقتراحاتة وحلوله ولم يمثلوا فى أى موقع للمسئولية ولا حتى اللجنة التأسيسية للدستور .. وكأنهم يؤذنون فى مالطة .. هُمش الشباب تهميشا كاملا .. ورجعت ريما لعادتها القديمة .
فأصحاب السلطة ممن كانوا ينادون بالحرية والديمقراطية ومستعدون للموت فى سبيل تحقيقها .. أول من ينادون الان بتقليم اظافر الاعلام والصحف وتكميم الافواة .. وتنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية .. منعا للفتنة ولمصلحة الوطن ؟!.
ومن كانوا يصرخون بمنح الشباب حظوظهم فى القيادة والادارة .. اول من تنكروا لدورالشباب واتهموهم بالسفهه والاجندات الخارجية والداخلية والعمالة !.
2
فلعنة الكراسى السياسية اصابت تلك الفئة ... فبعد ان اصبحت هى الفئة الناجية من خندق المعارضة ومن فيها الى خندق السلطة والابهه الرئاسية والتشريعية والتصريحات على الفضائيات ليل نهار.. بما تّحلوّ بة أخيرا من غرور وتّشدق فى أغلب المواقف .. وأنكار كامل للاخطاء التى يرتكبونها ليل نهار من أعلى السلطة حتى أدناها .. ورؤيتهم السياسية والاقتصادية التى يصرون على فرضها على الناس .. والجدال والردود العنجهيه التى يصدمون بها أنصارهم قبل معارضيهم .. والغرام الكامل والشامل فى الرغبة على الخروج على كل ما هو قانونى فى الدولة .. والمعاداة الواضحة بل تستطيع القول بالعقدة الكامنة فى النفوس من السلطة القضائية بهيئاتها المختلفة والاصرار على هدمها الواحدة تلو الاخرى .. بعد نجاحهم المبهر فى هدم جهاز الداخلية ومحاولتهم هدم القوات المسلحة .. حتى سئم الشعب ويئس من أن ترتقى البلاد أو تتقدم خطوة واحدة على أيد هذا الفكر المتحجر الذى لا يطيق سماع كلمة معارضة واحدة لسياساتة .. فتمنا الناس لو أن تعود الانتخابات من جديد .. ليُصحّحوا أخطاؤهم فى الاختيار .. أو أحداث ثورة جديدة لأجتثاث هذة الفئة التى أصابتها لعنة الكراسى السياسية .