بعد جفاف
أطبقت به على الأرض السماء
وانحباس الأنفاس
في جذور عطشى أبلاها الوفاء
وشعاب وجد تصحّرت قفرا به
أجدبت من الحبّ أفواه النساء
وتلاشى الغيم وامتد الصيف
فصلا آخر وانحسر الشتاء
يحاصر مابقي من كنز إحساسي
الدفين بين محرابي وأبراج الضياء
تشكلت في الأفق البعيد منامة
تألقت وتحولت من الحلم
إلى طور الرؤى
صوب محرابي الباقي
من محاريب الجمال و البقاء
يمّمت واستوطنت للترهب
هاهنا للصلاة والدعاء
يا اله الحب هذه الأرض
مسّها الخراب
تيتم الذكور
وترملت النساء
هذه قرابيني إليك
شفاه غضة وعيون أبلاها البكاء
والدمع انهارا تغتسل فيه من الآثام
آيات الليل وأرواح المساء
فاعف عنهم وأدخلهم جنان الحب
واجعل عامهم ربيعا يعبق عطرا
يختال في الصيف موجا وبهاء
و خريفا بألوان الفواكه
طعم الصبايا عصائر
رحيقا مختوما بإناء
وشتاء ا بالدفء
تذوب الثلوج
ويرشح البوح عشقا
كما تنبجس من الصخر
الصلد حلمات الرقة و الحنين
أهزوجة البحر ينشدها تدفق الماء