كثير من الناس يُعانون من حالة الخوف الدائم من المستقبل، ويعيشون كوابيس مصدرها "ماذا لو"، اكتفي بحاضرك وعشه بخيره وشره حيث أن الله لا يبتلي شخصاً إلا أنزل به رحمة ولطفاً، وسوف تجد أن بعض أحداث حياتك الصعبة لو كنت علمتها قبلها لظننت أنك لن تحيا بعدها يوماً واحداً، لكن قال الله عز وجل "إن مع العُسر يُسراً" ، فلا تشغل بالك بما لم تُحط به علماً.
2 ـ اعلم أيضا أن الأحداث التي تتخيلها هي خيال محض وقد يحدث ما لا يقدر خيالك على التنبأ به من خير أو شر، فلا تقتنع بما تتخيله فهو مجرد أفكار لن تبرح ذهنك.
3 ـ نقطة أخرى أريد أن ألفت النظر إليها وهي أننا دائماً ما نتناسى أن الحياة تدور بنا ودوام الحال من المحال، فلن تجد أبداً شراً يدوم أو خيراً يدوم وهي سنة الحياة فأقبلها بدلاً من أن تقف ضدها وتُرهق نفسك في أحوال لن تُغيرها ولا تملك فيها من الأمر شيئاً، وحين تقبلها وتُسلم أمرك إلى الله وتتوكل عليه فسوف تكون قد أزلت من على ظهرك حمل ثقيل، كما أنك حين تثق في أن الله لا يأتي لعبده بمكروه أبداً، ولكن حتى إبتلاءه له يحط من سيئات عبده ويُضيف إلى حسناته ويدعوه به للتضرع له وعند صبره سيُعوضه خيراً مما كان، إذا وضعت هذا المبدأ في ذهنك سوف تنام مستريحاً عن ذي قبل.
4 ـ عُد بذهنك إلى الوراء فسوف تجد أنك قد اجتزت كثيراً من الألم واللحظات الصعبة، لكنك اجتزتها ومرت ولا تشعر بها الآن فهي اليوم ذكريات فتأكد أن هذا ما سيحدث لك في المستقبل، لحظات ألم وتُنسى وتُطوى في قائمة الذكريات ولن تقف الحياة أبداً عند هذه اللحظات.
5 ـ لا تنسى أن اللحظات الصعبة لا تزيدك إلا قوة كما أنها تُعطي معنى وجمال لكل شيء عادي من حولنا، لأن الإنسان لا يرى نعمة ربه عليه إلا عندما يُحرم منها، وهكذا تزيدك الأزمات إستمتاعاً بحياتك وتقديرك لنعمة ربك عليك، فلا تنظر لها من نصف الكوب الفارغ ولكن انظر للنصف المملوء، ولا تجلس تنتظر فإن ترقب شيء أصعب من معرفة النتيجة، ولكن فكر في أحداثك يوم بيوم فقد يحدث غداً ما لا تتوقعه ويقلب موازين خططك وتنبؤاتك.
6 ـ أهم شيء أن تعلم جيداً أن ليس هناك إنسان على وجه الأرض معافى، ولكن كلُ له مشاكله التي تؤرقه وتُنغص عليه وسيظل هكذا حتى يموت، وذلك لأننا في دار إبتلاء وليس علينا أن نحلم باليوم الذي نحل فيه مشاكلنا لنحيا حياة سعيدة ولكن ما علينا إلا أن نتعلم من أزماتنا كيف نأقلم أنفسنا ونقويها حتى نجتاز هذه العقبات بيسر ورضا .