حماس أعلنت مسؤوليتها عن هجوم القدس عام 2008
-- توعدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بـ"رد حاسم" على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، في الوقت الذي حذرت فيه حركة التحرير الوطني "فتح"، من حدث "فتنة داخلية" في الضفة الغربية، وأكدت تمسكها بالعمل على إعادة غزة إلى "الشرعية وسلطة النظام والقانون."
وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ23 لانطلاق حماس، كشفت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2006، عن "أسرار ومعطيات" جديدة بشأن عملياتها ضد "الاحتلال" الإسرائيلي، منذ تأسيسها قبل 23 عاماً.
وقال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن الحركة قدمت خلال السنوات الماضية 1808 "شهداء"، ونفذت 1115 "عملية رسمية"، بخلاف "عمليات التصدي المباشرة" خلال توغلات قوات الاحتلال، 32 في المائة منها جرت بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2005.
وأضاف أبو عبيدة، في مؤتمر صحفي عقدته كتائب القسام في غزة السبت، أن "حصيلة الكتائب من العمليات الاستشهادية هي 85 عملية، و24 عملية أسر"، مشيراً إلى أن عمليات القسام أسفرت عن مقتل 1363 "صهيونياً"، وأكثر من ستة آلاف جريح.
وتابع الناطق باسم كتائب القسام، في تصريحات نقلها المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، أن الكتائب أطلقت ما يقرب من 11 ألف قذيفة صاروخية على مواقع "الاحتلال."
ولأول مرة أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن "عملية القدس البطولية"، التي نفذها علاء أبو أدهيم عام 2008، وأدت إلى مقتل 8 إسرائيليين، وإصابة أكثر من 30 آخرين، وفق المصدر نفسه، كما أعلنت مسؤوليتها عن 6 عمليات أخرى، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20 إسرائيلياً.
وبشأن التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، قال أبو عبيدة: "محاولات التصعيد الصهيوني لعب بالنار، وتصعيد العدوان لن يقابل بالصمت، وإذا أراد العدو يختبر ردنا فسيجد رداً قاسياً، والعدوان على غزة لن يكون نزهة أبداً"، مضيفا: "إذا فرض العدو المواجهة، سنواجه بكل قوة دفاعاً عن شعبنا."
من جانبه، أكد القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، أن "الكتائب اليوم أصلب عوداً وأكثر قوة، وأكثر استعداداً للاستمرار في طريق الجهاد وقتال أعداء الأمة والإنسانية"، وقال مخاطباً الفلسطينيين: "لا تلتفتوا إلى كل محاولات التخويف والحرب الإعلامية والدعائية التي يخوضها العدو لتركيع شعبنا وإرهابه وثنيه عن مساندة المقاومة."
واختتم الضيف كلمته برسالة وجهها إلى الإسرائيليين قائلاً: "إنكم إلى زوال، وفلسطين ستبقى لنا بقدسها وأقصاها ومدنها وقراها، من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها، لا حق لكم في شبر منها، مهما طال الزمن ومهما حاولتم طمس معالمها، ولن نرفع لكم راية بيضاء ما دام هناك مسلم واحد على وجه هذه البسيطة."
من جانبها، أكدت حركة فتح أنها "لن تسمح باقتتال وانقلاب على النظام والقانون في الضفة الفلسطينية، مهما كانت التضحيات"، ودعت من وصفتهم بـ"عقلاء حماس"، إلى "التبرؤ من الفتنة الداخلية التي بدأت حماس بإشعال فتيلها، بدعوة مسؤولين فيها لسفك الدماء، وشن الهجمات على مناضلي حركة فتح، ومنتسبي الأجهزة الأمنية."
وقالت فتح، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "فتح تبذل قصارى جهدها من أجل إعادة قيادة حماس إلى رشدها، فالمصلحة العليا لشعبنا تقتضي تجنيبه تداعيات الهوس بإراقة الدماء والصراعات الداخلية، الذي بلغ عند قادة الانقلاب حد الجنون والاستهتار بقيمة الإنسان الفلسطيني وقيمه الأخلاقية."
واعتبرت فتح أن "طلب حماس للتهدئة مع الاحتلال في غزة، ودعوتها لخلاياها المسلحة بنشر الفوضى واستباحة دماء الفلسطينيين في الضفة بنفس الوقت، هو دليل قاطع على أن حماس قد قررت استكمال انقلابها على المشروع الوطني، وتقديم رأس القضية الفلسطينية على طبق من ذهب لمشروع الاحتلال والاستيطان."
كما اعتبرت حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، أن "إعلان حماس للتهدئة، بمثابة طلب إذن من حكومة وجيش الاحتلال، لبدء الهجوم على أركان السلطة في الضفة الفلسطينية، وللإجهاز على المشروع الوطني."
وحذرت فتح قيادات حماس من "اللعب بالنار، باستنساخ تجربة غزة في الضفة الغربية"، كما أكدت أنها ستواصل العمل "من أجل استعادة غزة إلى الشرعية وسلطة النظام والقانون"، واعتبرت أن توقيع حماس على وثيقة المصالحة هو "السبيل الذي يتمناه شعبنا وقواه الوطنية، من منطلق حرصنا على تحقيق الوحدة الوطنية."