أقدِّم عُـرْيي, بطاقةَ موتٍ
تضاهي جميعَ ثقافاتكم,
وأخرجُ من زمن النفطِ, حراً
كيومَ ولدتُ,
بلا لغةٍ تتناسخُ,
أوصِدُ بابَ القرون ورائي
أحاصركم بالرحيل المقنَّعِ,
ثمَّةَ ما يستفزُّ دميْ للتوثُّبِ,
ثمَّة نهرٌ بهيئةِ خاصرةٍ,
تتعرَّى للثْمِ السكاكينِ,
يحمل عكَّازهُ,
ويسيرُ بلا ضفَّتينِ,
وقيلَ القصائدُ جثَّتهُ..
والفضاءُ قصاصةُ منفى,
يعتِّق فيها دواوينهُ..
وقطعانُ ماشيةٍ,
تتأنسنُ في لوحة الحائط المتواطئِ,
أيُّ الجهات تهرِّب نكهة عُـرْييْ إليكم؟؟
وأيُّ المنافيْ, ستؤوي غثائي؟؟
تعبتُ من الغوصِ, في لجَّة الأسئله
ومن لعنة اللغة الناصله
ولا همَّ ليْ بالتفاصيلِ,
حيث القبائلُ تهوى امتشاقَ الأقاويلِ,
سيفاً يضاجع طاحونةً من هواء
وحيث النخيلُ, يصافحُ من قتلوهُ,
ويجترُّ في الليل, ثدْيَ البكاء
فهل تستريح الرياحُ,
من العبثِ البابليِّ المرابطِ,
في ليل أحزاننا؟؟
وتأوي إلى كهفها, باكراً؟؟
قبل أن يخطف الموتُ,
جلجامشَ المتقاعدَ, منذ ثلاثين موتاً
لك اللهُ, يا موتُ,
آخيتَنِي والحرائقَ,
حين تنكَّرتِ الأرضُ ليْ..
داهمَتْنِي فصولكَ,
فاشتعلَ النزفُ وحياً
بــغـــار حـــــراء..
تتبَّعتُ صوتكَ, حتى امِّحاء المسافةِ,
بين الخرافة والأنبياء..
ووجهُكَ أجملُ من وجه يوسفَ,
حين تدلَّى من الحلْم للجبِّ,
فاصطاده السجنُ,
أين المفرُّ؟؟
وصوت زليخا,
يعشِّشُ كاللوز في راحتيهِ,
وأعضاؤها تتناطحُ,
تنداح في دمهِ,
تشتهي أن تمازجهُ,
لتذوبَ خشوعاً,
على ركبتيهِ..
ويعقوبُ أشعل فانوسَ عينيهِ,
تاريخَ حزنٍ,
يضيءُ الطريقَ لأبنائهِ,
وهم يطؤونَ بآثامهم,
أرضَ مصرَ,
ولم يعلموا,
أنَّهم يكتبون نهاياتِهِم,
فوق أبوابها...
وحدَهُ القلبُ , يشتمُّ ريحَ القميصِ,
المتوَّجِ بالقمحِ,
يعرف كيف يعتِّق نكهتهُ خمرةً,
والكواكبُ تنصاع جاثيةً,
والصواعُ بدايةُ عهدٍ جديدٍ
وصنَّارةٌ لاقتناص السماء..
لكَ اللهُ, يــا مــوتُ,
حين انتظرتُكَ,
غادرني جسدي وجِلاً
والذين اصطفيتُ لهم جثَّتي
قايضوني, ببضعِ تعاويذَ مسمومةٍ,
لأيِّ الحضاراتِ, أكشفُ عن لغتي؟؟
أيُّها الشبقُ \ الشعرُ..
لي جسدٌ متخمٌ بالخياناتِ,
لا يألف الأرضَ,
أحتالُ كي ألبِسَ الروحَ غاباتِها,
والحقولَ تآويلها..
فالحرائق جاهلةٌ بأساطيرها
منذ غادر كهَّانُها إرثهم..
أيُّها النزقُ \ النثرُ..
إيماءةُ البحرِ للريحِ,
والريحِ للشجرِ المتوارثِ,
عن جدَّتي, في مواويلها,
كلَّما اسَّاقَطَتْ من أعالي الشتاء..
أحاولُ أخرجُ, يرفضني الضوءُ,
أرتدُّ نحويْ, فتوصدُ دونيْ الممالِكُ,
يرفضني جسدي, أين أمضي؟؟
ولا جهةٌ غير عُـرْيي؟؟
ولا أحدٌ يشتهي الموتَ مثلي
وهل يمنح الموتُ أسرارهُ,
دون تضحيةٍ؟؟
وبماذا أفاوضُ؟؟
أتعبْتَنِي أيُّها الموتُ,
كيف أناديِكَ, حتَّى أجيئَكَ؟؟
أنـكَـرَنـي كلُّ شيءٍ,
وكنتُ إذا اغتالني الحبُّ,
ناديتُ يا شعرُ, يأتِ حثيثاً,
وتأتي الكواكبُ مُذْعِنةً..
تعبتُ ولا أرضَ أدفنُ روحيَ فيها,
ولا نثرَ يرضى بثوب العراء
تعبتُ ولا موتَ, يرثو لحالي,
ولا ريحَ تكنسني,
لأعودَ كيومَ ولدتُ,
وأوصدَ بابَ القرونِ ورائي.