دعيت الى ندوة الليلة فى سينما فاتن حمامة بالمنيل تحت عنوان عام مثير للشكوك هو : المصالحة بين الشرطة والشعب .
لم أشأ المبادرة بسوء الظن وقلت لنفسى : روح يا واد وشوف ايه الموضوع .
أبلغت أخى الأستاذ راجى الجوهرى ، لأنه هو من ينسق معى شغل الإعتصام فى التحرير من ليلة الخميس ، الى الجمعة ، وتوكلت على الله وذهبت .. دخلت الى السينما ففوجئت بمنصة قاعد اليها عميد شرطة بزيه الميرى ، واخرون من الشرطة بملابس مدنية ، أظنهم من أمن ا لدولة ، والجمهور ، معظمه من وجوه الحزب الوطنى وصبيانهم من أعضاء المحليات ، والبقية إما عناصر أهلية من محترفى الإنتخابات و شغلها لصالح الحزب الوطنى ، وطائفة من الناس البسطاء الذين يقلقهم الإنهيار الأمنى الذى نعيشه الأن . وفى الطريق نبهنى زوج ابنتى الى هذه الندوة هى نوع من الدعاية السياسية المبكرة للانتخابات عاملها واحد اسمه الدكتور محمد _ مش عارف ايه_ العقاد .. قلت : وماله نشوف برضه !!
دخلت فإذا بتوع الشرطة محتلين الميكروفون ويتكلمون للناس _ اللى معظمهم حزب وطنى وبتوع محليات ، وهذا ليس تخمين لاننى أعرف بعضهم بالاسم وبعضهم بالشبه _
وكلامهم كله يدور حول ان الشرطة _ يا حرام _ هم الضحية ، وأن بتوع الثورة دول _ كخه ووحشين _ هنا بقى حسيت ان دمى بيغلى وعينك ما تشوف الا النور .. مش هاقولك عملت وسويت .. لأ .. فقط صرخت بشرعية الثورة ودم ولادنا فى التحرير ومطالبنا التى لم تحقق بعد .. فصرخت بعض الناس معى وهاجت الدنيا , فارادوا الالتفاف على الموقف كعادتهم وقالوا لى : تعالى اقعد ع المنصة وقول اللى عندك .
قلت ماشى : قعدت على المنصة ، وقلت لعلهم عندهم الجرءة على المواجهة أمام الناس ، لكن قعدونى على المنصة وراحوا يعطون الميكرفون لبعضهم ، وفى هذه الاثناء كان بعضهم يتقدم من المنصة ليقدم اعتذاره و تملقه للشرطة _ تصوروا !!_ فقمت صارخا مجددا: انتوا احكوا مع بعضكو واحنا كلامنا هنقولو فى التحرير .. وبينى وبينكو سخنت اكتر ، فزعقت اكتر : انتو مش اكبر من مبارك ولا وزير الداخلية اللى الثورة لبسته بدلة السجن ، بس يا عم وعينك ما تشوف الا النور بجد بقى المرة .. الدنيا هاجت وبعض الناس انتزعوا الميكروفون وهاتك يا شتيمة فى خناشير الحزب الوطنى وصبيانهم .. لحظات وباظت الندوة وراحوا مشغلين قران كريم وفى ثوانى وصلت مدرعة عسكرية وافرادها جاهزين بالسلاح !!! تقولشى كانت مستنية ع الندهه فى الشارع اللى ورا !!! وبعدها اتصلت مجدداً بأخى الاستاذ راجى الجوهرى حكيت له اللى حصل ,,وقلت له : لو ما رجعتش بلغ الجميع ، وعلامة رجوعى هو ان اكتب ما حصل على النت للاصدقاء والمهتمين . . المقصد من وراء هو ان ننتبه الى دعوات المصالحة مع الشرطة التى قادها الاعلام التلفزيونى غير المبرء عن الشبهة .. مستغلين فى ذلك الانهيار الامنى المصنوع بفعل فاعل ,, لنصرخ قائلين للشرطة : والنبى ترجعوا وحقكوا علينا !!
نحن بكلمة نقول : نحن نحتاج الشرطة نعم .. لكن فى ظل دولة مدنية لا على نفس قواعد الدولة البوليسية .. عاشت ثورة مصر وعاشت ارادة وكرامة المواطن المصرى .